تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اختيار موضوع الرسالة وصياغة عنوان]

ـ[بشيرالرجيل]ــــــــ[10 - 12 - 09, 12:34 ص]ـ

اختيار موضوع البحث

[لا بد لكل من أراد أن يبحث موضوعا ً لتسجيله كرسالة في تحصص من التخصصات أن يقوم بالآتي]:

أولا ً: أن يعرف حدود تخصصه، فلا يخلط مثلا ً بين علم الفقه وعلم المقاصد أوبين أصول الفقه و قواعد الفقه أوبين الأديان والمذاهب المعاصرة.

ثانيا ً: أن يعرف الاتجاهات الكبرى داخل التخصص، فعلى سبيل المثال: عقيدة وأديان ومذاهب. يعرف أنها ثلاثة تخصصات: العقيدة الإسلامية، الأديان والملل والنحل، المذاهب المعاصرة والتيارات الفكرية.

أو: التوحيد، الفرق، الأديان، المذاهب المعاصرة والتيارات الفكرية ... وهكذا

وهذا مثل علم الفقه: العبادات، الفرائض، المعاملات، الحدود والجنايات.

فلا بد أن يعرف الطالب الاتجاهات الكبرى داخل التخصص العام، أو كما يقال (التخصص الدقيق)

ثالثا ً: لا بد أن يعرف تفاصيل الموضوعات في داخل التخصص، فمثلا ً التوحيد، يبدأ بموضوعاته واحدا ً تلو الآخر ويعرف كل موضوع عام وما تحته من موضوعات وما تحت الموضوعات من مسائل ومباحث علمية، ثم لا بد أن يعرف كل مسألة وأين يبحثها العلماء؟ فهناك مسائل تبحث في أكثر من مكان، مثل القضاء والقدر والحكمة التعليل، فقد تجدها في توحيد الربوبية، وتجدها في مبحث مستقل، وتجدها في مسائل الأسماء والأحكام.

رابعا ً: أن يعرف الفروق بين المسائل الدقيقة داخل الموضوع الواحد وأن يلم بمعاني المصطلحات.

بعد أن يعرف هذه الأمور فلا بد للباحث أن يعرف الكلام العام تحت كل مسألة من هذه المسائل، وإلا فلن يستطيع البحث مادام الباحث عنده خلل في أكثر مباحث تخصصه.

يأتي بعد ذلك المرحة الثانية، وهي:

[مرحلة التفكير في اختيار الموضوع].

والتفكير في اختيار الموضوع يمر بعدة مراحل كبرى لا بد أن يراعيها الباحث بعد أن يتقن المرحلة الأولى السالفة الذكر، وبعد أن يعرف الموضوعات المبحوثة سابقا ً.

أما مراحل التفكير في اختيار الموضوع فهي كالآتي:

المرحلة الأولى:

المرحلة الشاملة للاتجاه العام.

وهذا مثل: عقيدة، ملل ونحل، مذاهب معاصرة.

فلا بد أن يحدد الباحث وجهته التي يرغب أن يبحث فيها فالذهن يتذبذب بين الموضوعات ولا يستقر على موضوع بطريقة علمية صحيحة إذا كان متشتتا، فإذا أراد الباحث أن يسير على طريقة منظمة لا بد أن يحدد له وجهة معينة ويختار تخصصا ً دقيقا ً يخوض غمار البحث فيه.

المرحلة الثانية:

المرحلة العمومية داخل الاتجاه الشامل.

مثلا ً اختار الباحث علم العقيدة، وهو اتجاه شامل، لابد أن ينظر في العموميات داخل علم العقيدة ثم يحدد واحدا ً من تلك العموميات، ليكن مثلا ً الأسماء والصفات.

المرحلة الثالثة:

التحديد الجزئي داخل الموضوع

فلا بد أن يختار أحد مسائل الموضوع، فلا ينبغي أن يأخذ الأسماء والصفات في رسالة، فسوف يضيع التحقيق والتعمق في الرسالة ما دامت الرسالة واسعة الأطراف، على مثالنا السابق الأسماء والصفات نحدد فيه مثلا ً: ونأخذ:

((الصفات الفعلية))

.

المرحلة الرابعة:

اختيار مسألة من مسائل الموضوع الجزئي.

وهذه تيسر للباحث تصور الموضوع، وتجعله أكثر دقة وعمقا ً، وعلى أمثلتنا السباقة نأخذ مثلا ً من الصفات الفعلية

((صفة الاستواء)).

فنخرج بالموضوع، وهو مثلا ً:

صفة الاستواء بين أهل السنة والمخالفين لهم

ـ دراسة تحليلة نقدية على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة ـ.

لكن مع كثرة البحوث وضيق الموضوعات لا بد أن نلجأ إلى مرحلة خامسة، وهي:

المرحلة الخامسة:

مرحلة تضييق نطاق البحث بالمقابلة في المسائل الجزئية.

فلا تجزع عندما ترى الموضوعات طارت ولم تجد ما تبقى لك، فالمجال واسع، لكن يحتاج إلى براعة في الباحث.

وبالمثال يتضح المقال:

فعلى مثالنا السابق لما وصلنا إليه وجدناه مبحوثا ً، ما العمل؟ نقوم وننظر إلى مخطط الطالب ونأخذ جزئية لم يبحثها، أو نأخذ جانبا ً لم يتوسع فيه ونوسعه ونجعله في عنوان مستقل، مثل:

شبهات المتكلمين العقلية في صفة الاستواء ـ عرض ونقد ـ

بهذا يكون لدى الطالب مجال وحلول لإيجاد موضوعات كثيرة، وأيضا ً يخدم التخصص خدمة مفيدة ويقدم للمتخصصين الجديد بدلا ً من التكرار الممقوت، لكن ولكن ثم لكن: لا بد من الرفق والإطلاع وتوسيع النظر في الموضوع، ثم حسن عرضه وبيان أهميته لئلا يتعثر في المجالس العلمية فيرمي الطالب بعجزه على المجالس العلمية ولا ينسب التقصير لنفسه.

هذا ما تيسرت كتابته في هذه المسألة، وتأتي المسألة القادمة إن شاء الله وهي (حسن اختيار الموضوع)


وكمْ منْ عائِبٍ قولاً صحيحًا * وآفتُهُ منَ الفهم السقيم

ـ[عمر العايد]ــــــــ[13 - 12 - 09, 01:43 ص]ـ
أفدتنا نفع الله بك
موضوع قيِّم ومهم في بابه

بارك الله فيك
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير