تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تعريف الحديث الضعيف]

ـ[المشرفي]ــــــــ[16 - 12 - 05, 05:15 م]ـ

أن الحمد لله، نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله، وحده لا شريك له، واشهد أن محمد عبده ورسوله

(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون)

(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)

(يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)

أما بعد

فلطالما كان سبب اختلف المسلمين في مسائل فقهية اختلاف العلماء في الاحتجاج بحديث ضعفه بعضهم وصححه بعض إذ صار بعض الناس يردون ما في كتب الفقه لضعف الأدلة المستدل بها في تلك الكتب في الوقت الذي يتعبد فريق أخر من الناس بما في تلك الكتب معتمدين في ذلك على تصحيح من تقدم لتلك الآثار وهنا تظهر ضرورة معرفة الحديث الضعيف

هذا بالإضافة إلى مسألة العمل بالضعيف في الفضائل وما يتعلق بها من مسائل هي محل نزاع بين أبناء الصحوة خاصة، لكل هذا كان لزاما من دراسة لهذا الموضوع الحساس لتقليص دائرة الخلاف بين المسلمين وتقريب وجهة أنظارهم ما تيسر

وهذا لا يعني أن هذا الموضوع لم يطرق قبل هذا بل ألف فيه العلماء كتبا كثيرة و وردت مباحثه في معظم كتب المصطلح وأصول الفقه مبثوثة إلا أن الملاحظ في كتب بعض المعاصرين تناولهم للموضع بشيء من الأفكار المسبقة مما يحملهم-خاصة في مسألة الاحتجاج- على توجيه كلام الأئمة وفق تلك الأفكار المسبقة ولا أريد أن أسوق أمثلة على هذا وإن كانت كثيرة لأنني لست بصدد ذلك

الضعيف: تعريفه، أنواعه وحجيته

أولا: تعريف الحديث الضعيف

أ - لغة: الحديث في اللغة فهو نقيض القديم أو هو الجديد من الأشياء ويطلق أيضا على الخبر المتحدث به قال ابن منظور:

"والحديث: الجديد من الأشياء، والحديث: الخبر يأتي على القليل والكثير والجمع أحاديث كقطيع و أقاطيع وهو شاذ على غير قياس والحديث ما يحدث به المحدث تحديثا "

و وجه الشذوذ هو أن أصل في كلمة"حديث" أن تجمع على غير أحاديث كحدثاء مثلا قال الجواهري:

"قال الفراء: نرى أن واحد الأحاديث أحدوثة ثم جعلوه جمعا للحديث ".

إلا أن صاحب لسان العرب نقل عن ابن بري أنه قال:

"ليس الأمر كما زعم الفراء لأن الأحدوثة بمعنى الأعجوبة يقال: قد صار فلان أحدوثة، فأما أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فلا يكون واحدها إلا حديثا ولا يكون أحدوثة"

و أما الضعيف في اللغة فهو ضد القوي، قال ابن فارس:

"الضاد والعين والفاء أصلان متباينان يدل أحدهما على خلاف القوة ويدل الثاني على أن يزاد الشيء مثله "

والأول هو المقصود في هذا المقام قال ابن فارس:

"الضعف والضعف وهو خلاف القوة يقال ضعف يضعف ورجل ضعيف وقوم ضعفاء و ضعاف"

وقال ابن منظور في لسان العرب8/ 61:

"وقيل والضعف بالضم في الجسد والضعف بالفتح في الرأي والعقل، وقيل هما معا جائزان في كل وجه وخص الأزهري بذلك أهل البصرة"

ب- اصطلاحا:

الحديث عند أهل الحديث هو"ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية" وهو ما عبر عنه الحافظ السخاوي بقوله:

"ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم قولا له أو فعلا أو تقريرا أو صفة حتى الحركات والسكنات

في اليقظة والمنام"

سواء كان ذلك قبل البعثة أم بعدها و ذهب كثير من أهل العلم إلى ترادف كلمتي"حديث"و"خبر" لذا زادوا في التعريف السابق قولهم"أو أضيف إلى صحابي أو تابعي " أي أن الحديث في الاصطلاح يشمل المرفوع وهو ما انتهى فيه السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم والموقوف وهو ما انتهى فيه السند إلى صحابي، والمقطوع وهو ما انتهى فيه السند إلى تابعي

أما عند الأصوليين والفقهاء فالحديث عبارة عن أقواله صلى الله عليه وسلم وأفعاله و تقريراته، ولم يدخلوا في تعريف الحديث المنقول عنه صلى الله عليه وسلم من صفات خلقية أو خلقية فضلا عن المنقول عن غيره قال الزركشي معرفا الحديث:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير