تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[آل عِمران:103].

وفي هذا الموسمِ الكريم ملتقَى العالَم الإسلاميّ من أطرافِ البقاع والأسقاع يجب على الأمّة أن يمتدَّ بصرُها لتعيَ جيِّدًا موقعَها من رِكاب العلياء والقِيادة، ولتعلَم أنَّها أمة الخيرية والشّهادة على العالمين، ولْتعلم أنّ مسؤوليّاتٍ جسامًا تنتظرها، كِفاؤها الصبرُ والعِزّة، في ابتدارٍ لأسباب النصر ووسائل الظَّفر مهما كانت قوّةُ العدوّ قاهِرة، وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ [الحج:40]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7].

إنّه لا سبيلَ للغايةِ المنشودَةِ إلاّ بالأوبةِ العمَليّة الصادِقة إلى نور الوحيَين الشريفين واتخاذهما شِرعةً ومنهاجًا. وإنّنا في حاجةٍ ملِحّة إلى أن نتمثَّل ذلك كلٌّ بحَسَب ثغرِه من الأمانةِ والمسؤوليّة على كلِّ صعيد؛ سياسيًّا وثقافيًّا وفكريًّا واقتِصاديًّا واجتماعيًّا وإِعلاميًّا وتربَويًّا، إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى? يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11].

الله أَكبر، الله أكبر، لا إلهَ إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، وللهِ الحمد.

إخوةَ الإسلام، قضية المسلمين الكُبرَى قضيّةُ فلسطين والأقصى المبارك، المسجد الأقصَى الجريح المعَنَّى، قضيّة فلسطينُ المسلِمة التي تُسام العذابَ والدّون، والأقصى الملَوَّع الذي يُقاسِي مَرائرَ العدوانِ والهون، فليتَ شِعري كيفَ تَطيب الحياةُ وأرضُنا المقدّسة مسرَى إمامِ الأنبياءِ عليه الصّلاةُ والسّلام في يدِ المحتلِّين الغَاصِبين.

إنّ على الأمّة الإسلاميّة أن تتحرّكَ تحرّكًا جادًّا لنصرة قضايا المسلمين في كلّ مكان، لا سيما في الأرض المباركة فِلسطِين، وأن تسعى لإصلاح حال إخواننا في بلاد الرافدين، فالله ناصرٌ دينَه ومعلٍ كلمتَه، والنّصرُ للإسلامِ وأهلِه طالَ الزَّمانُ أو قَصُر.

الله أكبر، الله أَكبر، لا إلهَ إلاّ الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحَمد.

أقول قولي هذا، وأستغفِر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنّه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الله أَكبر، اللهُ أَكبر، الله أَكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إلهَ إلاّ الله، والله أكبر، الله أكبر، وللهِ الحمد.

الحمدُ لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلّم تسليمًا كثيرًا.

أمّا بعد: فاتقوا الله عبادَ الله، اتَّقوا الله يا حجّاجَ بيتِ الله، واعلموا أنّ التقوى سببُ القَبول وخيرُ مطيّةٍ لتحقيق الخيرِ المأمول، إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ?للَّهُ مِنَ ?لْمُتَّقِينَ [المائدة:27].

أيّها المسلمون، إنَّ من مقاصدِ الإسلام السامِيَة تهذيبَ النفوسِ من الشحِّ والأثرةِ، والإحسانَ للفقراءِ والمحتاجين والملهوفينَ والمنكوبين، يقول الله عزّ وجلّ: وَأَحْسِنُواْ إِنَّ ?للَّهَ يُحِبُّ ?لْمُحْسِنِينَ [البقرة:195]، ويقول في الحديث الصحيح: ((من لا يرحَم الناسَ لا يرحمه الله عزّ وجلّ)) [1].

وهذه السَّجيَّة المنبثِقةُ من سماحةِ الإسلام وجوهَره تأسو الجراحَ وتداوي الكُلومَ وتخَفِّف البأساءَ وتدفع البلاءَ والضرَّاء، ولا غِنى عنها لأيّ مجتمَعٍ ينشُد المحبَّة والوِئامَ، ولن يتنَكَّر لذوي الحاجات والعاهاتِ والفاقات والمعوِزين إلاّ غِلاظُ الأكبادِ قساةُ القلوبِ عياذًا بالله، وشريعتُنا الرّحيمَة حذّرت من ذلك أيّما تحذِير.

أمّةَ الإسلام، إنّ الأعمَالَ الخيريّة والإغاثيّة بصنوفِها المتعدّدة جزءٌ لا يتجَزّأ من منظومةِ شريعتِنا الغرّاء وحضارَتِنا المشرِقةِ اللألاء، هي الكفُّ الندِيّ والبلسَم الشفيّ وطوقُ النّجاة للمجتمعات والملتقَى الإنسانيّ للحضارات، ومَن ينتسبُ إليها يَسمو سماءَ المجدِ شرفًا، قد تخلَّى عن الذّات، وتجاوز المصالحَ والأنانيّات، عاشَ شمعةً مضيئَة، يبذل الخيرَ للغَير، وإذا طُوِي بساطُ الأعمال الخيريّة وأفَل نجمُها وعُطِّلت قوافِلها حلّت في المجتمَعاتِ الكوارثُ والنّكَبات، وانتشر الفقرُ والعَوَز، واستشرَتِ البَطالة، ولا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير