تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الحداثة: مقال رائعة للمفكر أنور الجندي]

ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[28 - 12 - 05, 12:09 ص]ـ

الحداثة للعلامة أنور الجندي

ليست دعوة مرحلية من دعوات التغريب في مجال الأدب، ومن حيث تدخل في إطار السريالية والوجودية أو مذاهب الكلاسيكية والرومانسية والواقعية، وإنما هي شيء أكبر من ذلك: إنها ثورة على الثوابت الإسلامية الأساسية عن طريقٍ خافت الضوء هو (الشعر) حتى لا تحدث ضجيجاً أو صياحاً يفسد عليها هدفها الذي تسير فيه حتى تصل إلى غايتها الخطيرة. وهي تقصد أساساً إلى محاربة القيم الإسلامية وإزاحة فكرة الأصول الثابتة، بهدف تغليب طوابع التطور المطلق، والتغيير المتوالى الذى لا يعترف أساساً بالضوابط والحدود.

ويرمي إلى فتح الطريق أمام حرية الإباحية، وتمجيد العلاقة الجنسية، والجرأة على أعلى القيم التي جاءت بها الأديان، وذلك بتحطيم هذه الضوابط والحدود.

فهي عند فحص كتابات الداعين لها، وتعمق كتاباتهم (وخاصة مانشر من أبحاث مؤتمرهم الذي جمعت أبحاثه لتكشف عن أبعاد هذا المخطط الخطير) يتبين أن وراء هذه الدعوة خطة رسمت بدقة وذكاء ومكر في نفس الوقت، قام عليها الحاقدون على كل شيء طيب كريم في دنيا الإسلام والعرب، وقد تعاقدت مطامحهم إلى توجيه ضربة للصحوة الإسلامية عن غير الطريق الذي يتوقع منه الضربات، بل عن طريق مدخل ضيق قد لا يلتفت إليه الكثيرون وهو (الشعر)

وقد جاءت حركة الشعر الحر - شعر التفعيلة - وغيرها منذ ظهورها مقدمة ومدخلاً لهذا العمل الخطير، قام على رأس هذه المؤامرة شاب علوي، خدعه النصراني (أنطون سعادة) زعيم الحزب القومي السوري، وليحمل لواء الدعوة إلى ما أسماه (فينيقيا) وتلقفته الجهات التي استثمرته لخطة عمل بعيدة المدى (علي أحمد سعيد - أدونيس) وقد أتاحت له تلك الجهات أن يحصل على الدكتوراه في الأدب العربي من معهد الدراسات الشرقية في الجامعة اليسوعية في بيروت، برسالة عنوانها (الثابت والمتحول: دراسة في الاتباع والإبداع عند العرب) حاول فيها أن يهدم صرح العربية الشامخ، ويثبت أن أصحابه غير مبتكرين أو مبتدعين، ويبرهن على أنهم لم يقدموا شيئاً للإنسانية، وفي وضع (أيدلوجية) دعوته إلى الحداثة التي خُدع بها عدد من الشباب العربي الذي عجزت خلفياتهم عن أن تحميهم من السقوط في هذا المستنقع.

دعاة الحداثة:

دعاة الحداثة كانوا كما يقول (الدكتور حمد عبد العظيم سعود) من أقليات بعضها ربما كان متهماً في دينه، وبعضها كان لا يحظى من الأغلبية بنظرة ارتياح مطلقة، أو أن هناك غالباً شيئاً عالقاً بالنفوس.

ففي سورية كان (علي أحمد سعيد) الذي زين له أنطون سعادة أن يغير اسمه إلى أدونيس) منتمياً إلى الحزب القومي السوري، وهو حزب أعلن عداوته للإسلام والعروبة معاً، إذ دعا إلى فينقة سورية، ثم تحول أدونيس بعد ذلك إلى مذهب اللا منتمي، وأدونيس هو القائل: إن السبب فى العداء الذى يكنه العرب للإبداع - كل إبداع - هو أن الثقافة العربية بشكلها الموروث هي ثقافة ذات معنى ديني) ويعرف الأستاذ ولسون في كتابه (اللا منتمي) هذا المصطلح بقوله:

(لا صلاح لهذا العالم المليء بالمتناقضات إلا بالثورة والغضب وعدم الانتماء إلى أية قيمة أخلاقية من القيم الموروثة؛ بل لا بد من مواجهة العالم بكل مشاعر الحقد والكراهية) ويقول محمد الماغوط من زملاء أدونيس "على اللا منتمي أن يحس باللا جدوى؛ لأن هذا الوجود بلا موقف، ولا دليل، ولا مستقر، ولا مرشد. فليس للا منتمي موقف إلا الإحساس بالسأم، ويتمني الموت والأنانية الفردية ورفض كل المعطيات الخارجية ".

وفي لبنان كان هناك (سعيد عقل) الذي بايعه بعض النقاد والشعراء بإمارة الشعر، وهو الذي خرج بعدها ليعلن أن اللغة العربية لا تفي بالتعبير عن المشاعر، ولا بد من استبدالها باللغات (اللهجات) العامية وأن هناك مشكلة في كتابتها، فليست كل أحرفها منطوقة، وبعض كلماتها ينقصها أحرف، ولهذا كتب ديوانه (يارا) بلغة عربية في أحرف لا تينية وهو رجل (حراس الأرز) الذين جعلوا شعارهم قتل الغرباء (أي قتل المسلمين).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير