نَسْأَلُ اللهَ عزَّ وَجَلَّ التَوْفِيقَ لاتبَاعِهِمَ، وأنْ يَجعَلنَا مِنْ أتباعِهِمْ.
ـ[الباز]ــــــــ[31 - 10 - 2010, 03:33 ص]ـ
أعظَمُ المُعَاقَبةِ أن لا يحسُ المُعَاقبُ بالعُقوبَةِ.
وأشَدُّ مِنْ ذلكَ أن يقَعَ السُرورُ بِما هوَ عُقوبةٌ، كالفَرَحِ بالمَالِ
الحَرامِ، والتَمَكُّنِ منَ الذُنُوبِ، ومنْ هذهِ حَالهُ، لا يَفُوزُ بِطَاعَةٍ.
وإنّي تَدَبرْتُ أحوَالَ أكثرِ العُلَماءِ وَالمُتَزَهِّدِينَ فَرَأَيتُهُمْ في عُقُوبَاتٍ
لا يَحِسُّونَ بِها، ومُعظَمُهَا منْ قبلِ طَلَبِهِمْ للرِيَاسَةِ.
فالعَالِمُ مِنْهُمْ، يَغْضَبُ إنْ رُدَّ عَليهِ خَطَؤُهُ، وَالوَاعِظُ مُتَصَنِّعٌ بِوعْظِهِ،
وَالمُتَزَهِدُ مُنَافِقٌ أوْ مَرَّاءٌ، فأَوَّلُ عُقُوْبَاتِهمْ إِعْرَاضُهمْ عنِ الحَقِ شُغْلًا بالخَلْقِ.
وَمِنْ خَفِيِّ عُقُوبَاتِهِمْ، سَلْبُ حَلَاوةِ المُنَاجَاةِ، وَلَذّةِ التَّعَبدِ.
إلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ، ونِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٍ، يَحفَظُ اللهُ بِهمِ الأرْضُ، بَواطِنُهُمْ
كَظَوَاهِرِهِمْ، بلْ أجْلَى، وسَرَائِرُهُمْ كَعَلَانِيَتِهِمْ، بلْ أحْلَى، وهِمَمُهُمْ عِندَ
الثُرَيَّا، بلْ أعْلَى، إنْ عُرِفُوا تَنَكّرُوا، وإنْ رُئِيَتْ لَهُمْ كَرَامَةٌ، أنْكَرُوا.
فالنَاسُ فِي غَفْلَاتِهِمْ، وهُمْ فِي قَطْعِ فَلَاتِهِمْ، تُحِبُّهُمْ بِقِاعُ الأرْضِ، وتَفرَحُ بِهمْ أَمْلَاكُ السَمَاءِ.
نَسْأَلُ اللهَ عزَّ وَجَلَّ التَوْفِيقَ لاتّبَاعِهِمْ، وأنْ يَجعَلنَا مِنْ أتباعِهِمْ.
شكرا جزيلا لجميل مشاركتك أخي شثاث ..
ما لُوّن بالأحمر لم توفق فيه للصواب أخي شثاث
وأما ما تحته سطر فلم تقم بضبطه.
بالنسبة لملاحظتك فقد أحسنت وأنا إنما نسخت وألصقت النص من كتاب
صيد الخاطر لابن الجوزي ولم أنتبه لذلك الرسم لأني أرى في الأمر سعة ..
والله أعلم ..
كما أني أتعمد أحيانا كثيرة إظهارها حتى لا تلتبس على القارئ مع ألا من غير تشديد.
يقول ابن قتيبة في أدب الكتاب:
باب " لا " إذا اتصلت
تكتب " أردت ألاَّ تفعلَ ذلك " و " أحببت ألَّا تقولَ ذلك " ولا تظهر " أَنْ " في الكتاب ما كانت عاملةً في الفعل؛ فإذا لم تكن عاملة في الفعل أُظهرت نحو قولك " علمت أن لا تقولُ ذلك " و " تيقَّنتُ أَنْ لا تفعل ذلك "، ومنه قول الله تعالى: (لئلاَّ يعلَمَ أهلُ الكِتابِ ألاَّ يَقْدِرونَ على شيء مِنْ فَضْلِ الله) ولأن فيه ضميراً، كأنك أردت: علمت أنك لا تقول ذاك، ولئلا يعلم أهل الكتاب أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله.
وتكتب أيضاً " عَلمتُ أنْ لا خيرَ عندهُ " و " ظننت أن لا بأسَ عليه "، فتظهر " أَنْ " لأنه بمعنى علمت أنه لا خير عنده، وظننت أنه لا بأس عليه.
وقد وجدتُ في ما قاله تناقضا ?
فقد استُشهد بالآية الكريمة في معرض إظهار أن لكنها غير ظاهرة
سواء في مثاله أو في رسم المصحف ..
وقد وردت أن لا و ألّا في رسم القرآن في مواضع عديدة
سواء أكانت أن عاملة أو غير عاملة.
لكن الالتزام بما ذكره ابن قتيبة من عدم إظهارها حال عملها
والعكس أفضل.
شكرا جزيلا مرة أخرى
ـ[شثاث]ــــــــ[31 - 10 - 2010, 02:03 م]ـ
شكرا جزيلا لجميل مشاركتك أخي شثاث ..
ما لُوّن بالأحمر لم توفق فيه للصواب أخي شثاث
وأما ما تحته سطر فلم تقم بضبطه.
بالنسبة لملاحظتك فقد أحسنت وأنا إنما نسخت وألصقت النص من كتاب
صيد الخاطر لابن الجوزي ولم أنتبه لذلك الرسم لأني أرى في الأمر سعة ..
والله أعلم ..
كما أني أتعمد أحيانا كثيرة إظهارها حتى لا تلتبس على القارئ مع ألا من غير تشديد.
يقول ابن قتيبة في أدب الكتاب:
وقد وجدتُ في ما قاله تناقضا ?
فقد استُشهد بالآية الكريمة في معرض إظهار أن لكنها غير ظاهرة
سواء في مثاله أو في رسم المصحف ..
وقد وردت أن لا و ألّا في رسم القرآن في مواضع عديدة
سواء أكانت أن عاملة أو غير عاملة.
لكن الالتزام بما ذكره ابن قتيبة من عدم* إظهارها حال عملها
والعكس أفضل.
شكرا جزيلا مرة أخرى
أستاذنا الباز
هلا تكرمت بذكر أسباب التصحيح فنفيد مما أخطأنا فيه؟
ولعلي قبلاً أستعرض مسوغاتي في بعض مما اعترضت عليه:
أن لا يحس: و أظنك تقصد أن نصبها واجبٌ هنا، ولكن أتمنى عليك أن تمر بهذه القاعدة فتصحح لي ما فيها أو تصوب لي ما أنا فيه من سوء فهمٍ لها إن كنت كذلك:
أَنْ
حرف مصدرية ونصب واستقبال، وهو مع الفعل بعده أبداً في تأْويل مصدر فقولك (أُريد أَن أَقرأَ) مساوٍ قولك: أُريد القراءَة.
ولا تقع بعد فعل دالٍّ على اليقين والقطع وإِنما تقع بعدما يرجى وقوعه مثل: أُحب أَن تسافر، و ((أَنْ)) الواقعة بعد فعل يقيني هي المخففة من المشددة مثل {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} والأَصل (علم أَنه سيكون .. ).
فإن وقعت بعد فعل دالٍّ على رجحان لا فاصل بينها وبين الفعل ترجح النصب بها: (ظننت أَن يحسنَ إليك)، وإِن فصل بينهما بـ (لا) استوى النصب والرفع تقول: (أَتظن أَلا يكافئَك؟) أَو (أَتظن أَن لا يكافئُك؟) وأَنْ في حالة رفع الفعل مخففة من الثقيلة كأَنك قلت (أَنه لا يكافئُك)، وإن كان الفاصل غير (لا) مثل (قد، سوف) تعيَّن أن تكون المخففة من (أَنَّ): حسبت أَنْ قد يسافرُ أَخوك، ظننت أَنْ سيسافرُ أَخوك.
لا يحسون: وهنا وقعت بعد لا النافية فعلاً مضارعاً مرفوعاً بثبوت النون ولا أدري أين المشكلة؟!
أو مراء: اعتبرتها معطوفاً على (منافق) فرفعتها.
الأرض: هنا وضحت لي العلة إذ فات علي أن الأرض مفعولٌ به؛ فرفعتها وهي في حكم نصب.
غفلاتهم: اسم مجرور بالحرف (في) و اتصلت بضمير مبني،وهنا لم ألحظ المشكلة أستاذي الكريم، هلا وضحتها فضلاً لا أمراً؟
بالنسبة لما تحته خط:
المعاقب: فاعل مرفوع بالضمة وهذا ما حققته في التشكيل ولم ألحظ مشكلة ما.
حاله: وهنا اعتبرتها خبر مرفوع.
شكر الله لك جهدك وكتب أجرك
¥