تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn43) وبعد أن وضع الإمام الغزالى معايير الأخلاق فى حديثه السابق يشرع فى بيان محاسبة النفس بعد العمل فيقول" ينبغى أن يكون للمرء آخر النهار ساعة يطالب فيها النفس ويحاسبها على جميع حركاتها وسكناتها، كما يفعل التجار فى الدنيا مع الشركاء فى آخر كل سنة أو شهر أو يوم حرصاً منهم على الدنيا .. " [44] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn44)

من هذا المنطلق كانت نظرة القانون الأخلاقى الإسلامى للمعايير السابقة نظرة المنتقى الناقد البصير، لانظرة المستسلم المنقاد بلا فكرأو روية< o:p>

· الإلزام الذاتى في التصور الإسلامى:< o:p>

إن المواثيق الوضعية في مجال الأخلاق، تفقد فى كثير من حالاتها صفة الإلزام. لأن طاعة القانون خوفاً من العقاب أو رغبة فى الجزاء لايمكن أن تأخذ صفة الإلزام، ولا يتوافر لها عنصر القوة الذى هو ضرورى لسيادة هذا القانون واحترامه فى جميع الأحوال وتحت كل الظروف،فسرعان ما يعصى القانون عند أمن اطلاع السلطة الزمنية على المخالفة، لأجل ذلك ضل الناس فى تمسكهم بالمواثيق الأخلاقية المهنية،فرأينا من شيد بنياناً من المهندسين على شفا جرف هار فانقض فوق ساكنيه مخلفاً الجثث والأشلاء،ورأينا المحاسب الذى يختلس مما اؤتمن عليه، ورأينا ملاك الرحمة الذى يتاجر فى أعضاء البشر، ورأينا العالم الذى يتخفى عن أعين الناظرين فى معمله ليخرج علينا بمسوخ مشوهة تحت مسمى الاستنساخ، مخالفاً بصنيعه الأعراف، والمواثيق، والأخلاقيات المهنية.وغير ذلك كثير فى شتى المجالات التى حفل بها النشاط البشرى، وجدنا خرقاً بيناً للأخلاق على شتى الأصعدة والمستويات، مما برهن معه بيقين لا يمازحه شك على فشل المقاييس الوضعية المطلقة من كبح جماح الانحراف عند الناس تقنينات الوضعيين والاجتماعيين، أو العقليين، أو القائلين بأخلاقية بلا إلزام، كما عند الفيلسوف الفرنسى "جويو" الذى ألف كتاباً يحمل هذا العنوان. من هنا كانت أهمية فكرة الإلزام التى تعد هى العنصر الأساسى أو المحور الذى تدور حوله المشكلة الأخلاقية ويقصد به"القوة التى لها سلطان على الإنسان وما يصدر عنه من أفعال وبموجبها يمكن الحكم على الأشياء بالخير أو الشر " [45] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn45). وإذا كان هذا هو معنى الإلزام فإن انعدامه يقضى على جوهر الحكمة العقلية والعملية التى تهدف الأخلاق إلى تحقيقها. فإذا انعدم الإلزام انعدمت المسئولية،وإذا انعدمت المسئولية ضاع كل أمل فى وضع الحق فى نصابه، وإقامة أسس العدالة. وحينئذ تعم الفوضى ويسود الاضطراب،لافى عالم الواقع فحسب،بل من الناحية القانونية ومن وجهة نظر المبدأ الأخلاقى ذاته،وإذا كانت الأخلاق تؤول فى النهاية إلى مجموعة من القواعد، فكيف يتسنى للقاعدة أن تكون قاعدة بدون أن تلزم الأفراد باتباعها.من هنا كانت النظرة إلى "الإلزام" فى قانون الأخلاق الإسلامى والعمل على تحقيق ذاتيته، لضمان السير على الطريق القويم، والصراط المستقيم، من خلال توليد الرقابة الذاتية لدى الإنسان. والتى يستشعر من خلالها ضرورة فعل الخير والتمسك بكل ما هو أخلاقى فى ظل غياب الرقباء من البشر. ولأجل ترسيخ هذه الرقابة الذاتية فى النفس الإنسانية كان حديث القانون الأخلاقى الإسلامى عن مستويات الإلزام الذاتى لدى الإنسان من خلال:< o:p>

(1) استشعار الرقابة الإلهية:< o:p>

وذلك من خلال أن يعبد الإنسان ربه كأنه يراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك، والرقابة الإلهية بهذه الصورة ميزة لقانون الأخلاق الإسلامى لا وجود لها فى أى تشريع بشرى، فهذه المراقبة هى القائد والموجه لحركة المؤمن،وهى التى تزكى الإخلاص الداخلى للفرد وتجعل الإنسان ملتزماً بالتوجيهات الأخلاقية الاجتماعية، حتى وإن انفرد بذاته وخلا بنفسه.وذلك أن هذه التوجيهات فى بدئها ونهايتها إنما هى هدى من الله الذى إن لم تكن تراه فإنه يراك.وهذه المراقبة عادة ما تجد طريقها لدى النفوس السوية معبداو ممهداً، لأنها تنطق بصوت الله وتشريعاته التى لاتصادم فطرة ولا تعمل على قهر غريزة، وإنما تعمل على تنظيم الغرائز وتهذيبها بشكل يحفظ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير