تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبعد هذا الدعاء تحرك النظام السماوي فوراً فجاء جبريل -عليه السلام- ومعه ملك الجبال وقالا: إن أردت أن نطبق عليهم الأخشبين فعلنا ولا يحتمل ذلك إلا مدة الأمر والإشارة منك فأجاب رسول الله r إجابة الشفيق الرحيم "إنما أريد هدايتهم وإن لم يكن ذلك مقدراً لهم، فأسأل الله أن يخرج من أصلابهم من يوحد الله" وكان يدعو لهم قائلاً: "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون".

هذه هي طريقة أصحاب الدعوة، وهذا كمال الصبر والاستقامة التي بسببها يهدي الله تعالى الأقوام، ويُقبل قلوبهم إلى الإيمان والإسلام، فالنفر في سبيل الله والجهد لدينه تعالى لم يكن لمدة محدودة ومرحلة وقتية وإنما دائماً كان نموذجاً عملياً للدعوة والتبليغ إلى يوم القيامة، ونستطيع أن نلخص هذه الأصول للداعي كالآتي:

(1) على الداعي أن يكون ذو همة عالية وعزيمة قوية فيجتهد للإصلاح .. الخ.

يتابع الشيخ: فبعد أن ذكر صبر النبي r وتحمله الشدائد قال: "فلا بد من تحمل الأذى بمختلف أنواعه من أجل أن يستمر الجهد لتوجيه الناس من عبادة المخلوق إلى عبادة الخالق، ولو أدى ذلك إلى تضحية النفس في سبيل الدعوة وتبليغ الرسالة، فالاستقامة والثبات بمواجهة هذه المشقات هي طريقه r التي يجدر بكل مسلم أن يسلكها في أي زمان أو مكان.

الدعوة الخصوصية: قال محمد بن إسحاق: فلما أسلم أبو بكر وأظهر إسلامه دعا إلى الله -عز وجل- وكان أبو بكر مألوفاً لقومه محبوباً سهلاً وكان أنسب قريش لقريش وأعلم قريش بما كان فيها من خير وشر، وكان رجلاً تاجراً ذا خلق معروف، وكان رجال قومه يأتونه لغير واحد من الأمر لعلمه وتجارته وحسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم على يديه الزبير بن العوام وعثمان بن عبيد الله.

الفائدة:

هكذا كان فكر المسلمين في أول الأمر فبعد الدخول … ثم ذكر الشيخ أصل دعوة النبي r فبعد أن ذكر الشيخ دعوة النبي الناس في المجاميع بين مقصد الدعوة ومبدأها فقال:

الفائدة: كان الرسول r في جولاته يؤكد على شيئين:

أولاً: التوحيد الكامل وترك ما سوى الله تعالى.

ثانياً: الإيمان بالرسول r والتصديق بما جاء به والتضحية بالغالِ والنفيس لإقامة هذا الدين فلم يكن عندهم أن الإنسان يؤمن ويشغل بالعبادة فقط، لذلك الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- عُذبوا وكانوا يُجرون بالحبال بأزقة مكة، ووُضعوا على الرمل الحار، وتحملوا جميع أنواع المظالم واستمروا في الدعوة إلى الله تعالى، ولم يقل أحد منهم أنه إذا لم يكن عندنا حكومة ولم يكن المال في أيدينا، أو إذا لم يستجيبوا الناس فكيف تمشي الدعوة وكيف يقوم الإسلام، بل هم استمروا في أداء التضحيات حتى تُقبلت هذه الدعوة وقضى الله تعالى بهداية الإنسانية، والآن كذلك تُفرّغ أوقاتنا، ونقوم للتدريب والتمرين على هذه الجولات مع التضحية، والفرق هو أن الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يتجولون على الكفار يدعونهم إلى الإسلام، وهذه الجولات الآن هي تحريض الأمة للقيام على الدعوة للإسلام، وهذه الأمة التي خرجت منها الكفاءة والأهلية لأداء الدعوة للإسلام، وهذه الأمة علينا أن نرجوها ونُحرضها لكي تقوم وتتحصل ذلك المقام الرفيع، مقام الدعوة إلى الله تعالى، وتأخذ في ذلك منهاج الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- أسوة وقدوة لهم في جهدهم"قلت ويتابع الشيخ بحثه فيقول: "إننا في هذه الأيام نحتاج في الدعوة والتبليغ إلى شيئين أساسيين وهما:

1) الجهد في الأحياء لإقامة البيئة الصالحة أثناء إقامتنا في البيوت.

2) الجهد لإخراج الناس من بيئتهم إلى بيئة الدعوة والأعمال، وأثناء الخروج، علينا أن نجتهد لإقامة الناس على التضحية للدين في المناطق التي نذهب إليها، وإخراج القدماء من هذه الأحياء حتى يزيدوا من تضحياتهم فيخرج أهل الفكر والجهد فيفتح الله أبواب الهداية والرحمة لأهل العلم.

(ب) الجولات العمومية في إحياء المدينة والشورى لها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير