تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

دولتهم المعاصرة تمتلك أشد أنواع الأسلحة فتكًا ودمارًا، ورافضة الدخول في أي معاهدة دولية للحد من تلك الأسلحة، فلأي شيء يُعدونها؟! إنها سعي منهم لهدم دين محمد وقتل المسلمين إن استطاعوا، عبَّر عن مشاعرهم هذه جَدهم حُيي بن أخطب في نهاية اجتماعٍ عقده مع الرسول أول ما وصل الرسول إلى المدينة، وسأله أي: سأل حيي بن أخطب أحد كبار اليهود بعد الاجتماع عن حقيقة الرجل يعني محمدًا، أهو الذي ورد وصفه بالتوراة؟ فأجاب: نعم، قال: ما العمل؟ قال: عداوته والله ما بقيت، فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ [البقرة: 89].

وتاريخ اليهود حافل بالمكر والخديعة والحسد وخبث الطوية ضدّ أنبياء الله تعالى ورسله، وليس ضد أمة محمّد فحسب، سفكوا الدماء وشرّدوا الأبرياء وقتلوا الأنبياء، بل قالوا: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران: 181]، أفيُرتجى من هؤلاء عدل وسلام لعنهم الله وغضب عليهم وجعل منهم القردة والخنازير وعبَدَ الطاغوت وألقى العداوة والبغضاء بينهم إلى يوم القيامة؟!

معاشر المسلمين، إن الله غني عن العالمين، وهو الرزاق ذو القوة المتين، والأحساب والأنساب تتساقط إذا صادمت الشرع واستكبرت على الحق، وليس لها عند الله وزنٌ ولا قيمة، وإنما الميزان المعتبر شرعًا هو التقوى، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات: 13].

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

تذكروا ـ معشر المسلمين الأفاضل ـ أنّ لكم إخوة في الإسلام يمرّ عليهم العيد أو ربما الأعياد لم يأنسوا بجمعٍ أو يهنؤوا بعيد، أحوالهم تختلف بين مريض وأسير وشريد وطريد، أرامل وثكالى ويتامى، سامهم العدو سوء العذاب، وخذلهم الصديق بالإهمال والتجاهل والنسيان وموت الضمير، والراحمون يرحمهم الرحمن، فأفيضوا أولاً على إخوانكم وأرحامكم وأقاربكم وجيرانكم وزملائكم ما يطمئنهم إليكم ويؤكد رحمتكم بهم؛ حتى تسود الرحمة في المجتمع بدلاً من الشحناء والقطيعة والتباغض والنفعية المادية التي سرعان ما تتهشم وتنكشف حين تقلّ أو تضعف، ومن وجد سبيلاً وحيلة أن يصلَ معروفه إلى أيّ مسلم محتاج فليفعل، فإنّكم لا تدرون في أيّ نفقاتكم يمكن القبول والبركة والأجر، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء وترفع الدرجات عند مولاكم الرحيم جل شأنه.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أيها المسلمون، أحب الأعمال إلى ربكم في يومكم هذا إراقة الدماء بذبح الأضاحي، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله: ((ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحبَّ إلى الله من إهراق الدم، إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفسًا)) رواه الترمذي وحسنه ورواه ابن ماج والحاكم وقال: "صحيح الإسناد". وروى البخاري ومسلم عن أنس قال: ضحّى النبي بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمّى وكبّر، ووضع رجله على صفاحهما.

والأضحية ـ عباد الله ـ تعبيرٌ عن تجريد العبادة لله وتحقيقٌ للتقوى، قال الله جل وعز: لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ [الحج: 37]، وهي تذكير للمؤمن أنه يتعين عليه أن يضحّي بكل غالٍ في سبيل الله ولو كانت روحه، كما فعل الخليل عليه السلام الذي أُمِرنا باتباع ملته حين عزم على أن يضحّي بابنه إسماعيل عليه السلام امتثالاً لأمر الله تعالى. والأضحية دعوة عملية لتخليص النفس من الشحّ، وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ [الحشر: 9]. ومن السنة أن يأكل المضحّي ثُلُثًا ويهدي ثُلُثًا ويتصدق بثلث.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير