تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"قالت ياويلتَى ءألد و أنا عجوز و هذا بعلى شيخا؟؟ إنّ هذا لشيء عجيب"

هود:72

" .. قالت امرأت العزيز الأن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه و إنّه لمن الصادقين"

يوسف:51

فما يسمى ضمير "أنا" يطلق على الذكر و الأنثى في القرءان و ركزت على الأيات التي ورد فيها "أنا" ليدل على أنثى لأنّ الأيات الدالة على ذكر مترسخة.

و لو دققنا النظر في القرءان لرأينا غياب ضمير "أنتِ" و هو أمر غريب غرابة شديدة، و لو دققنا النظر في القرءان كرّة أخرى لرأينا غياب ضمير "أنتّن" في القرءان و أنّه لم يرد في القرءان إطلاقا وهو أمر أكثر غرابة.

غياب ضمير "أَنتِ" في القرءان عائد لبنية القرءان اللفظية فالكسر فيه يعني الخفاء. فلو اعتبرنا أنّ ضمير "أنتَ" مختص بالذكر ووجدنا إيراد ضمير "أنتِ" في القرءان لكانت هيئة الأنثى في الكون مخفية مقارنة بالذكر.

ولو دققنا النظر لوجدنا أنّ ضمير "أنتما" لم يرد إلاّ مرّة واحدة في القرءان في معرض الحديث عن رسالة موسى و هارون:

"قال سنشدّ عضدك بأخيك و نجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما؛ أنتما و من اتبعكما الغالبون"

القصص:35

و كذلك ضمير "هما" لم يرد إلاّ مرّة في القرءان:

"و الذي قال لوالديه أفّ لكما أتعداننى أن أُخرج و قد خلت القرون من قبلى و هما يستغيثان الله ويلك ءامن إنّ وعد الله حق فيقول ما هذا إلاّ أساطير الأولين"

الأحقاف:17

هكذا لم يرد المثنى "هما" و "أنتما" إلاّ مرّة واحدة في كلا الضميرين، مرة ليدل على موسى و هارون بصيغة المخاطب "أنتما" و مرّة ليدل على نوح و زوجه بصيغة الغائب "هما". إنّ القارئ يراني أُتابع اللغويين في تسمية الصيغ بالمخاطب و الغائب مجاراة لهما لكي لا أعقدّ الموضوع و لم تكتمل لبناته بعد.

نرى دخول أداة "ما" على أنت ليصبح مثنّى و على هـ لتصبح مثنّى يعطينا مفهوم الميم. إنّ الميم في القرءان تحمل مفهوم بعث الحياة في شيء ما و الثور ألف يحمل معنى التفريق في شيء ما. فموسى و هارون فردين و ليسا فردا واحدا وهذا هو سبب ورورد الثور ألف "ا" في أخر "أنتما" و "هما" للتدليل على وجود نوح وزوجه. لكن إنصهار هارون و موسى في تلّقي الرسالة و إنصهار نوح و زوجه في ولادة إبنيهما جعلهما حيّا جديدا بفعل هذا الإنصهار و هذا هو سبب ورود الميم في الضميرين. و أمّا غياب الواو أو الياء في "هما" إذ كان من المفروض أن يأتي الضمير بهذه الصيغة "هُوَمَا/هِيَما" بدليل أنّه مثنى "هو/هي" فدليل أخر على وجود البنية في القرءان إذ لو جاءت الصيغة بـ "هوما" لأعتبرنا الفردين ذكور و لو جاءت "هيما" لأعتبرنا الفردين إناث و لواصلنا في الأخذ بنظرية اللغويين أنّ هي تعني المؤنث و هو يعني المذكر و قد يقول القارئ أنّ غياب الواو أو الياء في "هما" سببه وجود ذكر هو نوح و أنثى هي زوجه و عندها سنقول فكيف قال اللغويون إذن بضرورة تغليب المذكر على المؤنث في الخطاب القرءاني؟؟؟

كان يكفي أن تأتي "هُوَما" لنعرف أنّ في الفردين المذكورين ذكرا واحدا. و الشيء المستغرب في القرءان هو إيراده لهذين الضميرين مرّة واحدة و كأنّه بهذا يحترم سقف الناس المعرفي و لا يربكهم.

لكن هذا الإحترام ليس معناه تغييب الحق، و كما سنرى فضمير "هم/هنّ" يكشف الغطاء لمن أراد أن يُبصر. فجعل اللغوين لضمير "هم" دالا على المذكر و "هنّ" دالا على المؤنث و قولهم بنظرية التغليب أي أنّ ورود ضمير المذكر "هم" كاف لإحتواء الإناث في الخطاب هو كلام لا دليل عليه بل هو خطاب ذكوري يُنبأ أن من يحمله اتبع أسلافه بدل قراءة القرءان و ظنّ أن القرءان هو إسقاط لقول أسلافه. لنقرأ بلاغات القرءان عن قرب:

1 ـ "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هنّ أمّ الكتاب و أخرُ متشابهات، فأمّا الّذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغآء الفتنة و ابتغآء تأويله، و ما يعلم تأويله إلاّ الله، و الراسخون في العلمـ يقولون ءامنّا به كل من عند ربّنا، وما يذكر إلاّ أولو الألباب"

أل عمران:7

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير