تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثُمَّ كَانَ كَتَبَ إليهِ بِالعَزِيمَةِ:"فَاظهَرَ مِن أرضِ الأردُنِّ فإنَّهَا عَمِيقَةٌ وَبِيئةٌ، إلى أرضِ الجَابِيَةِ فإنَّهَا نَزهَةٌ نَدِيَةٌ"، فَلَمَّا أتَاهُ الكِتَابُ بِالعَزِيمَةِ، أمَرَ مُنَادِيَهُ فأذَّنَ فِي النَّاسِ بِالرَحِيلِ، فَلَمَّا قَدِمَ إليه- أي: إلى رَحلِهِ- لِيَركَبَهُ؛ وَضَعَ رِجلَهُ فِي الغَرْزِ () ثَنَىَ رِجلَهُ فَقَالَ: "مَا أرَى دَاءَكُم إلَّا قَد أصَابَنِي".

قَالَ طَارقُ بنُ شِهَابٍ: وَمَاتَ أبُو عُبَيدَةَ وَرَجَعَ الوَبَاءُ عَنِ النَّاسِ ().

وَكَانَت وَفَاتُهُ ? فِي آخِر السَنَةِ الثَامِنَةِِ عَشرَةَ للهِجرَةِ ()، وَعَاشَ ثَمَانِيَاً وَخَمسِينَ سَنَةً رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَأرضَاهُ.

وقَبرُهُ اليوُمَ فِي غَورِ البَلاونَةِ عَلى الطَرِيقِ العَامِّ الذي يَقطَعُ الغَورَ مِنَ الشَمَالِ إلى الجَنُوبِ، وَعَلَى بُعدِ أربَعِينَ كِيلَاً مِن مَدِينَةِ السَلطِ، شَرقَ نَهرِ الأُردُنْ ().

وَكَانَ الظَاهِرُ بِيبَرس (المُتَوَفَّى سَنَةَ 676هـ) قَد بنى عليه مَشهَدَاً وَوَقَفَ عَلَيهِ أشَيَاءَ لِلوَارِدِينَ إليهِ ()، قاَلَ الإمامُ أبو زكريا النَوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: "وَعَلَى قَبرِهِ مِنَ الجَلَالِةِ مَا هُو لائِقٌ بِهِ، وَقَد زُرتُهُ فَرَأيتُ عِندَهُ عَجَباً" ().

وَكَانَ الفَرَاغُ مِن كِتَابَةِ هَذِهِ التَرجَمَةِ يَومَ الأحَدِ 11/شوال /1426هـ

وَالحَمدُ للهِ رَبِ العَالَمِينِ

وَكَتَبَ: أبُو الحَسَنَاتِ الدِمَشقِيُّ

() الشَّذا والشَّذْوُ: هو المِسْك. والفيَّاح: صيغة مبالغة من الفَيح. يُقَال: فاحَتِ الريح الطيِّبة فَيْحاً وفَيَحاناً: سَطَعَت وأَرِجَتْ، ولا يقال فاحت ريح خبيثة.

() «سيرة ابن هشام» (2/ 172) و «طبقات ابن سعد» (3/ 409) وغيرهما، "ومنهم من لم يذكر بين عامر والجراح (عبد الله) وبذلك جزم مصعب الزبيري في «نسب قريش»، والأكثر على إثباته". «الإصابة» (2/ 243).

() «تهذيب الأسماء واللغات» (2/ 259)، «سير أعلام النبلاء» (1/ 6)، «فتح الباري» (7/ 93).

() رواه الطبراني (326) والحاكم (5142) عن ابن إسحاق، وذكر الواقدي في روايته أن اسمها " أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة " طبقات ابن سعد (3/ 409).

() ذكر ذلك ابن خياط في «طبقاته» ص27، ص300 ولكن ابن حجر لم يترجم لها في «الإصابة».

() «طبقات ابن سعد» (3/ 409) ورواه ابن عساكر في «تاريخه» (25/ 437) عن ابن مَندَه.

() رواه ابن سعد (3/ 414) والحاكم برقم (5149) عن مالك بن يَخامِر. ومعنى (معروق الوجه): قليل لحم الوجه، والجَنَأ: ميل في الظهر، والثَرَم: هو انكسار السن من أصله.

() رواه ابن عساكر في «تاريخه» (25/ 490) عن الحافظ أبي حفص الفلاس، ونحوه في «طبقات ابن سعد» (3/ 414) عن رجال من قوم أبي عبيدة، والكَتَم: نبات يُختضب به.

() رواه ابن سعد في «طبقاته» (3/ 409) وانظر: «سير أعلام النبلاء» (1/ 8).

() ذكر ذلك الواقدي وابن إسحاق، كما في «طبقات ابن سعد» (3/ 409) و «سيرة ابن هشام» (2/ 172).

() ذكره ابن سعد في «طبقاته» (3/ 410).

() أخرجه مسلم (2528) عن أنس موقوفاً، وقيل: إن الرسول ? آخى بينه وبين سعد بن معاذ كما رواه ابن عساكر في «تاريخه» (25/ 446) عن ابن إسحاق، وفي رواية الواقدي أنه آخى بينه وبين محمد بن مسلمة كما في «طبقات ابن سعد» (3/ 409)، وهناك روايات أخرى، والأولى - كما ترى - ثابتة في الصحيح.

() أخرجه الطبراني في «الكبير» (364) والحاكم (5152) والبيهقي في «سننه» (17613) وأبو نعيم في «الحلية» (1/ 101)، وجوّد إسناده الحافظ في «الإصابة» (2/ 242) إلا أنه منقطع فعبد الله ابن شوذب توفي سنة 156هـ. قال ابن الأثير: "وكان الواقدي ينكر هذا ويقول: توفي أبو أبي عبيدة قبل الإسلام، وقد رد بعض أهل العلم قول الواقدي". «أُسد الغابة» (1/ 560).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير