تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالله إبن الرومي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 04:44 م]ـ

الفصل الثاني

وفيه مباحث:

1 - التعريف بجماعة التبليغ ونشأتها ومؤسسها.

2 - منهج جماعة التبليغ في الدعوة إلى الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.

3 - منهج جماعة التبليغ تجاه عقيدة السلف الصالح (الربوبية-الألوهية-الأسماء والصفات).

4 - منهج السلف تجاه الجهاد.

5 - منهج جماعة التبليغ تجاه الجهاد.

6 - وسائل جماعة التبليغ في دعوتهم.

7 - أسئلة متفرقة لمشائخ جماعة التبليغ.

نحمده ونصلي على نبيه الكريم وآله وصحبه أجمعين.

وبعد أن قدمنا هذا الفصل والذي كان منصباً في أهمية العقيدة في حياة الأمة، ووجوب التمسك بعقيدة السلف الصالح، الذين شهد لهم رسول الله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif بالخيرية حيث قال في الحديث الصحيح: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم".

أرجع لأجعل هذا الفصل الثاني لبيان منهج جماعة التبليغ ودعوتها وهو صلب رسالتي هذه ولعل قائل أن يقول إن هذه الرسالة هدفها البحث في حقيقة منهج جماعة التبليغ فما الداعي لإيراد ما أوردته في الفصل الأول في بيان عقيدة السلف الصالح -رحمهم الله- فأقول: إن الذي دفعني على هذا هو أنه يجب على كل داعية إسلامي أن يدرك أن الحكم على مناهج الدعاة الإسلاميين في وقتنا الحاضر يجب أن يكون بميزان الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح -رضي الله عنهم أجمعين- وإذا لم يدرك الدعاة الإسلاميين هذا الأمر فلن يتميز الصالح من غيره حيث أن الجميع يدّعون أنهم يدعون إلى الكتاب والسنة ولكن لا بد عندما نحكم على أي منهج أن نرى مدى التزامه بمنهج سلفنا الصالح وهم القرون الثلاثة الفاضلة وقد بينت وجوب التمسك بمنهج السلف وأدلته.

خلاصة القول أنه يجب علينا إن أردنا أن نحكم على منهج دعوى أن ننظر في مدى التزامه بمنهج السلف الصالح وهذا ما سأفعله في هذا الفصل إن شاء الله -عز وجل- فسأورد منهج جماعة التبليغ الذي تلقيته مشافهة منهم فكل ما أقول في هذا البحث قال فلان فإنما هو نص ما تلقيته بنفسي منهم نسأله تعالى التوفيق والتثبيت ولنبدأ مستعينين بالله وحده في بيان منهج جماعة التبليغ والله الهادي إلى الصواب.

" التعريف بجماعة التبليغ ونشأتها ومؤسسها:

في سنة () 1359هـ (1940م) خرجت مع رفيقين أطالع مشاريع التعليم والتربية ومراكزها في الهند وانتهت بي هذه الرحلة إلى دهلي ومنها إلى ميموات الرقعة التي هي مشهورة في التاريخ باللصوصية والنهبة والشطارة والغارة، حتى كانت أبواب سور مدينة دهلي تقفل من بعد الغروب خوفاً من هؤلاء اللصوص، فسمعت بأنها مجال كبير لإصلاح ديني خلقي جديد، ولما زرتها وجدت انقلاباً مدهشاً في الأخلاق والنفوس، تنقلت في القرى والأماكن وتتبعت الأخبار فعلمت أن الناس الذين كان القتل عندهم أهون شيء، وقد يقتلون الإنسان لأمر تافه ودرهم زائف، ساروا الآن يحرسون الأموال والأعراض ويعفون عن المحارم، رأيت فيهم إقبالاً على العلم وتواضعاً وحفاوة ضيافة، ودماثة خلق وإيثاراً على النفس وألفة ومودة لا توجدان في هذا العصر المادي وعزوفاً عن الشهوات وصبراً على المشاق، وإيماناً وصلاحاً وعلمت أن ألوفاً من الناس هناك تأثروا بهذا الإصلاح وانقلبت نفسيتهم انقلاباً عجيباً.

هنالك فحصت عن منبع هذا الانقلاب فسمعت أن لا جمعية ولا جامعة ولا دعاية ولا صحيفة ولا اكتشاف. إنما هو رجل متواضع في دهلي قد بث الروح في هذه الأمة المنحطة، وهذب النفوس ونشر الدين والعلم، وحدا بي الشوق إلى زيارته، فجئت إلى دهلي فإذا هو رجل نحيف أسمر اللون، قصير القامة، كثيف الحية، تشف عيناه عن ذكاء مفرط وهمة عالية، على وجهه مخايل الهم والتفكير والجهد الشديد، ليس بمفوه ولا خطيب بل يتلعثم في بعض الأحيان ويضيق صدره ولا ينطلق لسانه ولكن كله روح ونشاط وحماسة ويقين لا يسأم ولا يمل عن العمل، ولا يعتريه الفتور والكسل، صحبت "مولانا محمد إلياس" مركز هذا النشاط الذي صحبته مدة طويلة ورافقته في السفر والحضر فرأيت نواحي من الحياة لم تنكشف لي من قبل فمن أغرب ما رأيت يقينه الذي استطعت به أن أفهم يقين الصحابة، فكان يؤمن بما جاءت به الرسل إيماناً يختلف عن إيماننا اختلافاً واضحاً، كاختلاف الصورة والحقيقة إيماناً بحقائق الإسلام أشد وأرسخ من إيماننا بالماديات والمحسوسات وبخواص الأشياء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير