تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لقد رسم لنا الشاعر لوحة رائعة لمعاني الحب والعشق والكرم، لقد جسد من محبوبته طيف عشقه لها وهيامه بها وقد حل عليه ضيفا عزيزا، وقد استخدم صيغة المضارع (أعزه) ليدل على إخلاصه لها وتجدد المعزة بتجدد الزمان والأحوال، وإذا كان أكرم العرب قد ذبح لضيفه أحب الخيل إلى قلبه إكراما له، فإن شاعرنا لأكرم منه وأعرف بمنزلة الضيف وما يستحق، فلم يجد ذبيحا يليق به إلا نفسه يريقها على رضا ومحبة، ليس هذا فحسب وإنما كان طاهيا للحمه وساقيا لدمه، مستخدما تلك الصيغة التي تدل على التجدد لتفيدنا استمرار الإطعام والسقاية مدة من الزمان وتدرجهما زيادة في التدليل، وربما حتى يتأكد أنها قد أتت عليه كله أكلا وشربا؛ فيفني فيها ليتحد معها، ولعمري! لتلك رغبة كل شاعر صادق في حبه!

ولا أنسى أن أشير إلى بعض الدلالات الأخرى التي تضمنتها هذه الصورة من استخدامه للفعل الماضي (أتاني) للدلالة على وقوع الأمر وكونه قضاء لا مفر منه، كذلك الشطر الأخير كناية عن هزاله وضعفه، وكنايه في الوقت ذاته عن هيامه القاتل بمحبوبته، كذلك تلك الحيوية التي أضفتها سمة الحوار بين الشاعر ومحبوبته، بل والطرافة التي أجاب بها الشاعر عن سؤال محبوبته، فكأنه يقول لها تسألينني عن علتي وأنت الداء.

حاولت في هذه الوقفة اليسيرة أو أوضح جمال هذه العبارة ورشاقتها في بيتي ابن رشيق، فالحسن والجمال لا يكونا في اللفظة ذاتها، وإنما يكونا في توظيفهما في الموضع المناسب، فلغة الشعر ولغة النثر كلتاهما لغة واحدة مشتركة المفردات، وإنما الذي يفرق بينهما الصياغة والتوظيف، وقد أحسن ابن رشيق التوظيف، فاختلف الحكم، وبان الفرق بين استخدام الباز واستخدام ابن رشيق.

والسلام!

ألف شكر لك مرة أخرى أخي جلمودا

بل كل عبارت الشكر لن تفيك حقك على ما بذلته

من نقد و تحليل في متصفحي المتواضع ..

فجزاك الله خيري الدنيا و الآخرة.

لعلك أخي الكريم أعطيتني حجما أكبر من حقي بالمقارنة بيني

و بين ابن رشيق .. فأين أنا من شيخ من شيوخ اللغة و الشعر و البلاغة.

و أصدقك القول أني ما أشرت إلى ما أشرت إليه

بخصوص التطابق شبه التام في صدر بيتي مع العجز

في بيت ابن رشيق إلا فرحا و طربا:) -ظنا مني أو وسوسة

من الشيطان أعاذنا الله منه- أني يمكن أخيرا أن أقول عن نفسي

أني أستحق لقب شاعر ..

ومع هذا فلدي اعتراض على ما تفضلت به؛ إذ أنك

حللت أبيات ابن رشيق دون أبياتي ..

وكان من الإنصاف أن تأخذ كل أبياتي المتعلقة بذلك الصدر

و تعقد مقارنتك مع العلم أن المعنى و الصورة مختلفان تماما

بل و حتى الغرض مختلف:)

على أني أكرر إشادتي بما حباك الله من علم و بعد نظر في الشعر

أشكرك جزيل الشكر

و ما زلنا في شوق لذيل الحديث فلا تتأخر عنا

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 09:57 م]ـ

ما دامت الدعوة النقدية عامة لأعضاء الفصيح وزواره فلندع ابن رشيق القيرواني ليقول:

وقائلة ٍ ما ذا الشحوبُ وذا الضنا

فقلتُ لها قول َ المَشوق ِ المتيم ِ

هواك ِ أتاني وهْوَ ضَيفٌ أجِلُّهُ

فأطعمتُهُ لحمي وأسقَيْتُهُ دمي

أما رشيقي فبيت ما أتاه أخ = وما مضى كالذي يمضي ويندثر

فهل تراه سيرضى قبر وحدته =

سكنت يا ليل لا شعر ولا وتر = وغبت يا خل لا (حس) ولا خبر

وطنب الهم في مجالس عمرت = وأوحش الحي

ـ[بو مدين شعيب تياو]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 10:12 م]ـ

قصيدكم أحلى من الشهد والخمر فأبياته مثل اليواقيت والدر

فبارك ربي فيكم وأثابكم وزادكم علما نفوعا مع الصبر

ـ[الباز]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 10:53 م]ـ

عودا على بدء مع الباز ورائيته الساحرة!

قمة الأداء وروعة البيان في ذلك الفعل بتلك الصيغة، ولعمري! لقد قرأت هذا الفعل أسطرا وصفحات، وما مللت منه وما ملّ على كثرة الورود، أتراه قول شيطان أم قول كاهن! بل هو السحر، الذي قال فيه نبينا ـ صلى الله وعليه وسلم: " إن من البيان لسحرا ".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير