تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذن من الضرورة جدا أن نضم إلى الدعوة إلى الكتاب والسنة السير على ما كان عليه سلفنا الصالح؛ إعمالا لما سبق ذكره في بعض الآيات والأحاديث المتقدمة حينما ذكر الله سبيل المؤمنين، وذكر نبيه الكريم وأصحابه إلى فهم الكتاب والسنة على ما كان عليه سلفنا الأول من الصحابة رضي الله عنهم، ومن تبعهم بإحسان.

ويأتي هنا سؤال هام جدا يغفل عنه كثير من الجماعات أو الأحزاب الإسلامية، ألا وهو: ما هو السبيل الى معرفة ما كان عليه أصحابه من فهم وتطبيق لهذه السنة؟

الجواب: لا سبيل إلى ذلك إلا بالرجوع إلى علم الحديث؛ علم مصطلح الحديث، وعلم الجرح والتعديل، وتطبيق قواعده ومصطلحاته حتى يتمكن العلماء من معرفة ما صح عن النبي ? مما لم يصح.

وكي نختم الجواب نقول بعبارة أوضح للمسلمين الذين يريدون أن يعيدوا العزة للإسلام، والمجد للإسلام، والحكم للإسلام: لا بد لكم أن تحققوا أمرين اثنين:

أما الأمر الأول: فهو ان تعيدوا إلى أذهان المسلمين شريعة الاسلام مصفاة من كل ما دخل فيها مما لم يكن منها يوم أنزل الله تبارك وتعالى قوله:** اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا}، وإعادة هذا الأمر اليوم كما كان في العهد الأول يحتاج إلى جهود جبارة من علماء المسلمين في مختلف أقطار الأرض.

والأمر الآخر: ينبغي أن يقترن العمل الجاد الدؤوب بهذا العلم المصفى.

ثم يعملون على تطبيق هذا الإسلام المصفى تطبيقا عمليا صحيحا في جميع مناحي الحياة، يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

هذا ما أستطيع قوله في هذه العجالة سائلا الله لنا ولعامة المسلمين أن يفهمنا الإسلام فهما صحيحا على ضوء كتابه وسنة رسوله الصحيحة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح، وان يوفقنا للعمل بذلك، إنه سميع مجيب.

السؤال 43:سأل سائل من طلاب العلم: يتساءل كثير من طلاب المدارس عن حكم ترك شعر الرأس وحلقه، ويلتبس الأمر عليهم بين ما تأمرهم به المدرسة وتشدد عليهم وجوب حلق شعر الرأس كله أو المبالغة في تقصيره، وبين ما يراه الطلاب من بعض المدرسين الملتزمين –ولا نزكي على الله أحدا من تركهم لشعر رؤوسهم وعدم الأخذ منه، مع أنهم ينظفونه ويرجلونه وتعودوا على تركه.

فأقول-مستعينا بالله تعالى-: إن اتخاذ شعر الرأس سنة كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى:" هو سنة، لو نقوى عليه اتخذناه، ولكن له كلفة ومؤونة"، قال ابن القيم رحمه الله في (زاد المعاد):"ولم يحفظ عنه ?حلقه إلا في نسك".

وقد تواردت الأحاديث الصحيحة المبينة لصفة شعره عليه الصلاة والسلام، جاء في (المغني):" ويستحب أن يكون شعر الإنسان على صفة شعر النبي ?، إذا طال فإلى منكبيه، وإن قصره فإلى شحمة أذنيه، وإن طوله فلا بأس، ونص عليه احمد".

أقول: إن اتخاذ الشعر وتركه لا بد له من لوازم ومنها:

1 - الإخلاص لله تعالى، والمتابعة لهديه? لنيل الأجر والثواب.

2 - أن لا يكون في اتخاذه للشعر متشبها بالنساء فيصنع به ما يصنه النساء بشعورهن من قبيل الزينة الخاصة بهن.

3 - أن لا يريد به التشبه بأهل الكتاب أو بغيرهم من أهل الأوثان أو العصاة المسلمين كالفنانين من المغنين أو الممثلين أو من سار على نهجهم كالماجنين من الرياضيين في قصات شعورهم وتزيين رؤوسهم.

4 - أن ينظفه، ويرجله غبا، ويستحب دهنه وتطييبه وفرقه من منتصف رأسه، فإذا طال جعله ذوائب.

أما الحلق فقد فصل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الكلام فيه وصنفه على أربعة أنواع، ومختصر ما قال رحمه الله تعالى-بتصرف-:

أنه إذا كان الحلق لحج أو عمرة أو للحاجة كالتداوي فهذا ثابت ومشروع بالكتاب والسنة ولا شك في جوازه أما إذا كان لغير ما تقدم فهو لا يخرج عن أن يكون أحد أمرين:

?الأمر الأول: أن يحلقه على وجه التعبد والتدين والزهد من غير حج ولا عمرة مثل أن يجعل حلق الرأس شعار أهل النسك والدين، أو من تمام الزهد والعبادة، أو يجعل من يحلق رأسه أفضل ممن لم يحلقه أو أدين أو أزهد، فقد قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:"فهذه بدعة لم يأمر الله بها ولا رسوله، وليست واجبة ولا مستحبة عند أحد من أئمة الدين، ولا فعلها أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا شيوخ المسلمين المشهورين بالزهد والعبادة لا من الصحابة ولا من التابعين ولا من تابعيهم ومن بعدهم".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير