تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين. وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وقيوم السماوات والأرضين، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله سيد المرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين، وأصحابه الغر الميامين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله واشكروه على نعمه، وأجلها نعمة الإسلام ويسره، أكمل الله الدين، وأتم النعمة، ورضي لنا الإسلام دينًا، الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا، يسر لا مشقة فيه، رفع الله عنا الآصار والأغلال التي كانت على من قبلنا، وأعطانا من الأجر ما لم يعطه أحدًا من العالمين. دين كامل، جعله الله مهيمنًا على الشرائع السابقة، وحاكمًا عليها، لم يترك خيرًا إلا أمر به، ولا شرًا إلا حذر منه، فلله الحمد والمنة.

أمر بصلة الأرحام وبر الوالدين والإحسان إلى الناس جميعًا قريبهم وبعيدهم: ((إن الله محسن يحب الإحسان، وإن الله كتب الإحسان على كل شيء)).

أمر بعبادة الله وحده وترك ما سواه: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ، ورغب في العمل، وأن لا ينسى الإنسان نصيبه من الدنيا.

أمر بالعدل وترك الظلم: وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى، ونهى عن العدوان وأكل أموال الناس بالباطل.

حفظ حقوق البشر، ذكرهم وأنثاهم، صغيرهم وكبيرهم، ((لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى)).

أوصى بالنساء خيرًا: ((اتقوا الله في النساء؛ فإنهن عوان عندكم))، وإذا حفظت المرأة فرجها وصامت شهرها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها.

الله أكبر.

عباد الله، تذكروا في هذا اليوم وأنتم تجتمعون في هذا المكان العرض الأكبر على الله، يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ، يوم يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور، فأعدوا لذلك اليوم عدته من الإيمان والعمل الصالح، وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة لعلكم ترحمون.

اللهم إن هؤلاء عبادك، خرجوا استجابة لأمرك وطلبًا لرحمتك، اللهم فلا تخيب آمالهم، ولا تردهم عن بابك، ولا تحرمهم الأجر والمثوبة، اللهم آتهم من خير ما سألوا، وجنبهم ما خافوا، وأعذهم من خزي الدنيا، وعذاب الآخرة.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين ...

ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[18 - 11 - 09, 02:26 ص]ـ

الخطبة الأولى

وبعد: تجتمع البهجة والسرور والفرحة والحبور على مسلمي العالم أجمع باجتماع مراسم البهجة والعيد والذبح، وقبلها يصلّي المسلمون صلاة العيد، وقد اجتمع الحجيج لحضور عرفة وإكمال مناسكهم، هذه المناسبات العظام وهذه الرحمات الجسام يمنّ الله بها علينا، و لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم:7]، لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرْ الْمُحْسِنِينَ [الحج:37].

في مراسم الذبح لله رب العالمين اتباع من هذه الأمة لأبيها إبراهيم، أمة الإسلام التي ورثت الإسلام من إبراهيم عليه السلام، مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [آل عمران:67]، ورثنا منه الإسلام عقيدة، والاستسلام لقدر الله، طاعة في رضا.

لقد علم الله صدق إبراهيم وإسلامه واستسلامه، فلم يعذبه بالابتلاء، ولا آذاه بالبلاء، وأعفاه من التضحيات والآلام، وورث ـ والحمد لله ـ هذا الإكرام والفضل، وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير