تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وحتى نسحر القارئ معنا ــ وإن كان الأصل أن يظل السحر مستورا عن الأعين حتى يؤتي ثمره ــ نكشف بعض الستر عنه: فأصل هذا الفعل: الفعل الثلاثي (رجا)، بيد أن العرب اشتقت من هذا الفعل ثلاثة أفعال أخر، يؤدي كل منهم معنى الفعل الأصلي (رجا) ويزيد عليه بمعنى آخر يكتسبه من الصيغة، ويذكر لنا الخليل في العين هذا الفعل وصيغه بقوله:

رجا يَرْجُو رَجاءً

ورجّى يُرَجِّي

وارْتَجَى يرتجي

وتَرَجَّى يَتَرَجَّى

ولقد اقتنص الباز الصيغة الثانية، دون غيرها وهي: رجّى يُرَجِّي، وهو على وزن فعّل يفعّل، وهو وزن صرفي له سماته الخاصة والتي لا يشاركه فيها غيره، ومن هذه الشيات دلالته على التكثير في الفعل وتكرار حدوثه مرة بعد مرة.

ولقد أصاب الباز المحز وطبق المفصل؛ فالحبر يرجو مرارا وتكرارا من شاعرنا أن يخلي سبيله وأن يعفيه من حمل كلماته وأشعاره، مما يشعرنا بحب الحبر للشاعر واعتزازه به وإخلاصه له؛ فلم يهجره ويتركه مرة واحدة دون استئذان، وإنما ظل وراء الشاعر يلح عليه في شيء من الخضوع والتدلل، ولهذا رأينا الشاعر يصفه في الشطر الأول أنه كان مخلصا، ولو لم يخبرنا الباز بإخلاصه لعرفناه جليا من هذه الصيغة.

كذلك تدلنا هذه الصيغة وإلحاحها على شدة الألم الذي كان يعانيه هذا الحبر، فلا يطيق المخلص هجر سيده إلا إذا كان الأمر لا يطاق، ولعمري! لو لم يذكر الشاعر شدة عسر الحبر لرأيناها في هذه الصيغة.

وإذا كان الحبر لا يطيق تحمل صور ورموز أحزان الشاعر وهمومه ــ فكيف الحال بشاعرنا وهو يحمل الهموم بشحمها ولحمها في ضلوعه! فلا عجب إذن أن يذكر الشاعر أن الزجاج والشوك قابع بين أضلعه وإن خانته الصياغة!

وربما كان حدوث الرجاء مرة بعد مرة من الحبر نوعا من العزاء والتسلية لساعة البين والفراق؛ خوفا على الشاعر من هول الهجران ومصابه، وما ظننا بشاعر يأسو على حبره ويعطف بل ويشعر بإخلاصه له ـ إلا الجنون المطبق إذا فارقة دون توطئة وتسلية.

وللحديث ذيل،

والسلام!

ألم أقل لك أن كل كلمات الشكر لن تفيك حقك

فلك الدعاء ممن لا يملك لك غيره

جزاك الله خير الجزاء و لا حرمنا منكم

و مازلنا في انتظار الذيل:) و لو بعد حين

و إياك و كشف السر:)

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 11:28 م]ـ

أخي الحبيب الباز ..

قصيدة جميلة في معانيها ومغانيها .... لست ممن يصحح أو ينقد شعر الباز لا عروضياً ولا نحوياً ولا لغوياً ................... لكن ... :)

أراك غالباً ما تستخدم المفردات والمعاني الصعبة قليلة التداول (لا أقول أنها غير صحيحة المعاني) ...

أي أن قصائدك من الصعب الممتنع ... وأعتقد أنك تستطيع جعلها من السهل الممتنع .. فتصبح أسهل للفهم والحفظ والتداول ..

ضع أمام ناظريك مستقبل شعرك .. فقد تصبح شاعراً مشهوراً فيؤخذ عليك هذا الأسلوب .. فيقال: الباز "" ينحت من صخر "" رغم أنه ليس عيباً لكنني أفضل أن يقال: الباز "" يغرف من بحر "" ...

مجرد اقتراح ... وأنت صاحب القرار ..

وقد لا أكون على صواب ..

تقبل مروري وتعقيبي ... :)

بارك الله فيك ووفقك ..

تحياتي الحارة

ـ[الباز]ــــــــ[23 - 05 - 2009, 02:00 ص]ـ

أخي الباز:

كنا توائم في رنين الاسم، في عميق الفهم والذات العجيبة" مع الاعتذار للشاعر السوداني عبد القادرالكتيّابي للتعديل في بيته"

أخي أقدم أسفي لتأخري في قراءة القصيدة أولا

ثانيا: ما هذا الجمال الذي يتدفق منك؟! ما هذه الموسيقى الهادئة في بحر الطويل الذي لا يحسنه إلا امرؤ القيس في "قفا نبك"، فقد بدأ الشعر بملك وانتهى بصاحب التميز.

ثالثا: أحزنتني هذه الصورة: "أسقيته دمي"وجدت فيها ما ينفر، فهلا أفدتنا.

رابعا عاطفة صادقة، لغة فوق المقطرة، معان عميقة، خيال خصب.

هذه أحكام عامة، فإذا أردت التفصيل؛ فماذا أأخذ وماذا أدع؟

لقد أتعبتَ من بعدك

أخي الحبيب طارق يسن الطاهر

أسعدني مرورك و تعليقك

كلمات جميلة خرجت من القلب فوصلت إلى القلب

ألف شكر لك و جزاك الله خير الجزاء ..

أما بخصوص صورة أسقيته دمي فهي مجازية و ليست حقيقة

(هل خشيت أن يتحول إلى مصاص للدماء؟؟:))

ولعلها تعبّر عن أشياء كثيرة مختلفة من إخلاص و صدق و غيرها

و أعتقد أن في بقية الردود حول ذلك الشطر ما يكفي و يشفي

تحيتي

مع وافر شكري و امتناني

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير