تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الزاني في كتابكم؟!)) قالوا: نعم، فدعا رجلا من علمائهم فقال: ((أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى، أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟!)) قال: لا، ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك، نجده الرجم، ولكنه كثر في أشرافنا فقلنا: إذا أخذنا الشريف تركناه، وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، قلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع، فجعلناه التحميم والجلد مكان الرجم، فقال رسول الله: ((اللهم إني أول من أحيى أمرك إذ أماتوه)) فأُمر به فرجم فأنزل الله: ي?أَيُّهَا ?لرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ ?لَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِى ?لْكُفْرِ مِنَ ?لَّذِينَ قَالُواْ ءامَنَّا بِأَفْو?هِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ [المائدة:41]، الحديث رواه مسلم [2].

فأي حكم ـ عباد الله ـ أهدى من حكم الله؟! وأي شريعة أصلح من شريعة الإسلام؟! وَعَلَى ?للَّهِ قَصْدُ ?لسَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَآء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ [النحل:9].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

أمة الإسلام، حجاج بيت الله الحرام، إن أردتم السعادة والفلاح فأصلحوا نفوسكم من داخلها، ونقوا وسائل المجتمعات من شوائبها، لا سيما الإعلام لأنه سلاح ذو حدين، فالله الله أن يُرى فيه ما يحلق الدين، أو ما يضلل الناس، أو يكون سبباً في البعد عن الحقائق مع نشر الكذب والدجل والتضليل عن الشعوب والمجتمعات، فإن مما لا شك فيه أن الإعلام قوام المجتمعات، وإذا أردت أن تحكم على مجتمع ما صعوداً أو هبوطاً فانظر إلى إعلامه. فحذار ـ أمة الإسلام ـ حذار من الإخلال بضوابطه، والخروج عن مقصده، من حيث النفع والتربية، والنشأة السوية، وخدمة المجتمعات فيما ينفعهم في أمور دينهم ودنياهم، وفق شريعة الله الخالدة، فاتقوا الله أيها الإعلاميون، واعلموا أنكم مسؤولون تجاه الأمن الفكري سلبا وإيجابا.

كما أنه ينبغي علينا جميعاً أن نصحح أوضاعنا تجاه المرأة المسلمة، وأن نتفطّن للأيادي العابثة والقفازات الزائفة، والتي تتربص بها ليل نهار، لتخرجها من نطاقها المرسوم لها، حتى تكون فريسة لذوي الشهوات المسعورة، والمطامع المشبوهة، وللذين كرهوا ما نزل الله، ولنحرص جميعاً على تبيين اهتمام الإسلام بالمرأة وأنها لها شأن في المجتمع، بل هي نصف المجتمع، وأن الإسلام رعى حقها بنتا، ورتّب الأجر الجزيل على من عال جاريتين، ورعى حقها زوجة، فجعل لها من الحق مثل ما للرجل، وللرجل عليها درجة، ولم يجعل عقد الزوجية عقد استرقاق للمرأة، ولا عقد إهانة وارتفاق، إنما هو عقد إكرام واتصال بالحلال، كما أحسن الإسلام في الوقت نفسه إلى المرأة أماً، فقدّم حقها على حق الأب ثلاث مرات في البر، بل أكد النبي حق المرأة المسلمة في حجة الوداع بقوله: ((فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، وإن لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرّح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهم بالمعروف)) [3].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

حجاج بيت الله الحرام، يا من أديتم مناسككم فوقفتم بعرفات، وانحدر بكم الشوق إلى المزدلفة فسكبتم عند المشعر الحرام العبرات، هنيئاً لمن رزقوا الوقوف بعرفة، وجأروا إلى الله بقلوب محترقة، ودموع مستبقة، فلله كم من خائف أزعجه الخوف من الله وأقلقه، ومحب ألهمه الشوق وأحرقه، وراجٍ أحسن الظن بوعد الله فصدقه، اطلع عليهم أرحم الرحماء، وباهى بجمعهم أهل السماء، فهل رأيتم عباد الله، هل رأيتم قط شبه عراة أحسن من المحرمين؟! هل شاهدتم ماء صافياً أصفى من دموع المتأسفين؟! هل ارتفعت أكف وانبسطت أيدي فضاهت أكف الراغبين؟! هل لصقت بالأرض جباه أفضل من جباه المصلين؟! فيا لها من غنيمة باردة، ويا له من فوز خاب مضيعوه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير