تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومُجمل القول: أن ازدهار الحركة العلمية في هذه الفترة يرجع إلى نشاط علمائها وهمّتهم العالية، ونبوغهم الذي لا مثيل له عند الأمم، ثم إلى اهتمام ملوك بني مرين وبني وطاس بالحياة العلمية، وذلك بتوفير الجو الملائم للعلماء لأداء رسالتهم العلمية على أكمل وجه.

المبحث الثاني: حياته:

1 - اسمه ونسبه:

هو حسين بن علي بن طلحة الرجراجي، الشوشاوي. وكنيته أبو علي (1).

وفي بعض المصادر المترجمة له أن اسمه حسن (2)، وبعضها كنّاه بأبي عبد الله (3). وكان الاعتماد فيما أثبته على ما جاء في المخطوطات الموجودة لدي، وهو: حسين.

والرجراجي: نسبة إلى قبيلة رجراجة، وهي من قبائل المصامدة، والمصامدة كما قال ابن خلدون: هم من ولد مصمود بن يونس من شعوب البربر، وهم أكثر قبائل البربر (4)، وتسكن قبيلة رجراجة في جبل الحديد أحد جبال بلاد حاحا، بالقرب من نهر " تانسيفت"، وعددهم في ذلك الوقت أربعمائة أسرة، حفظ منهم القرآن والمدونة ثلاثمائة رجل، وثلاثمائة امرأة (5).

أما الشوشاوي: فهو نسبة إلى مدينة شوشاوة أو شيشاوة الواقعة جنوب المغرب بالقرب من مدينة مراكش، وهي من مواطن الرجراجيّين الأصلية، كما بيّن ذلك المختار السوسي بقوله: ومواطنهم الأصلية ما بين شيشاوة إلى " أحمر "، " والشاظمية " حيث أضرحة أسلافهم، ثم امتدّت فروع منهم إلى سوس (6).

2 - نشأته وتعلّمه:

لم أجد في كتب التراجم التي اطّلعت عليها تاريخا محدّدا لمولده، ولكن استنادا على ما جاء في كتابه: (تنبيه العطشان على مورد الظمآن) – الذي أقوم بتحقيقه – من قول ناسخه، أنه: " طواه أوائل شهر رمضان المعظم عام اثنين وأربعين وثمان مائة " (1)، فإنه يمكن القول بأن ولادته في الغالب تكون أول القرن التاسع.

أما عن نشأته، فقد نشأ وترعرع في رجراجة أشرف قبائل مصمودة، والتي أنجبت عشرات الأعلام في مختلف ميادين المعرفة، والشوشاوي من أبرزهم.

وكتب التراجم التي عثرت عليها لم تتحدث عن تنقلات هذا العالم ورحلاته، إلا ما ذكره العلامة المختار السوسي: " كان سيّدي حسين انتقل من المحل الذي يسكن فيه والده إلى شيشاوة، ثم إلى "فسفاس"، حيث بنى زاوية، ثم بنى زواية أخرى في أولاد برحيل " (2).

أما عن تعلّمه، فالظاهر أنه لم يدرس بفاس، بدليل عدم ذكره في كتب التراجم الخاصة بفاس، لكن يمكن القول بأنه أتمّ دراسته بجنوب المغرب، لازدهار العلوم وقتئذ بمراكش وما حولها، فقد وصفها الكانوني: " بأنها نظرا لما حَوتْه من حضارة وعلوم وفنون، كانت مهدا للحضارة، وعاصمة للدولة الموحدية والسعدية " (3)، ثم انتقل من شيشاوة إلى بلاد السوس، كما في مصادر ترجمته التي تشير إلى وفاته بتارودانت من إقليم السوس، ولكنه من غير شك قد جاب المناطق المغربيّة، أو على الأقل المناطق القريبة لإقليم سوس، ولعلّه استقرّ بعد ذلك في إقليم سوس، يُفهم ذلك من تأسيسه مدرسة في هذا الإقليم، وتدريسه فيها طيلة حياته (2).

3 - شيوخه وتلاميذه.

أولا: شيوخه:

مما لا شكّ أن عالما مثل الشوشاوي قد تلقّى العلم عن كبار الشيوخ، لكن كتب التراجم، ومصنفات الشوشاوي نفسه، لم تذكر لنا ولو شيخا واحدا، وإنما أشار بعضها إلى اثنين من أقرانه، قد يكونان استفادا منه، واستفاد منهما، وهما:

1 - عبد الواحد بن الحسن الرجراجي، شيخ وادي نون، تصدّر للإقراء، وألّف في ظاءات القرآن، وطاءاته، ودالاته، وذالاته. توفي سنة 900 هـ (1).

وقد نسب له المختار السوسي أرجوزة في الرسم قال عنها: أنها معروفة عند القرّاء السوسيّين (2).

وقد ذكر هذه الرفقة أحمد التنبكتي، بقوله: " حسين بن علي الرجراجي الشوشاوي رفيق عبد الواحد الرجراجي " (3).

2 - يحيى بن مخلوف السوسي، أبو زكريا، الفقيه، الأستاذ الصالح، أخذ عن أحمد الونشريسي، وعن شيوخ بجاية، وغيرهم. توفي سنة 927 هـ (4).

وقد أثبت هذه الرفقة المختار السوسي، بقوله: " ومن أقران الشوشاوي، وإن كان هذا أكبر منه، العلامة يحيى بن مخلوف السوسي " (5).

ثانيا: تلاميذه:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير