تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - لا يسمحون لأحد بالخروج إلا بعد أن يُؤمّن النفقة لمن تلزمه نفقته كالزوجة والوالدين والأبناء.

3 - يمنعون الطلبة ويحذرونهم من أن يتركوا دراستهم سواء كانت شرعية أو عصرية كالطب والكيمياء، يقول الشيخ بالمبوري "والمشاغل الكسبية والبيتية اشتغلوا بها ولو تتركون المشاغل الكسبية والبيتية تصيروا رهباناً والرسول r يقول: "لا رهبانية في الإسلام" نحن لا نريد أن تترهبوا وتتركوا أزواجكم، لا نريد هذا بل في ضمن الخروج في سبيل الله أنتم اشتغلوا بمشاغلكم الكسبية والبيتية والذين يتعلمون التعليم العصري هم يتحصلون الشهادات العليا بنية الدعوة وأنهم يستخدمون هذه الشهادات في إدخال الناس في دين الله أفواجاً والدعوة، ولهذا السبب لا تصيروا رهباناً ولا تتكاسلوا في تحصيل الشهادة الدنيوية وتصير لكم دينا بصحة نيتكم حيث تجعلونها واسطة لنشر الدين في الناس جميعاً" وهذا الذي قاله الشيخ بالمبوري واضح ظاهر في خطأ المؤلف عن ما كتبه عنهم والحمد لله فإن معظم الطلبة الذين يدرسون في البلاد (الذين أعرفهم) الأوربية فإنهم يتحصلون على الدرجات العليا، بالطبع أقصد الطلبة الذين يخرجون مع هذه الجماعة، وذلك من فضل الله تعالى ومن المعلوم في أصول جماعة التبليغ أنهم يمنعون الطلبة من الخروج في الدعوة أثناء دراستهم، بل إن مشائخ التبليغ في الهند وباكستان لا يسمحون لطلبتهم بالخروج في الدعوة إلا في إجازتهم، وبهذا البيان كفاية.

4 - وقول المؤلف: "إن من مفاسدهم تعطيل تجارة التجار" فهذا ليس بشيء. يقول الشيخ إنعام الحسن -حفظه الله-: "وحيث إن هذا الإنسان بشر جعل الله له حاجات وقد بين الأنبياء للناس كيف يقضوا حاجاتهم والنبي r بين كذلك كيف نمشي في حياتنا ولم يمنعنا من حاجاتنا والذي يترك الحاجات فهذه رهبانية، نهى عنها الإسلام والحاجات البشرية والإنسانية خمسة "الطعام، والشراب، والملبس، والمسكن، والمنكح"، ويقول الشيخ بالمبوري: "والله أجاز لنا الاشتغال بالأسباب ولكن بشرطين:

(1) أن لا نتيقن عليها وكذلك نتمثل لأمر الله في التجارة.

(2) لا تكن تجارتنا وأموالنا وأولادنا مانع للخروج في سبيل الله، وبهذا القدر كفاية للبيان والتوضيح، والذي يخالط هذه الجماعة يرى فيها العلماء والتجار والمدرسين والجهلة والزراع، وهذا واضح فيهم أشد الوضوح والله أعلم.

ومن المعلوم عن هذه الجماعة ومشائخهم أنهم يمنعون العاطلين عن العمل بالخروج معهم بل يأمرونهم أن يشتغلوا ويكسبوا المال ثم يخرجون بأموالهم وأنفسهم، ولا يفوتني هنا أن أنبه إلى أمرٍ هام هو أنه ربما قد يقع من بعض الأفراد من هذه الجماعة أخطاء كترك الدراسة أو غير ذلك من الأمور المخالفة للشرع هذا إن اعتقد التارك لدراسته أن ترك الدراسة والمعرفة محرمة في دين الله، ولكن عند ذلك يأتي دور مشائخ التبليغ، فإني رأيتهم في مثل تلك الأحوال يوجهون الشخص إلى الصواب، والأكثر أنهم يوضحون مثل هذه الأمور في بياناتهم العامة خشية وقوعها، والله أعلم.

ثم أخذ المؤلف في بيان وجوب تحذير الناس من هذه الجماعة ثم ساق كلام ابن كثير في قوله تعالى في تفسيره:

] التائبون العابدون [()

ونقل عن ابن كثير الآتي: "وليس من السياحة ما قد يفهم بعض من يتعبد بمجرد السياحة في الأرض والتفرد بها في شواهق الجبال" إلى آخره ما نقله عن ابن كثير -رحمه الله- ثم طبق المؤلف كلام ابن كثير على جماعة التبليغ، وهذا قياس مع الفارق، وإليك تفصيل ذلك فأقول:

إن كلام ابن كثير إنما المراد منه السياحة التي هي هجر الفتن عند فساد الزمان، وهذا مشروع إذا عم الفساد ولم يستطاع تغييره، فعند ذلك يسيح المسلم في أرض الله يعبد الله كما قال r " يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتتبع بها شعف الجبال، ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن" وهنا شيء غير الخروج للدعوة إلى الله، فجماعة التبليغ لا يخرجون فارين من الفتن، ويعتزلون الناس وإنما يخرجون ويختلطون بالناس في أسواقهم وبيوتهم ونواديهم وطرقهم، ويدعونهم إلى الله -تبارك وتعالى- سواء كانت دعوتهم حقاً أم باطلاً فعند ذلك لا يجوز لأحد أن يقيس خروجهم على الاعتزال لأن هذا القياس ليس فيه علة وهو حينئذ قياس مع الفارق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير