وكانت منطقة الكسوف الكلي تبدأ من كاليفورنيا، وتمتد حتى جنوب إفريقيا عبر المحيط الأطلسي، ولم تكن مدة الكسوف الكلي تزيد عادة عن دقيقة واحدة، وقد اختار محمود الفلكي مديرية نقلة في شمال السودان مكانًا للرصد، فسافر إلى هناك عن طريق النيل، ووصل إلى المكان المحدد قبل موعد الكسوف بخمسة عشر يومًا.
وبرغم الخلل الذي أصاب أدوات الرصد الدقيقة نتيجة نقلها على ظهر الجمال، فقد استطاع محمود الفلكي رصد الكسوف لحظة بلحظة، وسجل ذلك في تقريره الذي رفعه إلى أكاديمية العلوم بباريس.
وتعد أرصاد كسوف الشمس من أدق وأفضل الأعمال الفلكية التي قام بها محمود الفلكي، والتي حازت إعجاب العلماء في العالم كله.
الفلكي وزيرًا للمعارف
وبعد ذلك كلفه الخديوي سعيد برسم خريطة الوجه البحري، فرسم خريطة في غاية الدقة والصحة، قامت الحكومة بطبعها على نفقتها، ثم عممتها في كراريس تلاميذ المدارس.
وما زالت تلك الخريطة تعد مرجعًا تاريخيًا للدارسين والباحثين، وقد لقي محمود الفلكي تقدير ورعاية الخديوي، فأنعم عليه برتبة المتمايز في (12 من جمادى الأولى 1287هـ=14 من أغسطس 1870م).
وقد انتخب محمود الفلكي عضوًا في المجلس العالي الذي ألف في عهد وزارة شريف باشا للنظر في توسيع نطاق المعارف العمومية في البلاد، كما ناب عن الحكومة المصرية في المؤتمر الجغرافي الذي عقد في مدينة البندقية عام (1298هـ=1881م).
كما كان وزيرًا للأشغال في وزارة محمود سامي البارودي، ثم عين ناظرًا للمعارف العمومية في وزارة نوبار التي تألفت في (9 من ربيع الأول 1301هـ=10 من يناير 1884م)، وظل في هذا المنصب حتى أدركته الوفاة في (6 من شوال 1303هـ=19 يوليو 1885) عن عمر بلغ نحو سبعين عامًا.
الفلكي رائد علم الفلك الأثري
تميزت الأبحاث التي قدمها محمود الفلكي بالابتكار والجدة، سواء تلك التي كتبها أثناء وجوده في باريس أو التي كتبها بعد عودته إلى مصر.
وكانت بحوثه الدقيقة في علم الفلك موضع تقدير واحترام علماء الغرب، ويعد محمود الفلكي رائد علم الفلك الأثري، وله بحوث قيمة في هذا المجال، مثل بحثه القيم الذي استطاع من خلاله تحديد عمر الهرم الأكبر عن طريق الفلك والأرصاد الفلكية، مما لم يسبقه إليه أحد من علماء الفلك الغربيين.
وتوصل إلى نتائج دقيقة مذهلة كانت مثار إعجاب الفلكيين والأثريين على حد سواء، ومن أبرز مؤلفاته ورسائله:
*
بيان المزايا التي تترتب على إنشاء مرصد فلكي للحوادث الجوية.
*
التقاويم الإسرائيلية: (طبع في بروكسل سنة 1855م).
*
التقويم العربي قبل الإسلام: (طبع بمطبعة بولاق).
*
التنبؤ بمقدار فيضان النيل قبل فيضانه.
*
الحالة الحاضرة للمواد المغناطيسية الأرضية في باريس: (قدمت للمجمع العلمي الفرنسي سنة 1856م).
*
حساب التفاضل والتكامل: (طبع بمطبعة بولاق).
*
شدة المجال المغناطيسي في بلجيكا وألمانيا وفرنسا: (نشر بالمجلة الآسيوية سنة 1859م).
*
عمر الأهرام والغرض من بنائها كما يقرآن على نجم الشعري: (نشرت بالمطبعة المصرية الفرنسية سنة 1885م).
*
الكسوف الكلي للشمس في دنقلة: (طبعت بباريس سنة 1861م).
*
مشابهة "كان" الناقصة للفعل الفرنسي Avoir: ( نشرت بالمجلة الأسيوية سنة 1861م).
*
المقاييس والمكاييل: (طبعت في كوبنهاجن سنة 1873م).
*
نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام: (نشرت بالمجلة الأسيوية سنة 1858م).
*
نبذة مختصرة في تعيين عروض البلاد وأطوالها: (مخطوط بدار الكتب).
*
وصف مدينة الإسكندرية القديمة وضواحيها: (طبعت في كوبنهاجن سنة 187)
ـ[كاتب]ــــــــ[25 - 02 - 10, 03:19 م]ـ
... وتخرج فيها عام عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [للتسجيل اضغط هنا] م وحصل على رتبة بلوك أمين ......
جزاكم الله خيرا ......
ـ[ابن العيد]ــــــــ[25 - 02 - 10, 10:58 م]ـ
شكرا لك أخي على المرور
وجهتني إلى الخطأ في المقال المنشور أنا ماكتبته ولااطمأننته؛ بل وجهت به إلى الذين أريدمنهم الجواب في تعيين تاريخ الوفاة!
أولا أردت ان اكتب اسم صاحب المقال واجتهدت ولكن الموقع ذلك اجابني بأني غير مسجل لديهم لذلك مااستطعت الوقوف على اسمه و درجته
ـ[أبو وئام]ــــــــ[27 - 02 - 10, 01:26 م]ـ
السلام عليكم
في زيارتي الآخيرة للمغرب قمت بتصوير صفحات مهمة من كتيب عن محمود باشا الفلكي العلامة المغمور وفيه تلخيص للمباحث التي تهمنا هنا وأسأرفع الصفحات هنا
الكتاب هو سلسلة أعلام العرب العدد 49 لاحمد سعيد الدمرداش
ملاحظة إتضح لي نسياني الصفحات 76 و77 ولكن لا يمنعنا ذلك من الإستفادة من الصفحات
ـ[أبو وئام]ــــــــ[27 - 02 - 10, 01:46 م]ـ
الصفحات الخمسة الأولى المصورة
ـ[أبو وئام]ــــــــ[27 - 02 - 10, 01:52 م]ـ
الصفحات التالية
ـ[أبو وئام]ــــــــ[27 - 02 - 10, 01:58 م]ـ
أخر صفحات تم تصويرها
ملاحظة / لقد سبق لي أن وجدت المقال الأصلي باللغة الفرنسية على موقع مكتبة فرنسوا متيران وهو مقال قديم جدا، سأبحث عنه بين ملفاتي وأرفعه إن شاء الله
¥