تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في حصار الحجاج لابنها عبد الله بمكة،

بإذن الله.

خامسًا: أولاد ابن الزبير وزوجاته:

كان له من الولد خُبيب وحمزة وعباد وثابت وأمهم تماضر بنت منظور الفزاري، وهاشم وقيس وعروة - قتل مع أبيه - والزبير، وأمهم أم هاشم بنت حلة بن منظور، وعامر وموسى وأم حكيم وفاطمة وفاخته، وأمهم جثيمة بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وبكر ورقية وأمها عائشة بنت عثمان بن عفان، وعبد الله ومصعب من أم ولد ().

سادسًا: وصف ابن الزبير وأهم صفاته:

كان آدم () نحيفًا ليس بالطويل، وكان بين عينيه أثر السجود، كثير العبادة، مجتهدًا شهمًا فصيحًا، صوّامًا قوّامًا، شديد البأس، ذا أنفة، له نفس شريفة وهمّة عالية، وكان خفيف اللحية ليس في وجهه من الشعر إلا قليل، وكانت له جُمة، وكانت له لحية صفراء ()، وكان عالمًا عابدًا مهيبًا وقورًا، كثير الصيام والصّلاة شديد الخشوع قوىَّ السياسة ()، وكان لأبيه الزبير وأمه أسماء وخالته عائشة وجده أبى بكر، وجدته صفية عمة رسول الله × أكبر الأثر على شخصيته من جميع النواحى، وهذا ما نلمسه من صفات ابن الزبير التي أهمها:

1 - فقهه وعلمه: كان عبد الله بن الزبير ? أحد العبادلة الأربعة الذين تفقهوا في أمور الدين في المدينة المنورة وهم: عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم، ولابن الزبير في الصحيحين أحاديث اتفقا له على حديث واحد وانفرد البخاري بستة أحاديث، ومسلم بحديثين ()، حدث عن رسول الله وهو صغير، وكذلك حدث عن أبيه الزبير وعن جده أبى بكر، وعمر وعثمان وخالته أم المؤمنين عائشة وغيرهم رضي الله عنهم، وروى عنه مشاهير التابعين منهم: أخوه عروة، وطاووس بن كيسان وعمرو بن دينار، وابن أبى مليكة، وثابت البناني، وغيرهم كثير ()، وقد كان ? فقيهًا، وقد قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: لما مات العبادلة عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو بن العاص صار الفقه في جميع البلدان إلى الموالي () ()، وعرف ابن الزبير بأنه واسع المعرفة بالقرآن والسنة، وكان ? من العلماء المجتهدين، عالمًا عابدًا ولا غرو في ذلك إذ كان كثير الدخول على خالته عائشة، أم المؤمنين، رضي الله عنها، وهي العالمة الفقيهة، وكانت تحدثه وهو من أحب الناس إليها بعد رسول الله ×، وبعد أبيها أبى بكر الصديق، ? وعنها، وكانت مدة خلافة عبد الله بن الزبير تسع سنوات، وقد حج خلالها ثمان مرات، وفي السنة الأخيرة كان محاصرًا فلم يستطع الحج. خطب ابن الزبير مرة الحُجّاج فقال: يا معشر الحجاج، سلوني؛ فعلينا كان التنزيل، ونحن حضرنا التأويل، فقال رجل من أهل العراق: انحلّ جرابي فدخلت فيه فأرة فقتلتها، وأنا محرم، فقال: اقتلوا الفويسقة، فقال: أخبرنا بالشفع والوتر والليالي العشر، فقال: العشر: الثماني وعرفة والنحر، والشفع من تعجلّ في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه، والوتر: هو هذا اليوم (يعنى عرفة)، ولم يكن أحد أعلم بالمناسك من ابن الزبير في عهده (). وقال عنه ابن عباس ?: كان قارئًا لكتاب الله متبعًا لسنة رسول الله ×، قانتًا لله صائمًا في الهواجر من مخافة الله، ابن حواري رسول الله، وأمه بنت الصديق، وخالته عائشة حبيب الله زوجة رسول الله ×، فلا يجهل حقه إلا من أعمى الله بصيرته (). وكتب في فقهه رسالة علمية للطالب محمد عبد الرضا هادى بالعراق.

2 - عبادته وتقواه: تواترت الروايات التي تصور لنا حرص ابن الزبير على العبادة من صلاة وصيام وغيرها، حتى إنها أصبحت من معالم شخصيته ()، قال عنه مجاهد: لم يكن أحد يطيق ما يطيقه ابن الزبير من العبادة () ? وقال: جاء سيل مرة فطبق أبنيه الكعبة، فجعل ابن الزبير يطوف سباحة ()، وكان ابن الزبير ? كثير العبادة، إذا قام إلى الصلاة انقطع عن الدنيا ونسى مشاغلها وما فيها من حلو ومر وخرج من كل شيء إليها، فقد روى أن ابن الزبير كان يومًا يصلي فسقطت حية من السقف فطوقت بطن ابنه هاشم فصرخ النسوة وانزعج أهل المنزل واجتمعوا على قتل تلك الحية، فقتلوها وسلم الولد، فعلوا هذا كله وابن الزبير في الصلاة لم يلتفت ولا درى بما جرى حتى سلّم (). وقال عنه ثابت البناني: كنت أمر بابن الزبير وهو خلف المقام يصلي كأنَّه خشبة منصوبة لا تتحرك ()، وقال يزيد بن إبراهيم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير