تلقى عصام الشنطي تعليمه الأساسي في فِلَسطين، حيث كان بارزًا في دراسته الابتدائية التي أنهاها في بلدته عام 1944، وكذلك في المرحلة الثانوية التي أنْهاها في مدينة طولكرم، وعُرف بين زملائه بالجلد والمثابرة والدِّقة، وكان يتجه بتفكيره البسيط إلى ربْط نتائج الأمور بأسبابها بعيدًا عن الخُرافات، فتمرَّن على الأخْذ بالأسلوب العلمي.
شدَّ عصام الشنطي الرِّحال إلى القاهرة في عام 1948 ليكمل دراسته الجامعية بها، فالتحق بكلية الآداب جامعة القاهرة قسْم اللغة العربية، وتتلْمذ فيها على أيدي أساتذة عظام؛ مثل: الدكتور شوقي ضيف، الذي تأثر بأسلوبه في الكتابة والبحث والتأليف، وحصل على درجة الليسانس في الآداب بتقدير جيد جدًّا عام 1953.
وفي عام 1967 حصل على دبلوم الدراسات العليا من معْهد البحوث والدراسات العربيَّة بالقاهرة بتقدير جيد جدًّا، وكان أول دُفعته.
وكانتْ قد اكتملتْ شخصيتُه، وتحددتْ توجُّهاته، وبقي مُستقلاًّ لا ينتمي إلى حزب من الأحزاب، وظل حرًّا طليقًا لا يحكمه قيد سوى انتمائه إلى وطنه الضائع، وقوميته التي يعْتز بها، وعدالة اجتماعية ينشدها لأبناء أمته، وتحدوه في ذلك عقلانية كانتْ دائمًا مصباحه المنير، يهديه سواء السبيل، ولذلك توجَّه إلى إبراز الجهد العربي بعامة، والفِلَسْطيني بخاصة، نحو اللغة والأدب والثقافة والفكر؛ طمَعًا في خدْمة العُرُوبة والعربيَّة وثقافتها ووحدتها الفكريَّة.
المناصب والوظائف التي تولاَّها:
عمل عصام الشنطي في العام التالي لتخرجه عام 1954 بوزارة الشؤون الاجتماعيَّة الأردنية في بيت المقدس، وشارَك في إنشاء رابطة تضم موظفي فِلَسْطين في بيت المقدس، يتداوَلون فيها شؤونهم وشؤون بلادهم، ثم عمل منذ عام 1957 في التدريس بضع سنين في معهد المعلِّمين العالي بطرابلس (ليبيا)، فكان يبث في طلابِه - في دروس التاريخ - روح الوطنية، ويكشف لهم عن قوة العرب وحضارتهم في الماضي، وعن ضَعْفهم وتفكُّكهم إلى دويلات، وعن النكبة الفلسطينية وأسبابها.
وأُتيح له منذ عام 1967 أن يعملَ في جامعة الدول العربية (معهد المخطوطات العربية)، في القاهرة، ثم تونس، فالكويت، في مجال تراث العرب الفكري المخبوء في آلاف المخْطوطات المُوَزَّعة في أنْحاء شتَّى مِنْ أقطار العالَم، عربيَّة وإسلامية وأجنبية، ورأى كيف أنَّ العرب أسهموا - إبان عزِّهم - في موْكب الحضارة بسَهْمٍ وافرٍ في شتَّى العلوم.
وانتهى عملُه مديرًا لمعْهد المخطوطات العربية ببلوغه السن القانونية في آخر عام 1989، واستمر عطاؤُه في المعهد - وهو بيته - خبيرًا متفرِّغًا، وعضوًا في مجلسه الاستشاري منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا.
ومنذ إنشاء قسم "علْم المخطوطات وتحقيق النصوص" في نِطاق الدِّراسات العليا لدى جامعة الدول العربية، أخذ يُحاضر في قواعِد تحقيق النصوص، ومصادر التُّراث العامة، وفهْرسة المخْطُوطات، ويُشارك في الإشْراف على تحْضير درجة الماجستير، بالإضافة إلى عُضويته في مجلس القسْم العلمي.
ويذكر أنه نال درْع كلية العلوم (جامعة القاهرة) عام 2001.
مؤلفاته التي أثرى بها المكتبة العربية:
بلغتْ مؤلَّفات عصام الشنطي ثمانية وتسعين عملاً ما بين كُتُب، أو أجزاء مِن كُتُب، ومقالات دوريات، وفهارس مخْطوطات، وأعمال مؤتمرات وندوات ومحاضرات في اللغة والنقد والتُّراث العربي وفهْرسة المخطوطات، ومخطوطات فِلَسْطين، وشخْصيات فِلَسْطينية وتُراثية وغيرها، نعرض لها في السياق التالي مرَتبة ترتيبًا زمنيًّا مِنَ الأحْدث إلى الأقْدم، بعد تصْنيفها إلى أنْواعها المختلفة.
أولاً: الكتب أو فصول من الكتب:
1 - "ترقيق الأسَل لتصفيق العسَل"؛ للفيروزآبادي، تحقيق ودراسة (بالاشتراك) - بيروت: دار الغرب الإسلامي، 2006م.
2 - "باعث النفوس إلى زيارة القدس المحروس"؛ لابن الفرْكاح الفزاري، تحقيق/ أحمد عبدالباسط حامد، أحمد عبدالستار عبدالحليم؛ تصدير عصام محمد الشنطي - القاهرة: دار الكتب والوثائق القومية، مركز تحقيق التراث، 2005م، صدر بمناسبة رعاية الدار للندوة الدولية، القدس في المصادر التاريخية 19 - 20 يونيو 2005.
3 - "جهود المنجد في خدمة التراث"، ندوة شوامخ المحققين - القاهرة، دار الكتب والوثائق القومية، 2004م.
¥