الفائدة الكلامية، لكن نقول العبرةُ في التأصيل والتقعيد بالأصول لا بالفروع، ويا زيدُ هذا فرع عن أدعو زيداً، لذلك باب المنادى فرعٌ عن المفعول به، ابن هشام في القطر تجدونه قال: "باب المفعول " وذكر المفعول به عدّد المفاعيل أولاً خمسة ثم قال: "باب المفعول به ومنه المنادى "، ثم بعد ذلك ذكر المفعول لأجله إلى آخره ... لماذا منه المنادى؟ لأن أصل يا زيد أدعو زيداً، أُقيمت أو سدت (يا) مسد (أدعو أو أنادي)، الدليل على هذا؟ ما هو الدليلُ؟: نقول زيدُ منادى مبني على الضمِّ في محل نصب، من أين جاء النصب هذا؟ (يا) لا تعمل النصب وإنما الأصل في هذا المحل جاء باعتبار كونه مفعولاً به، يعني ما هُجر معناه الأصلي، رُكِّبَ مع (يا) تركيبَ (خمسة عشر) على قول وجُعل الأصلُ محلاً، يا زيد منادى مبني على الضم في محل نصب، إذن سقط التعليل لأبي علي الفارسي، إذن لا يتركب الكلام من حرف واسمٍ، ولا من حرف وفعلٍ، خلافا للشلوبين، (ما قام) بعض النحاة لا يعد الضمير المستتر كلمة، وعليه إذا قيل ما قام تركب من حرف وفعل؟ لكن نقول الصحيح أنَّ (قام) فيه ضميرٌ مستتر، لذلك قال العمريطي:
كذاك من فعلٍ وحرفٍ وُجدَا ... وجاء من اسمٍ وحرفٍ في النِّدا
لكن نقول هذا مرجوح لذلك يقولون جرى على مقالةٍ ضعيفة، ولا يمكن أن يُتصور الإسناد في كلمةٍ واحدة خلافاً لابن طلحة، قال: " (نعم ولا) الجوابيتان قد تقومان مقام الكلام "، كما سبق معنا (نعم) إذا قيل هل جاء زيد؟ (نعم)، (نعم) هذا الجواب حصلت منه الفائدة الكلامية وإذا حصلت الفائدة الكلامية استلزم التركيب وهنا لا تركيب إذن ماذا نصنع؟ قال ابن طلحة "قد يقعُ الإسناد بالكلمة الواحدة وهذا خاصٌ بـ (نعم) الجوابية و (لا) "، لكن نقول هذا ضعيف، لِمَا؟ لأن المسند والمسند إليه الجملة الفعلية أو الاسمية مقدرة بعد حرف الجواب، هل جاء زيد؟ نعم جاء زيد، هذا التقدير، لكن قاعدة العرب أنه ما لا داعيَ لذكره فالأَولى حذفه.
وَحَذْفُ مَا يُعْلَمُ جَائِزٌ كَمَا ……تَقُولُ زَيْدٌ بَعْدَ مَنْ عِنْدَكُما
وَحَذْفَ فَضْلَةٍ أَجِزْ إِنْ لَمْ يَضِرْ ... .........................
إذن نقول أقل ما يتألف منه الكلام: اسمان وهو ما يسمى بالجملة الاسمية، أو اسم وفعل، اسم وفعل هذا له صورتان:
1 ـ الفعل إما أن يكون مبنياً للمعلوم.
2 ـ مبنياً لما لم يسمَّ فاعِلُهُ ولا نقول مبنياً للمجهولِ.
سعى زيدٌ: سعى فعل ماضٍ مبني للمعلوم، زيد فاعل، ضُرب زيد: ضُرب فعل ماضٍ مُغير الصيغة مبني على الفتح، زيد هذا نائب فاعل.
إذن صورتان لتأليف الكلام من فعل واسم.
وعمروٌ متبع: هذا تحته أربع صور:
1 ـ مبتدأ وخبر: عمرو متبع.
2 ـ مبتدأ وفاعلٌ سد مسد الخبر: أقائم الزيدان؟
3 ـ مبتدأ ونائب فاعل سد مسد الخبر: أمضروبٌ العمران؟
4 ـ اسم فعل وفاعله: هيهات العقيق وهذا يأتينا إن شاء الله.
نحو سعى زيد: هذا يسمى الأولى جملة فعلية وهي ما صُدِّرت بفعلٍ، وعمرو متبع: جملةٌ اسمية وهي ما صُدرت باسمٍ.
الجملةُ أعمُّ من الكلام، لماذا؟ لأن الجملةَ في الاصطلاح: اللفظُ المركبُ الاسناديُّ أفادَ أم لا، كل لفظٍ مركبٌ إسنادي سواءٌ أفاد فائدةً تامة أم لا، فهو جملةٌ، أيهما أعم الكلام أم الجملة؟ الجملة،
لفظٌ مفيدٌ بالكلامِ يدعَى وجملةٌ ....
هذا هو الصحيح الفرق بين الجملة والكلام، والزمخشريُّ يرى الترادف والصحيح الفرق بين الجملة والكلام.
لفظٌ مفيدٌ بالكلامِ يدعَى ... وجملةٌ فهي أعم قطعا
كل كلامٍ جملةٌ لا تنعكس ... وجملة قسمان ليس تلتبس
اسميةٌ فهي بالاسمِ تُبتدى ... فعليةٌ بالفعلِ فابدأ أبدا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.] اهـ
* ...........
يسر الله إتمام البقية ... آمين
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 02:05 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي الحبيب
بارك الله فيك
واصل ونحن نتابعك ان شاء الله
واذا ما عندك مانع انقل لنا كل تفريغاتك العلمية في الصفحة المشار اليها في توقيعي
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 03 - 10, 02:35 ص]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 03 - 10, 02:36 ص]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 03 - 10, 02:37 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[26 - 03 - 10, 07:45 ص]ـ
نفع الله بك .... استمر
ـ[عيد الرفاعى]ــــــــ[26 - 03 - 10, 04:23 م]ـ
جزاك الله خيرا اخى الحبيب تابع بارك الله فيك
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[30 - 03 - 10, 12:30 م]ـ
واصل , بارك الله فيك.
فالحازمي بحرٌ لا تكدِّرهُ الدِّلاء ُ!
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[31 - 03 - 10, 05:59 ص]ـ
لو سمحت و تكرمت، هل من الممكن هذا التفريغ بصيغة وورد
ـ[عبدالمنان الأثري]ــــــــ[04 - 04 - 10, 01:52 م]ـ
بارك الله فيكم وجعل فى ميزان حسناتكم ونفعنا الله بعلم الشيخ
¥