3 - ثم تحدث لحميداني عن الفضاء الدولي كما تطرق إليه (جيرار جنيت) باعتبار هذا الفضاء يتأسس بين المدلول المجازي والمدلول الحقيقي.
4 - الفضاء كمنظور أو كرؤية: وهنا يشير إلى الطريقة التي يستطيع الراوي الكاتب بواسطتها أن يهيمن على عالمه الحكائي بما فيه من أبطال يتحركون على واجهة تشبه واجهة الخشبة في المسرح.
د-الزمن الحكائي:
يميز (جرار جنيت) أن في كل رواية زمنين: زمن السرد وزمن القصة، فزمن السرد لا يتقيد بتتابع منطقي، بينما يخضع زمن القصة للتتابع المنطقي للأحداث، وقد يسبق زمن السرد الأحداث بحيث يتعرف اقلارئ إلى وقائع قبل حدوثها في زمن القصة، وقد يستخرج أحيانا أحداثا ماضية: (المفارقات السردية)، ويقترح (جنيت) دراسة الإيقاع الزمني من خلال أربع تقنيات حكائية وهي: الخلاصة – الاستراحة – المشهد – المقطع.
-الوصف الحكائي:
يحدد جنيت وظائفه في وظيفتين أساسيتين: الأولى جمالية يقوم الوصف فيها بعمل تزميني حيث يشكل استراحة وسط الأحداث السردية، والثانية توضيحية أو تفسيرية تجعل للوصف وظيفة رمزية دالة على معنى معين في إطار سياق الحكي.
II – النقد الروائي الفني في العالم العربي (من النظرية إلى التطبيق):
مثل له بـ "تيل راغب" في كتابه:"قضية الشكل الفني عند نجيب محفوظ" و"فن الرواية عند يوسف السباعي".
في الكتاب الأول:
-يبدو نبيل راغب شديد الحيرة بين الأخذ بالمعطيات النظرية التي وضعها النقاد الانجليز وبين محاولة تجاوزها.
كما أنه أكد على أن دراسته لم تحاول أن تفرض على الأعمال الروائية المدروسة نظرية معينة، بل احتكمت دائما لطبيعة الرواية نفسها، وبذلك فهو يتحرر من أية نظرية نقدية.
يطرح الحمداني سؤالا: هل كان نبيل راغب وفيا لتصوراته النظرية هذه؟
ينتقد الحمداني "نبيل راغب"، في صفة النقد الروائي الانجليزي بأنه كان يخفي مصادره، لكن نبيل راغب وقع في نفس الشيء عندما ميز أعمال نجيب محفوظ بين اربع مراحل شكلية أساسية دون أن يخبرنا كيف استطاع التوصل غلى هذا التصنيف.
بعد ذلك يتساءل الحمداني: هل استطاع الناقد أن يكون لنفسه نظرية فنية لنقد الرواية تتجاوز ما وصفه النقاد والغربيون.
نعثر على الجواب في الكتاب الثاني، حيث يحتفظ بالمنهج الفني إلا انه يدعو غلى ضرورة التخلص من أحكام القيمة.
يبدو أن موقفه كان متذبذبا بين انتقاد المنهج الفني (موير خصوصا) في الكتاب الأول، واتباع خطته في الكتاب الثاني.
يقف بعد ذلك الحمداني على أهم الانتقادات التي وجهها راغب للنقاد الإنجليز وهي:
-ليست الحبكة هي البناء الدرامي وإنما هي جزء من هذا البناء.
-ليست الرواية فنا تابعا للحياة، وإنما هي خلق جديد لها.
وهنا يتبنى الانتقاد الذي ورد في كتاب "موير" عن "جون كاروثر" دون اية إحالة أخرى، المنهج الموضوعاتي، والمنهج التاريخي، والمنهج الاجتماعي، والمنهج النفسي. هذا بالإضافة إلى استخدامه مفهوم "البناء الدرامي" دون تقديم تعريف محدد له.
على أن الفصل الثامن هو القسم النموذجي هو أيضا أخذ بالمنهج الفني، مستعملا بعض مصطلحاته ومضيفا أخرى.
محمود أمين العالم:
كتاب "تأملات في عالم نجيب محفوظ"
يسجل الحمداني مجموعة ملاحظات بخصوص هذا الكتاب:
-الفصل الأول منه عبارة عن تأملات فلسفية.
-خلو الكتاب من أي مرجع في الدراسة الفنية للرواية، الشيء الذي جعل الجانب التطبيقي منه يعتمد على ذكاء الناقد.
-لم يستطع الناقد التخلص من ثقافته الجدلية.
-إضافته البعد السوسيونصي.
-استخدامه بعض المصطلحات مع قليل من التصرف.
يستخدم مفاهيم ثلاثة متقاربة: الوحدة العضوية – الوحدة التعبيرية – الوحدة الشعرية.
خلاصة:-النقد الروائي الفني العربي لم يكن خالصا.
-بقي هذا النقد مشدودا في العموم إلى الجذور الأرسطية لتحليل الشكل.
II- النقد الروائي البنائي في العالم العربي
-الجانب النظري:
عرض الحمداني أربعة كتب، وقام بدراسة تطبيقية على أحدها (بناء الرواية، سيزا قاسم).
1 - كتاب الألسنية والنقد الأدبي، في النظرية والممارسة: د. موريس أبو ناضر.
يعتبر هذا الكتاب أو محاولة في العالم العربي يختص بدراسة أنساق الحكي ومكوناته الداخلية بمنظور بنائي معاصر، إلا أننا نلاحظ النزعة التركيبية في استخدام مناهج أخرى.
¥