تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أيها المسلمون، ضيوف الرحمن، كم من أمة نهضت من بعد قعود من الوجود، وكم من قرية أصبغ الله عليها نعمة فكفرت وما شكرت فذاقت عاقبة ذلك الفكر والجحود، يا ولاة أمور المسلمين، يا علماء الإسلام، يا أصحاب الفكر والرأي يا رجال الإعلام، والأقلام، ليس طريق في الخلاص، وليس طريق للخلاص إلا العودة إلى دين الله عز جل، فهو القرار المكين، وهو موئل الحق ومصدر القوة وسبيل العزة بإذن الله، ومن أول المراجعة وأولى المراجعة يجب أن ينصب على العقيدة، عقيدة الرضى بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد رسولاً ونبينا، إيمان بالكتاب الذي أنزل، وبالنبي الذي أرسل، وبالدين الذي أكمل، تحقيق العبادة لله وحده، ونبذ التعلق بما سواه، والاعتماد عليه وحده والتوكل عليه وحده، إيمان وتقوى يجعل الله بها الفرج والمخرج، إيمان وتقوى يجعل الله بها النور والفرقان بالإيمان الصحيح والعقيدة الصافية يستضيء العقل، فيفقه سنن الله في التغيير ويدرك مسالك العزة والقوة وينعتق من حبال الدعة التبعية، ويسير في طريق الريادة، وركاب الجهاد والمجاهدة، عقيدة وإيمان يستيقن بها المسلم أن سبب التفرقة والتشرذم لم يكن إلا حين نبذ كثير من أبناء المسلمين دينهم وراءهم ظهرياً كما أراد لهم أعداؤهم فالتصقوا بالجغرافيا والتراب، الإسلام أقدر المبادئ والملل على جمع أبنائه وتوحيد شعوبه، عقيدة ترسم الموقف الحازم من أعداء الإسلام، فإنهم لا يرضون، ولن يرضوا حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء [النساء:89]، وَدَّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ ?لْكِتَـ?بِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِن بَعْدِ إِيمَـ?نِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ?لْحَقُّ [البقرة:109]، لن يرضوا حتى تكونوا أتباعاً وأذناباً.

أيها المسلمون، والله الذي لا إله غيره، إن أعداءكم لا يخشون على أنفسهم إلا من دينكم ولا يخيفهم إلا إسلامكم، وإن الإسلام والله خير لهم كما هو خير لكم لو كانوا يعلمون ومنهجه المعلن قُلْ ي?أَهْلَ ?لْكِتَـ?بِ تَعَالَوْاْ إِلَى? كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ ?للَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مّن دُونِ ?للَّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ ?شْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران:64]، ولكنهم يأبون إلا أن يبعدوا الإسلام من المواجهة، لأنه الحل الحاسم، والعلاج الشافي لأمراض الأمة كلها، عقيدة أيها الإخوة تنطلق منها مناهج التربية والتعليم لتنشئة أبناء المسلمين تنشئة تعيد فيهم بناء الثقة بدينهم وبأنفسهم فتمتلئ قلوبهم إيماناً تضيء جوانحهم هدىً ونوراً هذه معالم في طريق الإصلاح وهو طريق ليس باليسير ولكنه جليّ واضح وهو الطريق الوحيد ولا طريق غيره عرف ذلك العدو قبل الصديق.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

أيها المسلمون، اتقوا الله جميعاً، أيها المؤمنون: اتقوا الله ربكم، ضيوف الرحمن، اتقوا الله وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، افعلوا الخير وجاهدوا في الله حق جهاد، وعلموا أنكم في أيام فاضلة ومواسم كريمة، اشغلوها بذكر الله، اعمروها بالتكبير والتهليل، وعظموا شعائر الله وحرماته، وإن من أعظم ما يتقرب به إلى الله عز وجل في هذه الأيام الأضاحي والهدايا سنة الخليلين إبراهيم ومحمد عليه الصلاة والسلام جاء في الحديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي أنه قال: ((ما عمل ابن ادم يوم النحر من عمل أحب إلى الله من إراقة دم، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأضلافها وأشعارها وإن الدم ليقع مع الله بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفساً)).

ولتعلموا وفقني الله وإياكم لصالح العلم والقول والعمل: أن وقت الذبح يبدأ من بعد صلاة العيد إلى غروب الشمس آخر أيام التشريق، ولا يجزئ في الأضاحي والهدايا المريضة البيّن مرضها ولا العوراء البين عورها، ولا العرجاء البين عرجها التي لا تطيق المشي مع الصحيحة كما لا تجزئ الجرباء، ولا يجزئ من الإبل إلا ما تم له خمس سنين ومن البقر ما تم له سنتان ومن المعز ما تم له سنة ومن الضأن ما تم له ستة أشهر، وتجزئ البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة والشاة تجزئ عن الرجل وأهل بيته ولا يبيع منها شيئاً ولا يعطي الجزاء أجرته منها، فاتقوا الله ـ عباد الله ـ، وانبذوا عن أنفسكم الشح والبخل، وأنفقوا من مال الله الذي آتاكم وأكثروا من ذكر الله وشكره وصلوا أرحامكم وبروا والديكم وأحسنوا إلى اليتامى والمساكين وتصافحوا وتناصحوا وتسامحوا، وأزيلوا الغل والشحناء من قلوبكم وتزاوروا وتهادوا، واحذروا الكبر والغيبة والنميمة وكونوا عباد الله إخواناً، ثم صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين، فقد أمركم بذلك ربكم فقال عز من قائل: إِنَّ ?للَّهَ وَمَلَـ?ئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ?لنَّبِىّ ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير