تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"بل لو نظرنا إلى أن فقد الاتصال يشمل أيضا المعلق والمنقطع الخفي كالتدليس، وفقد العدالة يشمل الضعيف بكذب راويه أو تهمته بذلك أو فسقه أو بدعته أو جهالة حاله، وفقد الضبط يشمل كثرة الغلط والغفلة والوهم وسوء الحفظ والاختلاط والمخالفة لزادت أقسام كثيرة"

هذا باعتبار القسمة من حيث الإمكان العقلي، أما من حيث الوجود فهي أقل من ذلك بكثير

قال الحافظ السيوطي:

" قسمها –أي الحافظ شرف الدين المناوي شيخ السيوطي- بهذا الاعتبار إلى مائة وتسعة وعشرين

قسما باعتبار العقل وإلى واحد وثمانين باعتبار إمكان الوجود وإن لم يتحقق وقوعها، قد كنت أردت بسطها-أي أقسام الحديث الضعيف العقلية- في هذا الشرح ثم رأيت شيخ الإسلام قال: إن ذلك تعب ليس وراءه أرب .... فلذلك عدلت عن تسويد الأوراق بتسطيره "

وقد بين الحافظ-فيما نقله عنه السيوطي- وجه عدم جدوى هذا العمل فقال:

"فإنه لا يخلو إما أن يكون لأجل معرفة مراتب الضعيف وما كان منها أضعف أو لا؟ فإن كان الأول فلا يخلو من أن يكون لأجل أن يعرف أن ما فقد من الشروط أكثر أضعف أو لا؟ فإن كان الأول فليس كذلك لأن لنا ما يفقد شرطا واحدا ويكون اضعف مما فقد الشروط الخمسة الباقية وهو ما فقد الصدق وإن كان الثاني فما هو؟ وإن كان الأمر غير معرفة الأضعف فإن كان لتخصص كل قسم باسم فليس كذلك فإنهم لم يسموا منها إلا القليل كالمعضل والمرسل ونحوهما، أو لمعرفة كم يبلغ قسما بالبسط فهذه ثمرة مرة، أو لغير ذلك فما هو؟ "

وقال الحافظ السخاوي في فتح المغيث1/ 128:

"و لا يقال: أن فائدته كون ما كثر فقد شروط القبول فيه أضعف لأنه ليس على إطلاقه فقد يكون الفاقد للصدق وحده أضعف من فاقد جميع ما عداه مما ذكر .. كما أنه لا يقال: فائدته تخصيص كل قسم منها بلقب إذ لم يلقب منها إلا المرسل، والمنقطع، والمعضل، والمعلل، والشاذ، وكذا لقب مما لم يذكر في الأقسام المقطوع، والمدرج، والمقلوب، والمضطرب، والموضوع، والمطروح، والمنكر ... وحينئذ فالاشتغال بغيره من مهمات الفن الذي لا يتسع العمر الطويل لاستقصائه آكد، وقد خاض غير واحد ممن لم يعلم هذا الشأن فتعبوا في ذلك وأتعبوا .. و وراء هذا كله أن في بعض الأقسام نزاعا وذلك أن اجتماع الشذوذ مع الضعيف أو المجهول كما قاله الشارح غير ممكن على الصحيح لأن الشذوذ تفرد الثقة عند الجمهور ... "

إلا أن بعض المعاصرين قال بعد أن نقل ما سبق:

"ومع هذا فلا يمكن التقليل من أهمية هذا المجهود الطيب الذي يبين مدى عناية علماء الأمة قديما وحديثا بالسنة وتمييز أنواعها لاسيما الضعيف منها ليكون الناس على حذر يجنبهم الخطر لما لبعض أنواع الضعيف من ضرر وأثر سيء على الأمة .. "

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير