تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأخلاق الاجتماعية هى أيضا مغشاة بأخلاق أخرى.بعد هذا العرض لفكرة الإلزام الخلقى فى الفلسفة اليونانية ونهاية العصور الوسطى الأوربية حيث محاولة بعث التراث اليونانى الأخلاقى والتأثر به فى ضوء الأخلاق المسيحية ثم ما نشأ نتيجة نقد تلك الفلسفات من اتجاهات معاصرة بعد كل ذلك .. لعل القارئ يشعر بأن كل إجابة وضعتها تلك الفلسفات قد احتوت على أكثر من تساؤل وأنها تترك فراغا جديدا أعظم من الذى أتت لتسده وأنها قد تتضمن أخطاء وعورات للإنسانية لم تنجح فى معالجتها وسترها وهذا الموقف ولا ريب جدير بأن يولد شعورا بالعدمية والامتعاض وقد تجلى ذلك بوضوح فى أخلاق البطولة المتهورة.< o:p>

فريدرك نيتشة:يقول: ((فى أساس الأجناس الأرستقراطية لا مفر من الالتقاء بالعنصر الوحشى، إنه يتنقل باحثا عن عراك دموى، عن فريسة من اللحم، إن الأجناس جميعا كلها تستوى فى تلك النزعة، إن هذه الجرأة عند الأجناس النبيلة لا مبرر لها ولا غاية، إن هؤلاء الناس لا يبالون وقاية أبدانهم وضمان حياتهم إنهم يتذوقون فى غبطة كل هدم وتدمي [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn14))) !!!

ومن ثم كان امتحان أخلاق البطولة المتهورة ممهدا لظهور اخلاق المحبة:< o:p>

هنرى برجسون: يقول: ((بماذا يمتاز الموقف المفتوح؟ لو قلنا إن النفس تحتضن فيه الإنسانية كلها لما ذهبنا بعيدا، وإن المحبة لتبقى عند صاحبها حتى وإن لم يكن هناك كائن غيره على الأرض .. )) وهل هذا إلا وعى بشقاء لا يمكن القضاء عليه؟ إنه تسجيل للشقاء فحسب؟

وفى النهاية نشاهد التهافت وقد بلغ مداه على يد< o:p>

سارتر:يقول: ((ليس بوسع الإنسان ان يجد معونة فى علامة على الأرض تهديه السبيل وإن على الإنسان فى كل لحظة أن يخترع الإنسان)) [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn15)

المبحث الرابع< o:p>

الإلزام الخلقى فى الفكر الإسلامى

< o:p>

يحسن أولا وإكمالا للفائدة قبل عرض تلك القضية فى القرآن الكريم وإكمالا للفائدة أن نتناول باختصار شديد موقف ما يمكن هم فلاسفة الإسلام من تلك القضية ونعنى بهم أصحاب الفلسفات والأفكار التى نشأت فى العالم الإسلامى وفى ظل الدولة الإسلامية وتأثرت بالشريعة إلى حد ما وإن لم يكن موقفها دائما مطابقا وممثلا للموقف الإسلامى:< o:p>

الإلزام الخلقى عند فلاسفة الإسلام:< o:p>

1- مدرسة الكندى: يرى الكندى أن النفس جسم روحانى خالد ذو شرف وكمال عظيمة الشأن جوهرها من جوهر البارى فهو مضاد لما يعرض للبدن من الشهوات والغضب، وينتقد مذهب اللذة ويرى أنها شر لأن التشاغل بها تعطيل للعقل الذى يسعى إلى التشبه بالبارى. [16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn16)

ولكن النموذج الأفلاطونى قد احتل مكانا خاصا فى فكر أبو اليزيد البلخى (322هـ) فهو يردد قول أفلاطون: إن النفس جوهر عقلى يحرك نفسه وأنه يسعى إلى ملكوت الله، ويحاول أن يمزج بين الآراء الأفلاطونية وما تأمر به الشريعة فيقرر أن صالحى المؤمنين أفضل من الملائكة لمكابدتهم مشقة الطاعة مع منازعة الشهوات وممانعة الشيطان.ويبدو أبو بكر الرازى (320هـ) أكثر تشاؤما حين يعرف اللذة بأنها راحة من الألم وأنها خروج عن الطبيعة فإذا استقرت صارت ألما وينشأ عن تراكمها صعوبة التخلص منها .. مع احتفاظه بالفكرة الأفلاطونية عن سعى العقل إلى التشبه بالبارى.< o:p>

2- مدرسة السجستانى الفلسفية:تتميز مدرسة السجستانى بالفصل بين الشريعة والفلسفة وقد ذكر أبو حيان أن أعضاء تلك المدرسة قد بنو فلسفتهم الأخلاقية على معرفة النفس وخلودها.يؤمن أبو سليمان السجستانى (380هـ) بأن الخير يشمل العالم وأن الناموس ينطق بما هو صلاح عام ليكون النفع به شائعا فى سكون النفس وطيب القلب وروح الصدور، أما العقل عند السجستانى فهو الذى يهدى ويقود إلى طريق الصلاح، ويفرق بين العل الفعال عند الفلاسفة والعقل الإنسانى بأن العقل الفعال بمعنى الابتداء بالطبع وأن العقل الإنسانى بمعنى الانتهاء وأن نسبة اثانى إلى الأول كنسبة الفاعل إلى المفعول

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير