تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 04 - 09, 07:55 م]ـ

مقالة الشيخ عبد الله بن عبدالرحيم البخاري في توثيق العجلي

ـــ،،، ـــ

السؤال: لماذا لا يعتبر العلماء بتوثيق العجلي؟

و قبل الجواب عن السؤال، أرى أنَّ السؤال خطأٌ من أصله؛ إذ قوله (لا يعتبر) غير صحيح، فلا زال العلماء والمعتنون بتراجم الرواة جرحاً وتعديلاًَ ينقلون من كلام الحافظ العجلي ويروونه -كما سيأتي النقل عن بعضهم بإذن الله تعالى-، بغض النظر هل يوافقونه أو يخالفونه، فهذه مسألة أخرى، ولو قال: هل صحيحٌ أنَّ الإمام العجلي موصوف بالتساهل في التوثيق أم لا؟ لكان السؤال صحيحاً والجواب عليه ظاهراً.

وإنَّ من المؤسف أن ينتشر بين طلبة العلم- وبخاصة من له عناية بالحديث- هذا القول من غير تدقيق فيه وتمحيص، لكن يمكن أن يلتمس العذر لهم!! أنهم وجدوا كلاماً لبعض أهل العلم المبرَّزين من المعاصرين قالوا به- فهؤلاء العلماء أهل الفضل والسبق يدورون بين الأجر والأجرين- لكن عند التأمل والتحقيق يحتاج الأمر إلى تأملٍ كبير في هذا القول وأدلته، وميزانه ميزاناً دقيقاً مبنياً على البرهان والدليل، وسأعرض بإذن الله تعالى مَن قال بهذا القول من العلماء ودليله- إن وجدَ- ومِنْ ثَمَّ أذكر الراجح، والله الموفق.

وعود على بدء، فأقول: إنَّ الجواب عن هذا السؤال من أوجه:

الأول: توطئة وتمهيد:

قبل الخوض في الجواب عن السؤال يحسن أنْ نُترجم للحافظ العجلي ترجمة مختصرة، نتعرَّفُ منها على منزلة هذا العَلَم ومعرفته بالحديث والرجال، وثناء العلماء عليه، ومنزلة كتابه في الجرح والتعديل بين أهل العلم. فأقول:

أ/ اسمه ونسبه و مولده ووفاته:

هو الحافظ أبو الحسن أحمد بن عبدالله بن صالح بن مسلم العجلي الكوفي، نزيل طرابلس الغرب. قال الحافظ الخطيب البغدادي:" كوفي الأصل، نشأ ببغداد، وسمع بها وبالكوفة والبصرة" (تاريخ بغداد) (4/ 214).

ولد سنة (182هـ)، وطلب العلم سنة (197هـ) وتوفي سنة (261هـ) بطرابلس. ينظر المصدر السابق، و (سير أعلام النبلاء) (12/ 505).

ب/ ثناء العلماء عليه:

1/ قال الحافظ أبو الحسن اللؤلؤي:" سمعت مشايخنا بهذا المغرب يقولون: لم يكن لأبي الحسن أحمد ابن صالح العجلي الكوفي ببلادنا شبيه، و لا نظير له في زمانه بمعرفة الحديث وإتقانه وزهده" (تاريخ بغداد) (4/ 214).

2/ قال الإمام الحافظ يحيى بن معين:" هو ثقة ابنُ ثقةٍ ابن ثقة" (تاريخ بغداد) (4/ 215).

قال الحافظ الوليد الأندلسي معلقاً على قول ابن معين:" إنما قال ابن معين بهذه التزكية لأنه عرفه بالعراق، قبل خروج أحمد ابن عبد الله إلى المغرب، وكان نظيره في الحفظ، إلا أنه دونه في السنِّ، وكان خروجه إلى المغرب أيام محنة أحمد بن حنبل، وأحمد بن عبد الله هذا أقدم في طلب الحديث، و أعلى إسناداً وأجل عند أهل المغرب في القديم والحديث ورعاً وزهداً من محمد بن إسماعيل البخاري، وهو كثير الحديث، خرج من الكوفة والعراق، بعد أن تفقه في الحديث، ثم نزل أطرابلس الغرب" (تاريخ بغداد) (4/ 215).

3/ قال الحافظ عباس بن محمد الدوري تلميذ الإمام الحافظ يحيى بن معين:" إنا كنا نعده مثل أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين" (تاريخ بغداد) (4/ 214) و (تذكرة الحفاظ) (2/ 561).

4/ قال الحافظ علي بن أحمد بن زكريا الأطرابلسي" إنَّ ابن معين وأحمد بن حنبل قد كانا يأخذان عن العجلي " (تاريخ بغداد) (4/ 214).

5/ قال الحافظ الخطيب البغدادي:" كان ديناً صالحاً، انتقل إلى بلد المغرب، وسكن أطرابلس، وليس بأطرابلس الشام، و انتشر حديثه هناك" (تاريخ بغداد) (4/ 214).

7/ قال شيخ الإسلام ابن تيمية الحرَّاني في (منهاج السنة) (1/ 66):" والمقصود هنا أن العلماء كلهم متفقون على أن الكذب في الرافضة أظهر منه في سائر طوائف أهل القبلة، ومن تأمل كتب الجرح والتعديل المصنَّفة في أسماء الرواة والنقلة وأحوالهم مثل: كتب يحيى بن سعيد القطان وعلي بن المديني ويحيى بن معين والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم الرازي والنسائي وأبي حاتم بن حبان وأبي أحمد بن عدي والدارقطني وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني السعدي ويعقوب بن سفيان الفسوي وأحمد بن صالح العجلي والعقيلي ومحمد بن عبدالله بن عمار الموصلي والحاكم النيسابوري والحافظ عبدالغني بن سعيد المصري، وأمثال هؤلاء الذين هم جهابذة ونقَّاد وأهل معرفةٍ بأحوال الإسناد، رأى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير