تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فورد التخصيص على طائفة لا على الجميع وقوله:

] ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف [() الآية.

وقوله تعالى:] وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم [() الآية

وفي القرآن من هذا النحو كثير ورد الطلب فيها نصاً على البعض لا على الجميع إلى أن قال الشاطبي وكذلك الجهاد حيث يكون فرض كفاية إنما يتعين القيام به على من فيه نجدة وشجاعة وما أشبه ذلك من الخطط الشرعية فلا يصح أن يطلب بها من لا يبدئ فيها ولا يعيد، قال الشاطبي وفي الحديث لا تسأل الإمارة وهذا النهي يفيد أنها غير عامة الوجوب، ثم قال الشاطبي في نهاية المسألة فأنت ترى أن الترقي في طلب الكفاية ليس على ترتيب واحد ولا هو على الكافة بإطلاق، ولا على البعض بإطلاق، ولا هو مطلوب من حيث المقاصد دون الوسائل ولا بالعكس بل لا يصح أن ينظر فيه نظر واحد حتى يفصل نحو من هذا التفصيل ويوزع في أهل الإسلام بمثل هذا التوزيع وإلا لم ينضبط القول فيه بوجه من الوجوه والله أعلم وأحكم. أ. هـ.

وبعد ذلك نرجع إلى أصل المسألة فأقول إن جماعة التبليغ فيهم كثير من العوام فمثل هؤلاء لا يطلب منهم أن يستعملوا ما ذكره المنتقد لعدم أهليتهم فإن قلت لماذا لا يستعملها كبراؤهم؟ فالجواب أن تنظر فيما قرره الشاطبي وملخصه أننا نقول إن استخدام الكتابة واستعمال المنشورات من المشروع استخدامها ولكنها لا تتعين على كل أحد فهب أن طائفة من المسلمين قامت بمثل هذا الواجب كالرد على الشيوعية مثلاً ألم تكن هذه الطائفة أدت هذا الواجب؟! فالمقصود كما قال الشاطبي أن الفرض لا بد أن يوزع في أمة الإسلام فيجب على مجموعات الأمة بأن تقوم بما تأهلت إليه ونشطت له إن كان هذا الأمر مما يقيم مصالح الأمة ومن جهة أخرى فأنت ترى أن النبي r نهى أبا ذر رضي الله عنه- عن الإمارة مع أن الإمارة من المطلوبات الشرعية لماذا؟ لأن قد وجد غيره يقوم بهذه المصلحة وهذه الإجابة تحتاج إلى تأمل وارجع إلى ما قرره الشاطبي في موافقاته أضف إلى ذلك أن جماعة التبليغ لا تمنع مثل هذه الوسائل ولم يلجئوا إليها لأن الضرورة لم تدعهم إلى ذلك حيث أن هذا الفرض إن جاز أن نقول إنه كذلك قد قام كثير من الأمة به أقصد الكتابة والمنشورات وأما الدعوة الشخصية والتحرك إلى تجمعات الناس بها فَقَلّ من يقوم بها فكما أن الجماعة لا تنكر وسائل الكتابة وما أشبهها فلا يجوز كذلك لمن تخصص في هذا الأمر أن ينكر عليهم جهدهم أو يقول لماذا لا تقوموا بمثل ما نقوم به ومما انتقدت به هذه الجماعة قول بعضهم لماذا تخصص جماعة التبليغ الدين في ست صفات فأقول أولاً أن الجماعة لا يخصصون الدين بهذه الصفات الست وإنما هم يجعلونها وسائل للقيام بالدين يقول الشيخ إلياس في ملفوظاته () "أن هذه الصفات إنما هي كالألف والباء في دعوتنا" ويقول الشيخ عمر بالمبوري "سفيه سفيه سفيه من يقول أن الدين في هذه الصفات الست فقط" إذاً فالجماعة لا يخصصون الدين في هذه الصفات الست وإنما يجعلونها منهاجاً تربوياً يتربى عليه الناس بادئ أمرهم ثم بالترقي يأتي في حياتهم كمال الدين إن شاء الله تعالى وهذا الأسلوب إنما هو وسيلة شرعية لمقصد شرعي مطلوب فلا معنى لقول من يقول والله يغفر له ولنا أنهم يخصصون الدين في ست صفات ولزيادة الإيضاح أعطيك أيها المحب بعض الأمثلة حتى تبين لنا ولك الأمور فأقول من المعلوم أن النبي r كان يأتيه الرجل من أصحابه فيوصيه ببعض الأمر ويوصي غيره بأمر آخر يقول الإمام الشاطبي وأما الضرب الثاني وهو الاجتهاد الذي يمكن أن ينقطع فهو ثلاثة أنواع ثم قال الشاطبي -رحمه الله- والثالث هو نوع من تحقيق المناط المتقدم الذكر لأنه ضربان فذكر الشاطبي الاجتهاد الأول ثم قال عن الثاني وهو مرادي في هذه المسألة (أما الثاني وهو النظر الخاص فأعلى من هذا وأدق وهو في الحقيقة ناشئ عن نتيجة التقوى المذكورة في قوله تعالى:

] إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً [()

وقد يعبر عنه بالحكمة ويشير إليه قوله تعالى:

] يؤتي الحكمة من يشاء [()

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير