تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من العيوب التي تمنع من جعل الدابة أضحية ذهاب أكثر الأذن، فإذا قطع أكثر من الثلث فلا تصلح كأضحية، سواء أكان هذا العيب في الأذن على شكل قطع أو خرق أو شق، وكل ذلك إذا ذهب بأغلب أذنها. وإذا عرف المسلم أحكام الذبح فمن السنة أن يباشر ذبح أضحيته بنفسه، ولو ذبح له غيره فلا بأس، وقد كان يذبح أضحيته بنفسه.

ولا تصح الأضحية إلا بعد ذبح الإمام، فمن ذبح قبل الإمام فلا تجزئة كأضحية؛ لقوله: ((من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين)).

واعلموا أنه لا يجوز بيع جلود الأضحية، إذ كيف تتقرب إلى الله بذبحها ثم تبيع شيئًا منها؟! ولا بأس أن تتصدق به، أو تعطيه، أو تنتفع به، أو تتصدق به للمسجد، وجاء في حديث مختلف فيه بين الصحة والضعف: ((من باع جلد أضحيته فلا أضحية له))، وأمر سيدُنا رسول الله سيدَنا عليا أن لا يعطي الجزّار منها شيئًا مقابل جزارته. ومن السنة فيها توجيهها للقبلة، وأن يذكر اسم الله عليها.

هذه أيام رحمة وتسامح وفرح وسرور، أيام أكل وشرب، لا يجوز ويحرم صيام يوم العيد. ومن كان متخاصمًا مع قريبه أو صديقه أو جاره فليسامح، وليتخلق بخلق الله، فإن الله غفور رحيم، ((ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء))، فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [الشورى:40]، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [الحجرات:10]، الرحم من وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله.

كما تقربت إلى الله بالنسك والذبح والصلاة فتقرب إلى الله بصلة رحمك ومسامحة من أساء إليك، قال: ((لا يحل لامرئ مؤمن أن يعرض عن أخيه فوق ثلاث، فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام))، رضاء الناس غاية لا تدرك، فتقربوا إلى الناس بالابتسامة والكلمة الطيبة، والكلمة الطيبة صدقة، واتقوا النار ولو بشق تمرة، والهدية تؤلف بين القلوب، فتهادوا تحابوا، وألقِ السلام على من عرفت ومن لا تعرف، وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].

انظر إلى أحوال البائسين لترفع عنهم بأسهم، أنفق على المحتاجين، وساعد ذوي العاهات وكبار السن، ((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)). زوروا الغرباء والمنقطعين عن أهليهم، وارفعوا عنهم حزن الغربة والحنين إلى الديار والوطن، وأدخلوا عليهم الفرحة ببعض الأطعمة والكلام الطيب، ولا تنسوا إخواننا في فلسطين وسائر بلاد المسلمين من صالح الدعاء، فإنهم ـ كان الله في عونهم ـ تمرّ عليهم الأعياد أعياد الفرحة بالحزن، واللقاء بالفراق، وبزيارة الأحياء الأموات.

ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[18 - 11 - 09, 02:27 ص]ـ

الخطبة الأولى

أما بعد: فاتقوا الله ـ أيها المسلمون ـ حق تقاته واصبروا، واذكروه كثيرًا واثبتوا، وحافظوا على دينكم ولا تغيّروا، إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ [الرعد:11]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ [الحشر:18 - 20].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

أيها المسلمون، وفي هذه اللحظات العظيمة المشهودة وأمة الإسلام تعيش هذا العيد السعيد المبارك، في يوم النحر الذي هو أعظم الأيام عند الله تعالى الموافق ليوم الجمعة الذي هو أفضل أيام الأسبوع، وفي موسم الحج إلى بيت الله الحرام المعظم، ما أجمل أن تعود الأمة إلى دينها العظيم الذي أكمله الله لها، وأتم به عليها نعمه، ورضيه لها شِرْعَة ودينًا، ما أجمل أن ترجع إلى منهجها السوي القويم الذي هو مصدر قوتها ومنبع عزتها، ما أبهى أن تحس بفقرها إلى ربها وخالقها ورازقها، يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير