تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(زيد قام أبوه): (زيد) مبتدأ (قام) فعل، (أبوه) هذا فاعل، لو قلنا (قام أبو زيد) هكذا استقلالاً، (قام أبو زيد)، هل هو كلام تام؟ نعم، لأني قصدت بهذا الجملة الإخبار بقيام أبي زيد، إذا قلت لك قام زيد قام أبو زيد هكذا ابتداءا دون أن تكون في جملة أخرى، نقول قصدي بهذه الجملة أن أفيدك، مدلول هذه الجملة وهو قيام أبي زيد، لكن لما جُعلت هذه الجملة الفعلية في ضمن جملة صارت الفائدة مقصودة لذاتها أو لغيرها؟ لغيرها، (زيد قام أبوه) فجملة (قام أبوه) من قولك زيد قام أبوه هل هي كلام اصطلاحي أو لا؟ نقول ليست كلاماً اصطلاحياً، لماذا؟ لأنها غير مقصودة لذاتها، إذاً نعرف الآن القسم الثاني، القسم الأول الذي هو المركب الاسنادي المسمى به، القسم الثاني: المركب الاسنادي المقصود لذاته.

إذاً ما هو المقصود لذاته؟ ما كان ابتداءً جملة فعلية أو اسمية وقُصد مدلولها دون أن تكون مركبة لإفادة جملة أخرى.

زيد قام أبوه: قام أبوه جملة فعلية وقلنا المركب الاسنادي جملة فعلية هذه الجملة في هذا التركيب مقصودة لغيرها لا لذاتها، فنقول الجملة الكبرى هذه (زيد قام أبوه) كلام اصطلاحي، والجملة التي وقعت خبراً عن المبتدأ هذه ليست كلاماً اصطلاحياً، هذا مثال لجملة الخبر.

ـ مثال لجملة الصفة: (جاء رجل يضحك): جاء فعل ماضٍ، رجل فاعل، يضحك هذا فعل مضارع، والفاعل مستتر والجملة في محل رفع صفة لرجل. (الجمل بعد النكرات صفات، وبعد المعارف أحوال غالباً)، (ولقد أمر على اللئيم يسبني) هذه من غير الغالب، (جاء رجل يضحك)، (يضحك) هذه جملة فعل وفاعل في محل رفع صفة لرجل جملة (جاء رجل يضحك) كلام اصطلاحاً، جملة (يضحك) من قولك (جاء رجل يضحك) هذه قصدت لغيرها يعني متممة للموصوف وهو رجل، هل نقول جملة (يضحك) هذه مركبة من مسند ومسند إليه إذن وُجد المركب الاسنادي إذن هي كلام اصطلاحي؟ نقول لا، (جاء الذي قام أبوه): جاء فعل ماضٍ، الذي هذا موصول مبهم يحتاج إلى تفسير، الموصولات من المبهمات يعني تحتاج إلى تفسير، (قام أبوه) جملة الصلة وقعت مفسِّرة لهذا المبهم، (قام أبوه) فعل وفاعل هل قصدت لذاتها أم لغيرها؟ نقول لغيرها، هل هي كلام اصطلاحي؟ الجواب لا.

ـ (جاء زيد يضحك): الجملة وقعت حالاً، مقصودة لغيرها، ليست بكلامٍ اصطلاحي.

ـ (إن قام زيد قمتُ)، قام زيد فعل وفاعل، وقعت جملة الشرط، (قمتُ) فعل وفاعل وقعت جواب الشرط، هل جملة (قام زيد) من قولك (إن قام زيد قمت) كلام اصطلاحي؟ نقول لا، لِمَ؟ لأنها وإن أفادت إلا أن فائدتها متممة لغيرها، (قمتُ) من جملة الشرط السابقة نقول ليست كلاماً اصطلاحياً مع أن الانسان قد يبتدأ الكلام يقول قمت، هذا فعل وفاعل ويعتبر كلام اصطلاحاً، لماذا؟ لأنه قُصد بذاته أن يدل على المعنى المراد، أما لما وقعت (قمتُ) متممةً لجملة الشرط نقصت الدلالة فصارت مقصودةً لغيرها لا لذاتها.

ـ (أُقسم والله لزيدٌ عالم)، أو (أحلف بالله لزيد عالمٌ): (أحلفُ): هذه جملة القسم، في ضمن التركيب هذا جملة القسم هي مقصودة لغيرها وهو التأكيد، لأن القسم من المؤكدات، (والعصر، إن الإنسان لفي خسر): المقسم عليه: (إن الإنسان لفي خسر)، المقسم به: العصر، حرف القسم: الواو، الواو هذه نائبة عن الباء: أقسم بالعصر، (أقسم بالعصر) هل هي جملة مقصودة لذاتها؟ لا، إنما قصدت لغيرها، كونها وقعت مؤكدة، إذن هذه سبعُ أنواع من الجمل وقعت متممةً لغيرها، في ذلك التركيب، لا نسميها كلاماً اصطلاحياً، إذن عندنا كم نوع الآن؟ على التفصيل مركب إضافي، مركب مزجي، مركب توصيفي، مركب إسنادي مسمىً به، مركب إسنادي قصد لغيره وهو السبعة، مركب إسنادي مقصود لذاته.

قوله (المفيد): أخرج الخمسة هذه، إذن المفيد أخرج المركب الإضافي والمركب التوصيفي والمزجي والإسنادي المسمى به والإسنادي الذي قُصد لغيره).

(المفيد) هذا من جهة الصيغة اسم فاعل، أصلها مُفْيِد على وزن مُفعِل كمُكرِم ومُخرِج، استُثقِلَت الكسرة على الياء فنُقِلَت إلى ما قبلها من أفاد الرباعي، أفاد يفيد فهو مُفْيِدٌ مُفْعِلٌ، استثقلت الكسرة على الياء فنقلت إلى ما قبلها.

المفيد لغة: ما استُحدث من مال أو خير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير