ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[17 - 01 - 2007, 11:15 ص]ـ
3 دول فقط من منظمة المؤتمر الإسلامي تنتج صادرات عالية التكنولوجيا
تركيا ومصر وأوزبكستان تتصدر براءات الاختراع الممنوحة والهند تفوق بلدان العالم الإسلامي مجتمعة
علي صالحي
جدة: محمود تراوري
تواجه دول منظمة المؤتمر الإسلامي البالغ عددها 57 دولة تراجعاً مخيفاً في العلوم والتكنولوجيا مقارنة ببقية بلدان العالم. وكشفت تقارير منظمة المؤتمر الإسلامي أن مؤشرات العلوم والتكنولوجيا فيما يخص البلدان الأعضاء في المنظمة تشير إلى وجود فروقات كبيرة فيما بينها، وأن تلك البلدان، سواء منفردة أو مجموعة باستثناء عدد محدود منها تتخلف إلى درجة بعيدة عن البلدان المتقدمة، ولا يوجد من بين السبع والخمسين دولة سوى 3 دول تنتج صادرات عالية التكنولوجيا.
كما كشفت التقارير وبالأرقام أن دول المنظمة تسهم بقدر ضئيل في العلوم والتكنولوجيا في العالم على الرغم مما تتمتع به من قدرات هائلة، وما تنعم به من تراث ثقافي ثري وما تفخر به من ماض علمي عريق ومتنوع بحسب مدير دائرة العلوم والتكنولوجيا بالمنظمة الدكتور علي أكبر صالحي الذي أوضح لـ "الوطن" أن العالم الإسلامي يفتقد فكر العمل الجماعي، فالسعودية مثلاً متقدمة في البتروكيماويات، وباكستان متقدمة في تقنيات الطاقة النووية والصواريخ، وماليزيا متقدمة في علوم الفضاء، وتركيا في السيارات، ويمكن ضمن التكاتف والعمل الجماعي أن تنتج منتجات تفيد الجميع، لذلك نقترح رؤية مشتركة، وتصاميم مشتركة، وتنمية مشتركة، وتصنيعاً مشتركاً وتسويقاً مشتركاً.
صالحي لم تفته الإشارة إلى أن العالم الإسلامي يعاني من مشكلة سوء الإدارة، كما أن هناك مشكلة في التعليم، وضرب مثلاً بكندا قائلا: أكبر عدد طلاب بالنسبة لـ100 ألف نسمة يوجد في كندا أي أكثر من ستة آلاف طالب، بينما في البلدان الإسلامية تبلغ النسبة أقل من 500 طالب.
ويضيف صالحي موضحاً: نلاحظ حصول تقدم كبير في مجال التعليم الابتدائي، لكن هناك 22 دولة من دول المنظمة مصنفة ضمن الدول الأقل نمواً، وهذا يحتاج إلى دعم باقي الدول الإسلامية، وهي لا بأس بها في التعليم الأساسي، ولكن نحتاج إلى الارتقاء بالجودة. واعتمد بعد مؤتمر مكة إنشاء صندوق لتخفيف وطأة الفقر، السعودية تبرعت بمليار دولار والكويت بـ100 مليون دولار، ولابد أن تصل التبرعات إلى 10 مليارات دولار لاستثمارها في الدول الأقل نموا، وهناك أمل بأن يحصل تطور في مجال التعليم.
ويجب على الحكومات الإسلامية أن تقوم بتحديد احتياجاتها وعرضها على علماء الداخل، وإذا وجدت أي دراسات واختراعات في الجامعات، يجب دعمها.
وحول تأثير الوضع السياسي والترهل الاقتصادي على المنتج العلمي، يرى صالحي أن هذا قد يعيدنا إلى جدلية البيضة والدجاجة، فإذا كنت متأخراً اقتصادياً، لا يمكن أن تنتج علوماً، وإذا كنت متأخراً علمياً لا يمكن أن يزدهر اقتصادك، نحن لابد أن نبدأ من مكان وأن نعترف بأن العلوم والتقنية تنتج ثروة اقتصادية. على الدول الإسلامية أن تؤمن بأن العلوم والتكنولوجيا شيء أساسي لنهضة الشعوب.
ولفت الانتباه إلى أن تقارير كشف واقع الأمة الإسلامية التقني والعلمي استندت إلى المقالات المنشورة في المجلات العلمية والتقنية، أحد أهم مؤشرات العلوم والتكنولوجيا، وبلغ إجمالي المنشورات العلمية والتقنية للبلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ما بين عامي 1996 و2005 م 275999 منشوراً، بينما يبلغ عدد المقالات لكل مليون من السكان 200 مقالة خلال الفترة نفسها.
وحول ما تورده تقارير الأمم المتحدة عن التنمية في العالم الإسلامي وإشارتها الدائمة إلى غياب المرأة قال صالحي: التقارير تفيد بأن نسبة الإناث في الجامعات أكثر من الذكور، في كثير من البلدان الإسلامية تجد المرأة حاضرة في السلك الأكاديمي والحياة، فالتأخر والتقدم في الجامعات لا يقاس بحضور المرأة، بل بمدى حضور النخب من الجنسين.
مشكلة العالم الإسلامي هي مشكلة الإدارة، فإذا تسلمت النخب الحقيقية مواقعها الصحيحة تسير الأمور بشكل سليم، وسوى ذلك هو ما يخلق المشاكل.
¥