تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الغربيين تختم بألف مثل (بيتا) بيت, (ماي) ماء, (شمايا) سماء, (عليما) غلام. وهكذا .. أما السريانيون الشرقيون فإن الأسماء تختم عندهم بواو قبلها ضمة واسمه تعالى باللغة العبرانية (إلوهم) ولا تختلف الشعوب السامية فيما نعلم في اسم الله تعالى إلا فيما رأيت من تغيير الحركات ثم قال:" وإذا أراد الصبي أن يتغوط أعلم أمه وقال ع ع وهو موضوع في السريانية لإخراج خبث ذات الصبي", قال محمد تقي الدين: يا أسفا على العقول التي تصدق مثل هذا الهذيان ومن سوء الحظ أن كثيرا ممن يدعون أو يدعى لهم أنهم علماء في المغرب وفي مصر يصدقون هذا البهتان فنقول لهذا المخبول: إذا كانت السريانية بزعمك لغة الأرواح أي أرواح بني آدم كلهم وأن الصبيان الرضع لقرب عهدهم بعالم الأرواح بقيت على ألسنتهم هذه الكلمة السريانية فما بال صبيان العالم الرضع لا يتكلمون بها في أي شعب من الشعوب إلا في المغرب الأقصى فلعل صبيان المغاربة حفظوا ما نسيه جميع صبيان العالم وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: "إن مما بقي من كلام النبوة الأولى (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) ". على أن حرف العين خاص بالشعوب السامية التي خرجت من جزيرة العرب ولا يوجد عند غيرهم, فالشعوب التي ليس في لغتها عين كالأوروبيين مثلا لا يستطيع الشخص الذي لم يسمع العين ولم يتدرب عليها مدة طويلة لا يستطيع أن ينطق بها أبدا إلاّ إذا خالط شعبا ساميا كالعرب والسريانيين والآشوريين والعبرانيين والقبط والبربر مدة طويلة وقد يخالطهم زمانا طويلا ولا يستطيع أن ينطق بها. والحق أن الكلمات المختصرة التي ينطق بها الصبيان في بعض البلدان إنما تلقنوها من أمهاتهم يضعنها لهم مختصرة ليسهل نطقهم بها في بعض البلدان فيسمون الخبز بابّ، والماء أمبوا، والتمر نينى أو نان, والطفل الصغير الذي هو مثلهم موم, وهنا في المدينة يقلبون الميم نونا فيقولون (نون) وقد جمع بعض المستشرقين لغة صبيان العرب من مثل ما تقدم فاجتمع عنده مائة وخمسون كلمة وهذا كما تقدم من تلقين الآباء والأمهات ولا علاقة له بالسريانية ولا بلغة الأرواح وذكر المؤلف كلمات أخرى من هذا القبيل لا نطيل بذكرها, ومن أراد الاطلاع عليها فلينظرها في الكتاب المذكور.

ثم قال مؤلف كتاب الابريز: "وسألته رضي الله عنه عن سؤال القبر هل يكون بالسريانية أم بغيرها وقد قال الحافظ السيوطي في منظومته:

ومن غريب ما ترى العينان أن سؤال القبر بالسرياني

قال شارح هذه المنظومة نقلا عن كتاب للسيوطي سمّاه شرح الصدور في أحوال الموتى والقبور. "وقع في فتاوى شيخ الإسلام علم الدين البلقيني إن الميت يجيب السؤال بالسريان". قال الناظم: "ولم أقف له على سند". قال محمد تقي الدين: عفا الله عن السيوطي كيف ينقل شيئا لا يعتقد صحته, ولم يجد له دليلا, وهو من أمور الغيب ثم لا يرده, بل يكتفي باستغرابه. وقوله: ومن غريب ما تقرؤه العينان من الآراء في الكتب قول البلقيني أن سؤال القبر بالسرياني يدل عليه قوله في البيت الذي يلي البيت السابق:

كذا يقول شيخنا البلقيني ولم أره لغيره بعيني

فيه تكلف لأن العينين لا تريان سؤال القبر. ثم قال وقد سئل الحافظ ابن حجر عن ذلك فقال: "ظاهر الحديث أنه باللسان العربي ويحتمل مع ذلك أن يكون خطاب كل واحد بلسانه وهو متجه".اهـ. فقال رضي الله عنه يعني شيخه عبد العزيز الدباغ. نعم سؤال القبر بالسريانية لأنها لغة الملائكة والأرواح ومن جملة الملائكة ملائكة السؤال وإنما يجيب الميت عن سؤالهما روحه وهي تتكلم بالسريانية كسائر الأرواح؛ لأن الروح إذا زال عنها حجاب الذات عادت إلى الميت حالتها الأولى. قال رضي الله عنه: والولي المفتوح عليه فتحا كبيرا يتكلم بها من غير تعلم أصلا لأن الحكم لروحه فما ظنك بالميت فلا صعوبة عليه في التكلم بها. فقلت يا سيدي نريد من الله ثم منكم أن تمنوا علينا بذكر كيفية السؤال وكيفية الجواب باللغة السريانية؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير