تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقبلك ما خاض الحسين منية

إلى القوم حتى أوردوه حمامًا ()

...

المبحث الرابع

نهاية أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير ?

أولاً: محاولات الأمويين إخضاع الحجاز قبل حصار ابن الزبير الأخير:

كانت المناوشات مستمرة بين ابن الزبير وعبد الملك بن مروان على الجبهة الحجازية ومن أهم الحملات التي شنها الطرفان:

1 - حملة حبيش بن دلجة القيني: تكاد تجمع الروايات على أن مروان بن الحكم هو الذي أرسل هذه الحملة إلى الحجاز, وذلك بعد مقدمه من مصر (). والذي يظهر أن هذه الحملة أرسلت في أواخر عهد مروان بن الحكم حيث توفي مروان قبل أن تكمل مهمتها, الأمر الذي حدا ببعض المؤرخين أن يذكروا أن عبد الله بن مروان هو الذي أرسل هذه الحملة () , وكان عدد أفراد هذه الحملة يتراوح ما بين 6400و 7000 رجل () , واستطاع ابن الزبير أن يتغلب على هذا الجيش, فقد أرسل الحارث بن أبي ربيعة -وكان واليًا على البصرة- جيشًا بقيادة الحنتف بن السجف التميمي لمواجهة جيش حبيش بن دلجة, ومن جهته أرسل ابن الزبير جيشًا آخر بقيادة عباس بن سهل بن سعد الأنصاري

ليلتقي بجيش الحنتف ويتحدا للقضاء على جيش حبيش, وهذا ما تم فعلاً () , بالربذة ().

2 - حملة نائل بن قيس الجذامي: أرسل ابن الزبير نائلاً بحملة بعد وفاة الحنتف بن السجف بوادي القرى, وأمره أن يعبر إلى نواحي الشام وأن يكوِّن مسلحة بها () , وفي رواية أخرى أن ابن الزبير بعث نائلاً بعد وفاة مروان, وأمره أن يأت فلسطين () , وعلى أية حال فكلا الروايتين تتفقان على أن عبد الملك بن مروان استطاع أن يقضي على نائل بن قيس (بأجنادين) () , وقد قتل نائل وأصحابه بفلسطين سنة 66هـ.

3 - حملة عروة بن أنيف: بعث عبد الملك عروة بن أنيف في ستة آلاف إلى المدينة, وأمرهم ألا ينزلوا على أحد, ولا يدخلوا المدينة إلا لحاجة ضرورية أو يعسكروا «بالعَرْصة» () , وسار عروة بن أنيف وعسكر بالعرصة, وتشير الرواية إلى أن الحارث بن حاطب -عامل ابن الزبير على المدينة- هرب منها, وكان عروة يدخلها ويصلي الجمعة بالناس ثم يعود إلى معسكره, ومكث عروة على هذا الوضع شهرًا, ولم يبعث إليه ابن الزبير أحدًا, ولم تحدث أي مواجهة بين جيشي عروة وابن الزبير, عندها أمر عبد الملك هذا الجيش بالعودة إلى الشام فرجع ().

4 - حملة عبد الملك بن الحارث بن الحكم: أرسل عبد الملك بن مروان هذه الحملة -وقوامها أربعة آلاف- إلى المدينة, وكانت مهمتها الحفاظ على المنطقة ما بين الشام والمدينة.

عسكر عبد الملك بن الحارث بوادي القرى, ومن هناك أرسل فرقة قوامها خمسمائة رجل بقيادة أبي القمقام إلى سليمان بن خالد -عامل ابن الزبير على خيبر وفدك- للقضاء عليه, وقد حاول سليمان الهرب منهم لكنهم أدركوه وقتلوه () , ولم يستطع ابن الزبير عمل شيء حيال ذلك سوى عزل الحارث بن حطاب وتولية جابر بن الأسود مكانه, وأرسل جابر بن الأسود من جهته

حملة بقيادة أبي بكر بن أبي قيس إلى أبي القمقام بخيبر, واستطاع أبو بكر أن يلحق بخصمه الهزيمة ().

5 - حملة طارق بن عمرو: كانت هذه الحملة هي آخر حملة وجهها

عبد الملك بن مروان تجاه الحجاز, وكان الهدف منها أن يسيطر فيما بين «أيلة» و «وادي القرى» ويكون مددًا لمن يحتاج إليه من عمال عبد الملك بن مروان, وفي الوقت نفسه تكون سدًّا أمام تحركات ابن الزبير, وطلب ابن الزبير من واليه على البصرة إرسال قوات لحماية المدينة, فأرسل إليه ألفي رجل بقيادة ابن رواس, واستطاعت تلك القوات حماية المدينة, ولكن ما لبث ابن الزبير أن أمر ابن رواس بالمسير إلى طارق بن عمرو, وكانت نتيجة الصدام انتصار طارق بن عمرو, وعاد طارق إلى أم القرى ملتزمًا بالمهمة التي أوكلها له عبد الملك ().

ثانيًا: الحصار الثاني وسقوط خلافة ابن الزبير:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير