لا بدّ من تحصينِ الشّباب من لوثاتِ العولمة والتّغريب والحفاظِ عليهم من تيّارات الغلوّ والتكفير، وما فواجعُنا التي كابَدناها منّا ببعيدٍ، لذا فإنّ الحاجَةَ ملِحَّةٌ لأخذهم بحِكمةِ العاقل الأحوَذي، واحتضانهم وفتحِ الصّدور لهم واستِخدامِ أمثل الأساليب التي تُلامِس أفئدَتَهم وتوافق فِطرَتهم؛ لنثوبَ بهم إلى رحابِ الجيل الإسلاميِّ المأمول، ولعلّ ذلك يكونُ مِن أولويّات الحوار والإصلاح الذي نفَحَنا عَبَق أريجه بحمد الله، وقام داعيًا إلى منهَج الوسطيّة والاعتدال والمطارَحاتِ الشّفيفة في الآراءِ دونَ موارَبَة أو إعضاء، وإنّ منهجَ الحوار ليُحسَبُ للأمّة الإسلاميّة وَثبةً فكريّة وحَضاريّة تُحكِم نسيجَ الجماعةِ المسلِمَة وتعضدُ من وَحدتها وتآلفها، ومنقبَةً شمّاء تستطلِع في شموخٍ آليّاتِ التّحَدّي في الداخل والخارجِ في هذا العصر المتفَتِّق على متغيّراتٍ خطيرة ومستجدّات لا تعرف التمهّل.
لا بدَّ مِن مراعاة آدابِ الحوار وضوابِطِه ومنهجِهِ وأخلاقيّاته، حتى لا يتحوّل الحوارُ إلى فوضى فِكريةٍ تلحِقُ الآثارَ السلبيّة على البلاد والعباد، وأن لا يُتَّخَذ الحوار من ذوي المآربِ المشبوهَة مطيّةً للنّيل من المسلَّمَات والمساس بالثوابِتِ.
أمّةَ الإسلام، وسائل الإعلام لها دورها العظيم، ولها مجالها الكبير، عليها مسؤولية عظيمة وعِبءٌ ثقيل في بثِّ قَضايا الأمّة والسّعيِ للدّفاع عنها وحلّها، معَ كشفِ هَجَماتِ الأعداء المسعورَة والوقوف بحزمٍ أمامَ حملاتهم المحمومة وتصحيحِ المفاهيم المغلوطةِ عن دينِنا وعقيدَتِنا.
إنّ بعضَ وسائلِ الإعلام والقنوات الفضائيّة المتهتِّكَة تثير غاراتٍ شَعواء من الشهوات والملذّات، تضرِم نيرانَ الفسادِ والإفساد، تزلزل معاقِلَ الطُّهر والفضيلة. إنّنا نناشِدُ أولِئَك أن يتَّقوا اللهَ في قِيَم الأمّة ومُثُلِها وفضائِلِها، وأن يُبقوا على البقية الباقيَة من حياءٍ لأهلِ الإسلام.
إنَّ استِحواذَ الرذيلة على جوانبَ من حياةِ الأمة عبرَ تلك القنواتِ يُعرِّضهم لأخطرِ المهالك، ويفضي بهم إلى مهاوٍ سحيقة من الظّلْم والظّلَم، خُصوصًا وأنَّ كثيرًا من القلوبِ خاوية من اليقين والخَشية، وهما خير عاصِمٍ من قواصم تلكَ المستنقعاتِ الوبيئة.
إنّ هذا الوَاقعَ لمن أمضى الأسلحةِ التي انتضاها أعداء الأمةِ وبعضُ أفراخهم من بني جِلدَتنا ومن يتكلّمون بلغتنا للقضاء على ما تبقّى من شَأفَتنا، وحسبُك من شرٍّ سماعُه.
فيا إخوتي في الله، أينَ عزّةُ الغَيرة والفضيلةِ والحياء؟! بل أينَ صلابة العقيدةِ وقوّة الإيمان؟! إِنَّ ?لَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ?لْفَـ?حِشَةُ فِى ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ?لدُّنْيَا وَ?لآخِرَةِ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [النور:19].
فيا إخوةَ الإسلام، ويا حجّاجَ بيتِ الله الحرام، اتقوا الله عز وجلّ، ولتعلَموا أنَّ ممّا يدعو إلى ضرورةِ وجود الإعلام المتميّز الالتزامَ بميثاق شرَفٍ إعلاميٍّ إسلاميّ يتقيّد بِه جميعُ مُلاّك هذهِ القنوات الفضائيّة في إعلاءِ صرحِ الفضيلة. وإنّ لكم في الإعلامِ الإسلاميّ الهادف الرّصين المرتقِي في أدائِه المبدِع في عرضِه النيِّرِ في فكرِه المتميِّز في طرحِه وأسلوبه خيرُ بديلٍ في تمثيلِ الإسلام أحسنَ تمثيل لمواجهةِ التحدِّياتِ والعَولمَة الإعلاميّة والثقافية المناوئةِ للإسلامِ في بعض وسائل الإسلام العالميّة.
الله أكبر، الله أكبر، لا إلهَ إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحَمد.
معاشرَ المسلمين، المرأةُ المسلِمة لها رِسالتها، وعليها واجبها العظيم، فهي في الإسلام جوهرة مصونة ودرّةٌ مكنونة، لا بدّ من العنايةِ بها أمًّا أو بنتًا أو زوجةً أو أختًا، لا سيّما في هذه الأزمنة التي كشّر فيها أعداء الإسلام عن هجماتهم ضدَّ المرأة المسلمَةِ بدعوى تحريرها، نَعَم تحريرِها من قِيَمِها وعقيدتها وأخلاقها.
¥