تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَكَانَ مِن خَبَرِ أبي عُبيدَةَ يَومَهَا مَا رواه عُروَةُ بنُ الزُبَيرِ قَالَ: قَدِمَ عُمَرُ بنُ الخَطَابِ ? الشَامَ فَتَلَقَّاهُ أُمَرَاءُ الأجنَادِ وَعُظَمَاءُ أهلِ الأرضِ، فَقَالَ عُمَرُ: أينَ أخيْ؟ قَالُوا: مَنْ؟ قَالَ: أبُو عُبَيْدَةَ. قَالُوا: يَأتِيكَ الآنَ. قَالَ: فَجَاءَ عَلى نَاقَةٍ مَخطُومَةٍ بِحَبْلٍ فَسَلَّمَ عَلَيهِ وَسَأَلَهُ، ثُمَّ قَالَ للنَّاسِ: انصَرِفُوا عَنَّا. فَسَارَ مَعَهُ حَتى أَتَى مَنزِلَهُ فَنَزَلَ عَلَيهِ فَلَم يَرَ في بَيتِهِ إلا سَيفَهُ وتُّرسَهُ وَرَحلَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بنُ الخَطَابِ ? لَو اتَخَذتَ مَتَاعاً؟ قَالَ أبُو عُبَيْدَةَ?: "يَا أمِيرَ المُؤمِنينَ! إنَّ هَذَا سَيُبَلِغُنَا المَقِيلَ" ().

6) وفي السَنَةِ السَابِعَةِ عَشرَةَ للهِجرَةِ: حَصَرَ الرُومُ أبا عُبيدَةَ في حِمص، فبَعَثَ أبو عُبيدَةَ إلى خَالدٍ؛ فَقَدِمَ عَليهِ مِن قِنَّسْرِينَ، وَكَتَبَ إلى عُمَرَ بِذَلِكَ؛ [فَكَتَبَ إليه عُمَرُ: "سَلامٌ، أمَّا بَعدُ: فإنَّهُ مَا نَزل بِعَبدٍ مُؤمِنٍ شِدَةً إلا جَعَلَ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى بَعدَهَا فَرَجَاً، ولَن يَغلِبَ عُسرٌ يُسرَينِ: ?يَا أيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفلِحُونَ ? [آل عمران: 200] فَكَتَبَ إليهِ أبُو عُبَيدَةَ: "سَلامٌ، أمَّا بَعدُ: فَإنَّ اللهَ عَزَ وَجَلَّ يَقُولُ في كِتَابِهِ: ?اعلَمُوا أنَّمَا الحَيَاةُ الدُنيَا لَعِبٌ وَلَهوٌ .. ? إلى: ? مَتَاعُ الغُرُورِ? [الحديد:20] ". فَخَرَجَ عُمَرُ بِكِتَابِهِ مَكَانَهُ فَقَعَدَ عَلَى المِنبَرِ فَقَرَأهُ عَلَى أهلِ المَدِينةِ فَقَالَ: يَا أهلَ المَدِينةِ! إنَّمَا يُعَرِّضُ بِكُم أبُو عُبَيدَةَ أو بِيْ! ارغَبُوا في الجِهَادِ"] ().

ثُمَّ خَرَجَ عُمَرُ بِنَفسِهِ مِن المَدِينةِ لِينصُرَ أبا عُبيدَةَ فبَلَغَ الجَابِيَةَ، وكَتَبَ عُمَرُ إلى سَعِدٍ أن يَندُبَ النَّاسَ مَعَ القَعقَاعِ بنِ عَمرو، وَيُسَيِّرَهُم إلى حِمص، فَخَرَجَ القَعقَاعُ في أربَعَةِ آلافٍ، ولمَّا سَمِعَتِ الرُومُ بِقُدُومِ أمِيرِ المُؤمِنينِ عُمَرَ ليَنصُرَ نَائِبَهُ عَليهم ضَعُفَ جَانِبُهُم جِداً، وأشَارَ خَالدٌ على أبي عُبيدَةَ بِأن يَبرُزَ إليهِم لِيُقَاتِلَهُم، ففعَلَ، فَفَتَحَ الله عَليهِ وَنَصَرَهُ وَهُزَمَتِ الرُومُ هَزِيمةً فَظِيعَةً، وَذَلِكَ قَبلَ وُرُودِ عُمَرَ عَلَيهِم، وَقَبلَ وُصُولِ الإمدَادِ إلَيهِم ().

7) وَمِن أخبَارِهِ في فَترَةِ وِلايَتِهِ عَلى الشَامِ: أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ أرسَلَ إليهِ بِأربَعَةِ ألافِ دِرهمٍ، وَقَالَ للرَسُولِ: انظُرْ ما يَصنَع، فَقَسَّمَهَا أبُو عُبَيدَةَ، ثُمَّ أرسَلَ إلى مُعاذٍ بِمِثلِهَا، وَقَالَ للرَسُولِ مِثلَ ما قَالَ، فَقَسَّمَهَا مُعَاذٌ إلا شَيئاً قَالَت لَهُ امرَأتُهُ: نَحتَاجُ إلَيهِ، فَلمَّا أخبَرَ الرَسُولُ عُمَرَ قَال: "الحَمدُ للهِ الذِي جَعَلَ في الإسلامِ مَن يَصنَعُ هَذَا" ().

ذِكرُ طَرَفٍ مِن مَنَاقِبِهِ:

عَنِ عَبدُ الرحمنِ بنِ عَوفٍ ? عَنِ النَبِيَّ? قَالَ: " أبو بَكرٍ في الجنَّةِ و عُمَرُ في الجنَّةِ و عُثمانُ في الجنَّةِ و عليٌّ في الجنَّةِ و طَلحةُ في الجنَّةِ و الزُبَيرُ في الجنَّةِ و عَبدُ الرحمنِ بنُ عَوفٍ في الجنَّةِ و سَعدُ في الجنَّةِ و سَعيدُ في الجنَّةِ و أبو عُبَيدةَ بنُ الْجَرَّاحِ في الجنَّةِ " ().

ومِن أعظَمِ مَنَاقِبِهِ وَأشرَفِهَا أنَّ النَبِيَّ ? وَصَفهُ بِـ (أمِينِ الأمَّةِ) كَمَا في حَدِيثِ حُذَيفَةَ ? المُتَقَدِّمِ.

وعن ابِنِ أبِي مُلَيكَةَ قَالَ: سَمِعتُ عَائِشَةَ وسُئِلَتْ: مَنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ? مُسْتَخْلِفًا لَوْ اِسْتَخْلَفَهُ؟ قَالَتْ: "أَبُو بَكْرٍ" , فَقِيلَ لَهَا: ثُمَّ مَنْ بَعْد أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَتْ: "عُمَرُ", ثُمَّ قِيلَ لَهَا: مَنْ بَعْد عُمَرَ؟ قَالَتْ: "أَبُو عُبَيْدَةَ بْن الْجَرَّاحِ" , ثُمَّ اِنْتَهَتْ إِلَى هَذَا ().

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير