تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

غروَ أن تجدَ نماذجَ مضيئةً مشرِقَة تنطلقَ من ثوابتِ بلادِ الحَرَمين حرسها الله ونسِيجِها المتمَيِّز، فلَها القِدحُ المعلَّى والدّورُ الرائدُ المجلَّى في ذلك كلِّه، وما هي إلاّ شكرٌ للمنعِم على إنعامِه، وآيةٌ ساطِعَة على كَرَم أبنائِها وزكَاءِ أَرُومَتِهم ونُبل معدنهم ومحبَّتهم للخير وتفانيهِم فيه بحمد الله، ولن يقبِضَ أياديَها البيضاءَ في إِسداءِ الخير للناس وبذلِ النَّدى والمعروف وإغاثةِ الملهوفين ولو في أقاصي المعمورة ـ كما هو واقعُ الحالِ بحمد الله ـ تخذيلُ الشانِئين وحملاتُ المغرِضين ومحترِفو الإساءَة للبرآء الخيّرين، ممّا يؤكِّد وجوبَ التصدِّي الحاسِم والوقوفَ الحازم للحملات الإعلامية المغرِية، وذو الفَضلِ لا يسلَم من قَدح وإن غدا أقومَ مِن قِدح، والله المستعان.

وما الأعمال المشرّفة التي قامت بها بلاد الحرمين الشريفين تجاهَ إخواننا المسلمين المنكوبين بالزلازل والفيضانات والمدّ البحريّ مؤخَّرًا إلا نموذج مشرق على الأيادي البيضاء التي تسديها لأمتنا الإسلامية، بل وللإنسانيّة جمعاء.

إنّ على الأمّة الإسلاميّة أن تضطلعَ بالمشروع الإسلاميّ الحضاريّ الذي يضع الخطَطَ والبرامِج والاستراتيجيات المهمّة والآليّاتِ العمَليّة والخطُوات التنفيذيّة الجادّة لكافّة القَضايا والمستجدّات والتحدّيات، لا سيّما قضايَا الإرهابِ وقضايا المخدّرات.

إننا بحاجةٍ إلى أن نُعالجَ الجهلَ بقواعدِ الاعتِدالِ والوسَطيّة والتخلُّص مِن الآراء الآحاديّة والاجتهاداتِ الفرديّة والفتاوَى التحريضِيّة، لا سيّما في فضَايا الأمّة الكبرى والقضايا المصيريّة، لا بدّ من وضعِ ميثاقٍ علمِيّ عالمي عالٍ للإفتاء، يحقِّق المرجعيّةَ المعتبَرة للفتوَى في النّوازلِ والمستجدّات المعاصِرَة، كما لا بدّ من وضع ميثاقٍ عالٍ للحوار الحضاريّ بين الشعوب، تحقيقًا لحوار الحضارات، لا صدامِ الحضارات، تحقيقًا للمصالح وتكمِيلها، ودرءًا للمفاسِدِ وتقليلها. وإنَّ من فَضلِ الله وكريم ألطافِه أن ضمِنَ المستقبلَ المشرِقَ لهذهِ الأمّة، فلا مكانَ لليأس والقُنوط، ولا مجالَ للتخاذُل والإحباط، بل جدٌّ وعمَل وتفاؤل وانطلاق واستشرافٌ لآفاقِ مستقبلٍ أفضل صلاحًا وإصلاحًا، ولن يصلُح أمرُ آخِر هذه الأمّة إلا بما صَلَح به أوّلها.

أمّةَ التعليمِ والتربية، مناهِجُنا مبَاهِجُنا، فهي التي تمثِّل مِحورَ الثّمرةِ التعليميّة والتربويّة، وفي ضوئِها تتكوّن مداركُ الأجيالِ واتجاهاتُهم، وبها تتعلَّق الآمالُ في الإصلاحِ الفكرِيّ والعقديّ والاجتماعي، وهي ولا ريبَ من الأهميّة بمكانٍ في الدّلالة على رقيِّ الأمّة أو انحدارها. ولئن حدَّقنا في مضامينِ تلكَ المناهج ومعانِيها وحلَّقنا فوقَ مفرداتها ومَبانيها لألفَيناها بحمدِ الله ومنِّه قائمةً على الكتابِ والسنّة، مستوحَاةً من هدي سلفنا الصالح، مواكِبةً لتمدُّن العصرِ وتطوُّرِه، في غيرِ تبعيّةٍ أو تقليد أو ذَيليّة، نقتبِس مِن علومِ الحضارةِ المعاصِرةِ ما تؤيّدُه شريعتُنا الغراء، وننبذُ ما سواه. أمّا الافتراءاتُ التي ألحِقَت بها وحامت حولَها فهي أوهى من أن تُتَعقَّب أو تُنتَقَض، وتحويرُ المناهِج وتنقيحُها مما يقتَضيه توثُّب العصرِ ورُقيُّه، لكن ثم لكن مع التمسّك بالثوابتِ والعقائدِ والمبادِئ التي لا يمكِنُ أن تتغيّر طالَ الزمان أو قصُر.

الله أكبر، الله أَكبر، لا إلهَ إلا الله، والله أكبر، الله أَكبر، ولله الحَمد.

إخوةَ الإيمان، فئةٌ عزيزَة على نفوسِنا، تلكُم هِي فئةُ الشباب، إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءامَنُواْ بِرَبّهِمْ وَزِدْنَـ?هُمْ هُدًى [الكهف:13]. فئةٌ تُعَدُّ بحَقٍّ مَناطَ آمَال الأمّةِ ومعقِدَ رجائِها، فلا بدّ منَ العناية بقضايا الشباب، والحذر من إغفال قضاياهم، لا بدَّ من فتح الحوار مع أبنائنا وأحبابنا وشبابنا، إنّ التّجافيَ عن محاورَتهم وتوجيهِهم وإرجاءَ الحلولِ لمشكِلاتهم قد يؤدّي إلى فسادٍ عريض في كلّ مَزلَقٍ خلقيّ وجُنوح سلوكيّ وانحرافٍ فكريّ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير