إن من أسّس مدرسة وأمضى حياته في التدريس، لابدّ أن يكون قد تخرّج عليه عدد من التلاميذ، لكن كتب التراجم لم تحفظ لنا إلا تلميذا واحدا، وهو: داود بن محمد التوتلي التاملي، الفقيه، صاحب المجموع في الوثائق، كان فقيها عالما صالحا، تخرّج على يديه جماعة منهم: حسين بن داود الرسموكي، وانتفع به خلق كثير (6).
قال العلامة المختار السوسي: أخذ رضي الله عنه عن العالم الجليل حسين الشوشاوي (7).
وقال الحضيكي في طبقاته: " وممن أخذ عنه وتفقه على يده تلميذه: سيدي داود ابن محمد بن عبد الحق التاملي، صاحب أمهات الوثائق " (8).
4 - مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:
يعتبر الشوشاوي من صفوة العلماء في عصره، وأحد الأعلام في سوس.
فقد قال عنه الكانوني – وهو يتحدّث عن العلماء الذين نبغوا في هذا العصر –: " الإمام الأصولي المقرئ، ذو التآليف النافعة، منها كتاب الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة في علوم القرآن، وتنبيه العطشان على مورد الظمآن في رسم القرآن ورفع النقاب عن تنقيح الشهاب " (1)، كما أثنى عليه في موضع آخر ووصفه بأنه نظّار، فقال: " الإمام الأستاذ المقرئ النظّار الواصلي، صاحب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب في الأصول " (2).
كما تقوم شهرته على المؤلفات الجليلة التي خلّفها، وتلقّاها الناس من بعده بالقبول ألف في الأصول، والقراءات، والفقه، والطب، وعلوم القرآن، وبرز في مختلف الفنون، واشتهر في كثير من ميادين المعرفة.
وذكره العلامة المختار السوسي في طليعة الذين اشتهروا بالتأليف في معظم الفنون، وأثنى عليه بأنه انفرد بالتأليف في الطب في القرن التاسع الهجري (3).
واعتمد السوسيون على بعض مؤلفاته ككتابه: "رفع النقاب عن تنقيح الشهاب" الذي كان بعض علماء سوس لا يدرسون إلا بهذا الكتاب (4).
وأثنى عليه في المعسول بقوله: " حسين الشوشاوي العلامة الأصولي " (5).
ومما يدلّ على مكانة الشوشاوي – أيضا – تقديمه على أقرانه، فقد قال عنه العلامة المختار السوسي: " ومن أقران الشوشاوي – وإن كان هذا أكبر منه – العلامة يحيى بن مخلوف السوسي ....... ولعله لم يدرك مقام الشوشاوي العلامة الكبير " (6).
5 - وفاته:
ذكرت كتب التراجم أن وفاة الشوشاوي – رحمه الله تعالى – كانت في آخر القرن التاسع الهجري (3). وقد ورد في بعضها تحديد وفاته بسنة 899 هـ (4).
وقيل: أن سبب موته سقوط كتبه عليه (5).
الفصل الثاني
آثاره العلمية
وفيه مبحثان:
المبحث الأول:مؤلفاته.
المبحث الثاني: دراسة أحد مؤلفاته كنموذج.
- آثاره العلمية:
أكثر مؤلفات الشوشاوي كانت في علوم القرآن والقراءات لبروزه في هذا الفن، ولاهتمام السوسيّين بهذا العلم، وله تآليف أخرى في مختلف العلوم، وقد توصلت إلى معرفة أحد عشر مؤلفا من مؤلفاته (1).
أولا: كتب الشوشاوي في علوم القرآن:
* الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة (2):
هذا الكتاب من تأليفه، وليس شرحا على كتاب آخر، وموضوع الكتاب يتناول علوم القرآن، وقد رتب الشوشاوي كتابه على عشرين بابا في هذا العلم.
ومما يدلّ على أهمية هذا الكتاب انتشار نسخه انتشارا كبيرا في الشرق والغرب (3).
* تنبيه العطشان على مورد الظمآن:
وهو شرحه لنظم الخراز، وسيأتي الحديث عنه الحديث في المبحث الثاني.
* حلّة الأعيان على عمدة البيان (4):
هو شرح وضعه الشوشاوي على عمدة البيان، لناظمه محمد بن محمد الخراز، وموضوع الكتاب: أحكام الضبط في القرآن الكريم.
أتى فيه بمقدّمة مسهبة جعلها في عشرين فصلا، تحدّث فيها عن: أحكام نقط المصحف، وعدد الآي، وحكم التخميس والتعشير، ونحوها. ثم قسّم كتابه إلى ثمانية أبواب، متتبعا هذه الأبواب الثمانية بالشرح والتحليل.
وقد نهج في شرحه طريقته المعتادة، بحصره عناصر البيت في أسئلة متوالية، ثم يجيب عنها بجواب مفصل.
توجد لهذا الكتاب أكثر من نسخة، منها:
نسخة في الخزانة العامة بالرباط، تحت رقم "659" ق، وهي تامة خالية من تاريخ النسخ، عدد صفحاتها "368"، من القطع المتوسط، كتبت بخط مغربي جيد
وتوجد من هذا الكتاب نسخة أخرى محفوظة في الخزانة الملكية، تحت رقم "674"، عدد صفحاتها "335" صفحة، من القطع الكبير، كتبت بخط مغربي متوسط.
¥