الجنة: (وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) (الأعراف: من الآية43) وقال: (لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً) (الرعد: من الآية31)، وقال: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) (هود:118) (إِلَّ ا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ) (هود: من الآية119).
[الخير والشر بقضاء الله]
21 - ويقولون إن الخير والشر والحلو والمر، بقضاء من الله عز وجل، أمضاه وقدره، لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله.
22 - وإنهم فقراء إلى الله عز وجل، لا غنى لهم عنه في كل وقت.
[النزول إلى السماء الدنيا]
23 - وأنه عز وجل ينزل إلى السماء على ما صح به الخبر (6) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلا اعتقاد كيف فيه (7).
[رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة]
24 - ويعتقدون جواز الرؤية من العباد المتقين لله عز وجل في القيامة، دون الدنيا، ووجوبها لمن جعل الله ذلك ثواباً له في الآخرة، كما قال: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ) (القيامة:22) (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة:23) , وقال في الكفار: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (المطففين:15)
فلو كان المؤمنون كلهم والكافرون كلهم لا يرونه، كانوا جميعا عنه محجوبين، وذلك من غير اعتقاد التجسيم (8) في الله عز وجل ولا التحديد له، ولكن يرونه جل وعز بأعينهم على ما يشاء هو بلا كيف.
[حقيقة الإيمان]
25 - ويقولون: إن الإيمان قول وعمل (9) ومعرفة، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، من كثرت طاعته أزيد إيماناَ ممن هو دونه في الطاعة.
[قولهم في مرتكب الكبيرة]
26 - ويقولون: إن أحداَ من أهل التوحيد ومن يصلي إلى قبلة المسلمين، لو ارتكب ذنباَ، أو ذنوباَ كثيرة، صغائر، أو كبائر، مع الإقامة على التوحيد لله والإقرار بما التزمه وقبله عن الله، فإنه لا يكفر به، ويرجون له المغفرة: (وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) (النساء: من الآية48).
[حكم تارك الصلاة عمداَ]
27 - واختلفوا في متعمدي ترك الصلاة المفروضة حتى يذهب وقتها من غير عذر، فكفره جماعة (10) لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة) وقوله: (من ترك الصلاة فقد كفر) و: (من ترك الصلاة فقد برأت منه ذمة الله) وتأول جماعة منهم أنه يريد بذلك من تركها جاحداَ لها، كما قال يوسف عليه السلام: (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) (يوسف: من الآية37) ترك (11) جحود.
[أقوال أهل العلم في الفرق بين الإسلام والإيمان]
28 - وقال كثير منهم: إن الإيمان قول وعمل، والإسلام فعل ما فرض على الإنسان أن يفعله، إذا ذكر كل اسم على حِدَته مضموماً إلى الآخر، فقيل: المؤمنون والمسلمون جميعا أو مفردين أريد بأحدهما معنى لم يرد بالآخر، وإن ذكر أحد الاسمين شمل الكل وعمهم.
29 - وكثير منهم (12) قالوا: الإسلام والإيمان واحد، قال الله عز وجل: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْه) (آل عمران: من الآية85) فلو أن الإيمان غيره لم يقبل منه، وقال: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:35) (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (الذريات:36).
30 - ومنهم من ذهب إلى أن الإسلام مختص بالاستسلام لله والخضوع له والانقياد لحكمه فيما هو مؤمن به، كما قال: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم) (الحجرات: من الآية14) وقال: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ) (الحجرات: من الآية17)، وهذا أيضاَ دليل لمن قال هما واحد.
[الشفاعة والحوض والمعاد والحساب]
31 - ويقولون: إن الله يخرج من النار قوما من أهل التوحيد بشفاعة الشافعين برحمته.
32 - وأن الشفاعة حق.
33 - وأن الحوض حق.
34 - الميزان حق.
35 - والحساب حق.
[ترك الشهادة لأحد من الموحدين بالجنة أو النار]
¥