البحث الأخلاقى هو الوصول إلى الإلزام المطلق الذى فيه يكون الواجب غير مشروط بحيث تنهض الأخلاق على الأوامر المطلقة غير المشروطة.
ويحرص كانط على أن تأتى التجربة الأخلاقية محققة للشمول والعموم، وقانون الواجب هو ذلك الإطار العام الشامل الكلى الذى لا يمكننا تصور تجربة أخلاقية إلا فى كنفه.
وواضح من ذلك أن العمل الأخلاقى هو إلزامى، ولكن الإلزام الخلقى ليس بالمعنى الحتمى الذى نراه فى القانون الطبيعى فهذا الإلزام ينطوى على المسؤولية الأخلاقية ونحن من حيث كوننا كائنات أخلاقية أحرار، فالحرية وثيقة الصلة بالأخلاق. [12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn12) الضوابط الاجتماعية:
قام هذا المذهب على أنقاض الصراعات الخاصة بفلسفات الأخلاق وحاول أن يضفى طابعا اجتماعياً على فكرة الواجب والإرادة، كما اهتم بتحليل أنماط السلوك الخلقى طبقا لمبدأ الإلزام الاجتماعى.
1 - أوجست كونت (1857م):يرى أن المهمة التى يجب على الفلسفة الواقعية أن تعمل لها هى محو فكرة الحق اللاهوتة الأصل من حيث أنها تفترض سلطة أعلى من الإنسان، وقصر الأخلاق كلها فى فكرة الميل الطبيعى إى إخضاع النزعات الذاتية للنوع أجمع.إن الدوافع للحياة المشتركة غريزة مستقلة على حساب الفرد، على أن الأنانية أقوى فى الأصل من هذه الغريزة الغيرية ولكنها تخضع لها بنمو العقل والتعاطف وهذا إنما ينشأ بالحياة الإجتماعية.< o:p>
2- دوركايم (1917م):< o:p>
لماذا تفرض الظواهر الاجتماعية نفسها على الأفراد وتكرههم على الأخذ بها؟
يرى دوركايم أن الأفكار والعواطف صادرة عن " وجدان اجتماعى" متمايز عن الوجدانات الفردية وأعلى منها، ويرى أن الوجدان الاجتماعى – ولو أنه جملة الوجدانات الفردية – إلا أنه يؤلف كلا مغايرا كما يؤلف التركيب الكيميائى.وهكذا يزعم دوركايم كما زعم سبنسر أنه يفض الخلاف الناشئ بين الحسيين والعقليين بقوله إن المعانى والمبادئ مصنوعة من المجتمع وغريزية فى الأفراد.
3 - ليفى برول (1929): صرح بضرورة نقل الدراسات الأخلاقية من الفلسفة التأملية إلى علم الاجتماع التجريبى، فهو ينتقد فلسفة الأخلاق ويرى بدلا منها علما للأخلاق، وينتهى إلى أن الأخلاق مظهر للجماعة تابع لماضيها، وديانتها، وعلومها، وآدابها، وعلاقاتها بالجماعات الأخرى
ولما كانت الجماعة لا تستمر على حال واحدة استلزم أن أخلاقها متطورة طبقا لقانون التطور. [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn13)
وبعد .. فهذه نبذة مختصرة عن قضية الإلزام الخلقى فى الاتجاهات الفلسفية المعاصرة مسبوقة بالحديث عن جذورها فى التراث اليونانى وقبل الانتقال إلى مناقشة تلك القضية فى الفكر الإسلامى ارى أنه ن الضرورى أن نتوقف قليلا عند نقد تلك الاتجاهات وتقييمها.< o:p>
G نظرة وتقويم S
إن الأخلاق إنما تكون إنسانية بقدر ارتباطها بما يميز الإنسان عن غيره وأما اتجاه النفعيين إلى اللذة والأنانية فإنه يؤدى إلى إغفال القيم الإنسانية وهدم المثل التى تحوز على التقدير المطلق.
والمرأ فى ساعات الغى لا تستطيع الحاجة إلى الانسجام المنطقى أن تجعله يضحى بمصلحته وهواه وإنما رأى العقليون فى العقل مبدأ يقوم بوظيفة المنظم فى كائن عاقل وما اعتقاد ذلك إلا كالاعتقاد بأن إطار السيارة هو الذى يجعلها تتحرك على أن جوهر الواجب شىء وما يقتضيه العقل شىء آخر.والحق أن الأخلاق التى تظن أنها تقيم الإلزام على اعتبارات عقلية صرفة إنما تدخل على غير علم فيها قوى من نوع آخر أما الإلزام الخلقى فهو موجود من قبل.ومن السهل أن ندرك أنه ليس لأى غاية أن تفرض نفسها فرضا إلزاميا لمجرد أن العقل يقترحها، ولا تلك الغايات المزدوجة، ولا ذلك الحرص المزدوج على صون الالتحام الاجتماعى.وما هو المجتمع الذى نعنية فى الواقع حين نقول إن ثمة مطلبا اجتماعيا وراء الواجب الأخلاقى كاحترام حقوق الآخرين، أين ذلك من أيام الحروب حين تصبح أخلاق كالخيانة والعدوان أمورا مشرفة؟! إن مجتمعهم حينئذ يقول: إن الواجبات المقررة من حيث المبدأ واجبات نحو الإنسانية عامة ولكن بعض الظروف للأسف الشديد والتى لا يمكن تجنبها تحول دون تحقيق هذه الواجبات!! والخلاصة أن
¥