قال: سبحان الله البريلوية يقولوا إننا وهابية وهذا يقول أننا بريلوية؟!
5. مناقشتي مع الشيخ العالم الجليل الوالد إنعام الحسن:
قلت للوالد الشيخ إنعام حفظه الله- ما قولكم في مسألة الأسماء والصفات كإثبات الوجه واليدان لله؟
فقال: نثبتها كما أثبتها الله لنفسه ولا يعلم كيف الله إلا الله والله تعالى:
] ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [.
قلت: يعني يا شيخ إننا ثبتها كما أثبتها السلف بدون تأويل ولا تشبيه ولا تعطيل.
قال: نعم.
قلت: فهل هناك علاقة بين منهج التبليغ ومدرسة ديوبند؟
فقال: ليس هناك علاقة.
6. مناقشتي مع أحد علماء أهل الحديث وهو الشيخ عمر أحمد سيد محمد المليباري:
قلت للشيخ: ما رأيكم بمشائخ جماعة التبليغ؟
قال: المعروف أن كبار زعماءهم جيدون.
قلت: هل تعرف الشيخ إلياس -رحمه الله-؟
قال: نعم.
قلت: فهل كان يثبت الأسماء والصفات؟
قال: من خلال قراءتي لكتاباته في الأسماء والصفات يثبتها بدون تأويل، والشيخ إلياس ينكر التوسل بالقبر في كتبه.
قلت: وهذا آخر ما أردت بيانه في هذه المسألة والحمد لله رب العالمين.
الفصل الثالث
اعتراضات ومناقشتها:
1 - مناقشة كتاب (السراج المنير في تنبيه جماعة التبليغ على أخطاءهم).
2 - مناقشة كتاب (الجماعات الإسلامية في ضوء الكتاب السنة).
3 - مناقشة كتاب (الطريق إلى جماعة المسلمين).
4 - لماذا ندافع عن جماعة التبليغ؟
5 - نصيحة للدعاة.
6 - خاتمة.
الفصل الثالث
تمهيد
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
أقول وبعد أن انتهيت من الفصل الثاني، والذي كان منصباً في بيان منهج جماعة التبليغ، وخصوصاً في أمور العقائد، التي قد بينت في الفصل الأول أنه لا تقوم للأمة الإسلامية قائمة إلا بالعقيدة الصحيحة الموافقة لمنهج الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- والتي كان عليها نبينا محمد r وأصحابه -رضي الله عنهم- وتابعيهم بإحسان من أئمة الحديث والفقه، أرجع فأقول:
تقتضي حكمة الله عز وجل أن يكون في الأمة الإسلامية خلافات سواء كانت تلك الخلافات فردية أو جماعية، أي مع الجماعات المسلمة بعضهم مع بعض، أو الجماعة المسلمة مع الجماعات الكافرة.
مثال الخلافات الفردية ما وقع بين بعض الصحابة مثل ما وقع بين أبي ذر وبلال -رضي الله عنهما- عندما عيّر أبو ذر بلالاً بقوله: يا ابن السوداء إلى آخر ما وقع في الرواية، وأما الخلافات الجماعية فمثالها كما وقع بين علي -رضي الله عنه ومعاوية -رضي الله عنه- وكان مع كل واحد منهما طائفة من المسلمين فهؤلاء خير القرون ومع ذلك لم يخلو مجتمعهم الطاهر من الخلافات في بعض الوقت وهكذا كان الخلاف قديماً وحديثا بين علماء الإسلام فإنه لا يخفى على أهل العلم ما وقع بين الذهلي والبخاري عندما روى أن البخاري قال "لفظي بالقرآن مخلوق" وأظن والله أعلم أنا لو تتبعنا الأحداث في هذا الأمر لطال بنا المقام، فلنكتفي بما يفيد، وهكذا وقع الخلاف على ضرب آخر حيث أن الخلاف الذي ذكرته آنفاً إنما هو بين المسلمين بعضهم بعضا، إلا أن الضرب الثاني من الخلاف هو خلاف غير المسلمين مع المسلمين، كما وقع الخلاف بين المسلمين مع اليهود والنصارى في أمور العقائد.
وفي هذه المقدمة البسيطة لن أتعرض لخلاف غير المسلمين مع المسلمين لأن هذا البحث ليس لهذه المسألة، ولكل مقام مقال، ولكل مجلس حديث، ولكن سأبين كيفية التخلص من خلافات المسلمين بعضهم مع بعض بقدر الإمكان والله المستعان. فأقول:
قد حذر الله -تبارك وتعالى- من التنازع وبين أن التنازع إنما نتيجته الفشل ومن ثم الفرقة وضياع الكلمة وذهاب القوة، ولكن ليس كل الخلاف مذموم، إنما الخلاف على ضربين:
الأول: هو الخلاف في الأمور الفرعية تبعاً لعدم ظهور الدليل. أو عدم وضوح الحكم للمجتهد، أو لاحتمال الدليل أكثر من وجه، فما كان من الخلاف من هذا القبيل فليس بمذموم إذا كان المجتهد إنما همه إثبات الحق واتباعه، ودليل ما أقول أننا نظرنا في أقوال أهل العلم من لدن أصحاب رسول الله r إلى زماننا هذا ورأينا خلافهم، ومع ذلك فإن السلف -رضي الله عنهم- لم ينكروا الخلاف في الأمور الفرعية وإنما كانوا بقدر الإمكان يحاولون البحث عن الدليل واتباعه ولا ينكروا على من خالفهم في الرأي، وهذا واضح لمن استقرأ سيرهم وقرأ
¥