تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما ابن الخمار (331هـ) فيؤمن بأن العقل هو أساس الفعل الخلقى ويشبهه بالشيخ الذى إذا أنصت إليه الشاب وأطاعه أفلح واستقام فالعقل يدفع صاحبه إلى الفضائل بالضرورة ولكنها ليست ضرورة الإجبار والتى تتنافى مع الفعل الخلقى بل ضرورة لا ئقة بالعقل ضرورة اختيار ونصح وتحقيق.ويذهب يحيى بن عدى التكريتى (246هـ) إلى أن طبيعة الشر غالبة فى الإنسان وأن أكثر الناس مجبولون على الأخلاق السيئة ولذا فإن المجتمعات الإنسانية تحتاج إلى القوانين والشرائع وكذلك تصبح الحاجة ماسة إلى الأمراء العادلين ليرفعوا الظلم ويعاقبوا الفاجر حتى يقام الاعتدال.أما أبو حيان التوحيدى (414هـ) فالأشياء عنده منبجسة من الحق الأول تفيض عنه فيضا وهو يحاكى أفلاطون فى فكرته عن التشبه بالبارى فيقول: (حرام على نفس تطهرت من أدناس الدنيا أن تدنس من مخالفة الله .. حرام على عين نظرت إلى ملكوت الله أن تحدق إلى غير الله) [17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn17)

3- المدرسة المشائية الإسلامية:يرى الفارابى أن خصال الخير موجودة فى النفس بالقوة وأن السعادة هى الغاية القصوى التى يشتاقها العقل وهى أن يتحد بالفلك الأعلى وهذا الاتحاد يقربه من الله تعالى ولا يتسنى بلوغ السعادة الكاملة إلا للنفوس الطاهرة المقدسة التى لا يستغرقها الحس الباطن، وقد يتعدى تأثيرها من بدنها إلى أجسام العالم.

ويعد ابن سينا أكثر تفاؤلا واقعية فهو يؤمن بأن العالم كله خير وأن الخير يفيض عليه من المبدأ الأول، ولما كان عالمنا هذا عالم كون وفساد فلا بد أن يكون الشر على جانب الخير ومع ذلك فالخير هو الموجود أما الشر فعارض والعقل وحده كفيل بالتمييز بين الخير والشر.

وهو لا ينكر أن كل كائن إنما يسعى إلى اللذة، وأن السعادة الإنسانية لا تكون إلا فى مجتمع، وأن الشريعة والنبوة لا غنى لبقاء الإنسان وسعادته عنهما فالنبى يأتى بقانون يضمن للبشرية الرفاهية والسعادة.أما أبو البركات البغدادى فقد اصطدم بفكرة العقل الفعال وحاول أن يجد حلا لها فذهب إلى أن الأساس فى التعقل ليس هو العقل الفعال بل نماذج مثالية معقوله شبيهة بالمثل الأفلاطونية فيقول: إن النفس تستطيع تحصيل الكمال بذاتها دون الحاجة إلى شىء آخر بالفعل لكى يوصلها إلى درجة الكمال.ورغم أن الإنسان (المتوحد) هو إلهى فاضل بالأفعال العقلية إلا أن ابن باجة الأندلسى (533هـ) صاحب كتاب تدبير المتوحد يرى أنه يشارك فى كل طقة فى أفضل أحوالها ويتفرد عليهم بما يفيض عليه العقل الفعال من أنوار المعرفة. [18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn18)

3- المعتزلة:يعد مذهب المعتزلة فى الواجب الأخلاقى مذهبا صوريا مجردا عن عوامل الزمان والمكان ولا يرتبط تطبيقه بشخص أو بآخر بل هى أمور عامة تحمل طابع الضرورة الأخلاقية.

من أجل ذلك رفض المعتزلة فكرة اتخاذ الدين مصدرا لإلزام الخلقى لما فى ذلك من العودة إلى مذهب الغائية، كما أنهم نكروا اعتبار مبدأ المواضعات الاجتماعية والأعراف مصدرا للإلزام لأن ذلك يتضمن القول بنسبية الأخلاق وهذا يلغى تماما الأخلاق المطلقة، كما أن الواجب ليس دائما مقرونا باللذة أو المنفعة بل كثيرا ما يقترن الفعل الأخلاقى الحسن بالألم.

إن المعتزلة تركز مبدأ الإلزام الخلقى فى الإنسان نفسه فى عقله وحريته يقول الجبائى: ((لا يجب على الله تعالى شىء لعباده فى الدنيا ما لم يكلفهم عقلا وشرعا، فأما إذا إذا كلفهم فعل الواجب فى عقولهم واجتناب القبائح وخلق فيهم الشهوة للقبيح والنفور من الحسن وركب فيهم الأخلاق الذميمة فإنه يجب عليه عند ذلك التكليف إكمال العقل ونصب الأدلة والقدرة والاستطاعة فالعقل إنما سمى عقلا لأن الإنسان يمنع به نفسه .. )) [19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn19) ولا ينبغى أن يفهم من هذا أن المعرفة ملجئة إلى الفعل إذ لو كانت كذلك لفقد الإنسان حريته واختياره وإنما هى بمفردها من جملة الواعى .. إن المعتزلة قد سبقوا فلاسفة الغرب وسبقوا كانط فى هذه القضية وهى القول بأن الحسن يتضمن فى باطنه مصدر الإلزام الخلقى لأن حسنه ذاتى فيه ومعرفة الإنسان وجه الحسن عقلا شرط لإلزامه به .. < o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير