6 - وأنه عز وجل استوى على العرش، بلا كيف، فإن الله تعالى انتهى من ذلك إلى أنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه.
[ذكر بعض خصائص الربوبية]
7 - وأنه مالك خلقه وأنشأهم لا عن حاجة إلى ما خلق ولا معنى دعاه إلى أن خلقهم، لكنه فعال لما يشاء ويحكم كما يريد، لا يسأل عما يفعل، والخلق مسؤولون عما يفعلون.
[إثبات أسماء الله الحسنى وصفاته العلى]
8 - وأنه مدعو بأسمائه الحسنى، وموصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه، وسماه ووصفه بها نبيه عليه الصلاة والسلام.
9 - لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
10 - ولا يوصف بنقص أو عيب أو آفة، فإنه عز وجل تعالى عن ذلك.
[إثبات صفة اليدين]
11 - وخلق آدم عليه السلام بيده.
12 - ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، بلا اعتقاد كيف يداه، إذ لم ينطق كتاب الله تعالى فيه بكيف.
13 - ولا يعتقد فيه الأعضاء (1)، والجوارح، ولا الطول والعرض، والغلظ، والدقة، ونحو هذا مما يكون مثله في الخلق، فإنه ليس كمثله شيء تبارك وجه ربنا ذو الجلال والإكرام.
14 - ولا يقولون: إن أسماء الله عز وجل غير الله كما يقوله المعتزلة (2) والخوارج (3) وطوائف من أهل الأهواء (4).
[قولهم في صفة الوجه والسمع والبصر والعلم والقدرة والكلام]
15 - ويثبتون أن له وجها، وسمعا، وبصرا، وعلما، وقدرة، وقوة، وكلاما، لا على ما يقوله أهل الزيغ من المعتزلة وغيرهم، ولكن كما قال تعالى: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّك) (الرحمن: من الآية27) وقال: (أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ) (النساء: من الآية166) وقال: (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) (البقرة: من الآية255) وقال: (فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) (فاطر: من الآية10)، وقال: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ) (الذريات: من الآية47)، وقال: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً) (فصلت: من الآية15) وقال: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (الذريات:58).
16 - فهو تعالى ذو العلم، والقوة، والقدرة، والسمع، والبصر، والكلام، كما قال تعالى: (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) (طه: من الآية39)، وقال: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا) (هود: من الآية37)، وقال: (حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّه) (التوبة: من الآية6)، وقال: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً) (النساء: من الآية164)، وقال: (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (النحل:40)
[إثبات المشيئة]
17 - ويقولون ما يقوله المسلمون بأسرهم: (ما شاء الله كان، وما لا يشاء لا يكون)، كما قال تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّه) (الانسان: من الآية30).
[علم الله]
18 - ويقولون لا سبيل لأحد أن يخرج عن علم الله ولا أن يغلب فعله وإرادته مشيئة الله ولا أن يبدل علم الله، فإنه العالم لا يجهل ولا يسهو، والقادر لا يغلب.
[القرآن كلام الله]
19 - ويقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق، وإنه كيفما تَصَرَّف بقراءة القارئ له وبلفظه، ومحفوظا في الصدور، متلواً بالألسن، مكتوباَ في المصاحف، غير مخلوق، ومن قال بخلق (5) اللفظ بالقرآن يريد به القرآن، فهو قد قال بخلق القرآن.
[أفعال العباد مخلوقة لله]
20 - ويقولون: إنه لا خالق على الحقيقة إلا الله عز وجل، وأن أكساب العباد كلها مخلوقة لله، وأن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، لا حجة لمن أضله الله عز وجل، ولا عذر، كما قاله الله عز وجل: (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ) (الأنعام:149)، وقال: (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) (الأعراف: من الآية29) (فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ) (لأعراف: من الآية30)، وقال: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ) (لأعراف: من الآية179)، وقال: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا) (الحديد: من الآية22)، ومعنى "نبرأها" أي نخلقها بلا خلاف في اللغة، وقال مخبراً عن أهل
¥