تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"والحق أن كتاباً يوضع على غلافه اسم الأستاذ الغزالي لا يحتاج إلى تقديم؛ فحسبه في تقديري أن يُتوَّج بهذا العلم الخفاق، وقد قرأَتِ الدنيا له عشرات الكتب في الإسلام ودعوته، وتلقت عنه ما لم تتلقَّ عن أحد من معاصريه، حتى إن عصرنا هذا يمكن أن يطلق عليه في مجال الدعوة: عصر الأستاذ الغزالي [18] ".

4 - د/نجيب بن خيرة [19]:-

"إننا نُخطئ عندما نتصورك إماماً خطيباً يتحدث عن الإسلام فحسب .. ! فذاك جهد يقوم به جمع غفير ممن ينتسبون لهذا الدين، ويتكلمون باسمه .. ولكنك إمام مدرسة، وصاحب رسالة .. ! اختارتك الأقدار لتنشأ في بلد عمر الحضارة فيه كعمر الإنسان على كوكب الأرض ... ! حباه الله بكل أسباب القوة و المنعة والمعرفة لينضح على طول الدهر على من حوله من أهل القرى بكل ما من شأنه أن يمكن للإنسان سبب الاجتماع والتّحضر والإبداع [20] ".

الفصل الثاني: الإصلاح الديني عند الشيخ الغزالي

وفيه مبحثين:

المبحث الأول:من مؤهلات الإصلاح الذاتية عند الشيخ:

1 - حفظه للقرآن: فقد أتمَّ حفظه في سنٍ صغيرة ولاشك أن لهذ أثره على المستوى التعليمي للشيخ؛ لما في معرفة القرآن منذ الصغر والمداومة على قراءته من تحسين في مستوى الشيخ من حيث القراءة؛وهذا له أثره في التقدم الدراسي للشيخ وتفوقه على أقرانه.ثم هو بعد أن كبر وتصدَّر للدعوة لايفارقه القرآن ,ولاتخلو خطبه وكتاباته من حسن الإستشهاد بآيات القرآن؛وهذا من أدعي الأمور لقبول دعوته.يقول الدكتور القرضاوي (في كتاب كتبه عن الشيخ في ذكرى ميلاده السبعين):"ومن قرأ كتب الشيخ منذ المراحل الأولي:وجده يحسن الإستشهاد بآيات القرآن ,ويستنبط منها معاني جديدة يتخذ منها حجة في معركته ضد الظلم والجهل والفساد والإستبداد [21] ".

2 - تمكُّنه من اللغة العربية:

فقد كان- رحمه الله تعالى- محباً للغة حريصاً على أن لايخطيء فيها يقول الدكتور القرضاوي:"والشيخ الغزالي كان أديباً من أدباء الأمة , وكان حريصاً على أن لايخطيء من الناحية اللغوية , ولو أخطأ مرة اعترف واعتذر. وذات مرة انفعل في الكلام فأخطأ فقال: الانفعال جعلني أخطيء في النحو.سأحاول ألا أنفعل. وكان يحفظ آلاف الأبيات من الشعر؛فأظن أنه يحفظ ديوان الحماسة جلُّه إن لم يكن كله [22] ".

لاشك أنه هذه المواصفات السابقة تدلنا على أثر هذه اللغة في انجذاب الناس لقوله إذا تحدث فهو يجذبهم بلغته البليغة ,ثم هو بتمكنه من هذه اللغة التي نَّماها عنده حفظ القرآن منذ الصغر قادرٌ على الوقوف على الآيات, والأحاديث ,واستخراج الأحكام منها ,ثم تقديمها للناس سهلة تقبلها الفطرة السليمة وترحب بها العقول المتشوقة للتنوير.

3 - تنوع ثقافته:

إن القاريء للشبخ الغزالي يجد نفسه في سياحة مع أنواع مختلفة من علوم الدين والدنيا فكتاباته حوت من العلوم ألواناً لو تتبعها العادُّ لتملكه العجب من هذا الرجل! فتجده يأخذك بروعة كتابته وبلاغة عبارته طائفاً بك في علوم "الحديث ,والفقه ,والتفسير, والتاريخ ,واللغة ,بل والفلك ,والإحصاء ,وأبرز ماتجده الإقتصاد ,والسياسة ,والدعوة, والإصلاح ,كل هذا وغيره.والقارئون للشيخ يعرفون ماأقول. وهو في هذا كله يبيّّّّّّّّّّّّّّّّّّن لك تلك المصادر التى استقى منها والتي لاتتوقف على كتب التراث فقط, بل والكتب الحديثة ,والمجلات ,والكتب المترجمة. وفي النهاية كل هذا ليس غريباً عليه فهو الداعي لأن تشمل ثقافة الداعية -كما سأبيِّن فيما بعد- علوم الدين والدنيا معاً؛فلا توجد غرابة في هذا. وهذا التنوع في الثقافة كان له أكبر الأثر في آراء الشيخ وتفتُّحِها , ومناسبتها لحال المدعوين , وحكمه على الأشياء بعد النظر فيها من ناحية شاملة لم تقتصر على كتب الدين فقط.

المبحث الثاني: عوامل محيطة أثَّّّرت في تكوين شخصية المصلح عند الشيخ الغزالي:

هناك عوامل محيطة بالشيخ وأثَّرت في تكوين تلك الشخصية المصلحة التي انتشر نورها في أنحاء من العالم العربي والإسلامي ومن هذه العوامل:-

أولاً /الأسرة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير