تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقال رضي الله عنه: أما السؤال فإن الملكين يقولان له بلفظ السريانية (مرازهو) وضبطه بفتح الميم وبها تشديد ضعيف وبفتح الراء المهملة وبعدها ألف وبعد الألف زاي مسكنة وبعد الزاي هاء مضمومة بعدها واو ساكنة سكونا ميتا. فله ذلك ومعنى هذه الحروف المسئول بها يعرف بأصل وضع الحروف في اللغة السريانية فأما الميم المفتوحة وهي الحرف الأول فإنها وضعت لتدل على المكونات كلها والمخلوقات بأسرها، وأما الحرف الثاني وهو الراء فإنه وضع للخيرات التي في تلك المكونات، وأما الزاي فإنها وضعت للشر الذي فيها. وأما الهاء التي بعدها صلة فإنها وضعت لتدل على الذات المقدسة الخالقة للعوالم كلها سبحانه لا إله إلا هو.

ثم قال وأما الجواب فإن الميت إذا كان مؤمنا فإنه يجيبهما بقوله مراد أزيرهو، وضبطه بفتح الميم وفيها تشديد ضعيف وبعدها راء مفتوحة بعدها ألف ساكنة بعد الألف دال ساكنة وبعد الدال همزة مفتوحة وبعد الهمزة زاي مكسورة بعدها ياء ساكنة سكونا ميتا وبعد الياء راء ساكنة وبعد الراء هاء موصولة بواو ساكنة سكونا ميتا.

ومعنى هذه الحروف: أن الحرف الأول أشير به كما سبق إلى المكونات كلها والمخلوقات بأسرها، وأشير بالحرف الثاني إلى نور محمد صلى الله عليه وسلم وإلى جميع الأنوار التي تفرعت منه كأنوار الملائكة والأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وأنوار اللوح والقلم والبرزخ وكل ما فيه نور، وأشير بالحرف الثالث وهو الدال المسكنة إلى حقيقة جميع ما دخل تحت الحرف الذي قبله فكأنه يقول: نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حق وسائر الأنبياء حق وسائر الملائكة حق لا شك في جميع ذلك وجميع ما دخل تحت الحرف السابق، وأشير بالحرف الرابع وهو الهمزة المفتوحة إلى مدلول ما بعدها فالهمزة المفتوحة في لغة السريانية من أدوات الإشارة كلفظة هذا أو هذه في العربية، والزاي التي بعدها وضعت لتدل على الشرك كما سبق فيدخل فيها جهنم وكل ما فيه ظلام وشر، وأشار بالراء المسكنة إلى حقيقة كل ما يدخل تحت الحرف الذي قبله وهي الزاي المكسورة المشبعة بالياء الساكنة، وأشير بالهاء الموصولة إلى الذات العلية من حيث أنها خالقة ومالكة ومتصرفة وقاهرة ومختارة فحاصل معنى الجواب أنه قيل جميع المكونات ونبينا الذي هو حق وسائر الأنبياء الذين هم حق وكافة الملائكة الذين هم حق وجميع الأنوار التي هي حق وعذاب جهنم الذي هو حق وكل الشر الذي هو حق هو سبحانه خالقها ومالكها ومتصرف فيها المختار فيها وحده لا معاند له ولا شريك ولا راد لحكمه. قال رضي الله عنه فإذا أجاب الميت بهذا الجواب الحق قال له الملكان عليهما الصلاة والسلام ناصر. وضبطه بفتح النون في أوله بعدها ألف وبعد الألف صاد مكسورة وبعد الصاد راء ساكنة ومعناه يُعلم مما وضعت له حروف في السريانية فالحرف الأول وهو نا بالنون المفتوحة بعدها ألف للنور الساكن في الذات المشتعل فيها والحرف الثاني وهو الصاد المكسورة وضعت لتدل على التراب، والراء الساكنة تدل على حقيقة المعنى السابق، فمعنى هذا الكلام حينئذ نور إيمانك الساكن في ذاتك الترابية. أي التي أصلها من التراب صحيح حق مطابق لا شك فيه فهو قريب من قوله في الحديث: "نم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا".

وسألته رضي الله عنه عن كلمات من القرآن اختلف العلماء فيها هل هي سريانية أم لا؟ فمنها أسفارا, قال الواسطي في الاشاد هي الكتب بالسريانية وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال هي الكتب بالقبطية قاله في الإتقان في علوم القرآن. فقال رضي الله عنه هي سريانية وهي الكتب كما قال الواسطي رحمه الله ومعنى الكلمة تلك محاسن الأشياء التي ليست طوق البشر لأن الهمزة المفتوحة إشارة لما يليها كما سبق. والسين المسكنة وضعت لمحاسن الأشياء. والفاء المفتوحة اسم لما ليس في طوق البشر، والراء المفتوحة إشارة أخرى إلى تلك المحاسن فكأنه يقول إن الكتب فيها هذه المحاسن التي لا تطاق والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير