قال المخالف: ((فقد تجاسر الألباني على السنة الصحيحة المفيدة للعلم , وأودعها في الضعيف , وهو قوي النفس في نقد أحاديث الصحيحين .... نعم الحديث من طريق أنس لا يصح ..... )).
قلت: وهذا ما قاله الألباني , قال: ((ضعيف عن أنس , وثبت خلافه)).
يعني خلاف ما أخرجه أبو داود عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب لبنًا فلم يمضمض.
فهذا هو المحفوظ عن أنس , لذا أخرج الشيخان وغيرهما حديث ابن عباس، ومن فقه
الألباني أنه قيّد الضعف بـ (عن أنس).
وهذا عين ما فعل البوصيري في زوائده على ابن ماجه!.
4 - ومنها: أحاديث المبهم:
حديث شذ المخالف وحسنه في (6/ 219). وحديث المبهم ضعيف عند أهل العلم , لكنه مولع بالشذوذ!.
5 - ومنها أحاديث من جرح بجرح مفسر ولم يعتد به المخالف على طريقته الشاذة:
وهذا قسم كبير لا يلزم الألباني منه شيء , كأحاديث: الأفريقي , المثنى بن الصباح , قابوس بن أبي ظبيان , يحيى الحماني , عبد الله بن عمر العمري , قرة بن عبد الرحمن , الحكم بن عطية وغيرهم.
والشيعي عطية بن سعد العوفي , وعلي بن زيد بن جدعان.
6 - ومنها: أحاديث مدلس تمحل في نفي تدليسه:
كأحاديث أبي الزبير عن جابر مما ليست من رواية الليث بن سعد عنه , فقد ادعى أنها
صحيحة , صرح أبو الزبير بالسماع أم لم يصرح.
7 - ومنها: أحاديث منقطعة تمحل لرد الانقطاع:
مثل: أحاديث أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود , عن أبيه , رد هذا الانقطاع وأثبت
اتصالها بالزور والكذب , مع أن أبا عبيدة نفسه يقول إنه لا يذكر شيئًا عن أبيه!.
2 - كذبه على الألباني بادعاء إهمال الموقوفات و المقاطيع في تقوية الضعيف:
قال المخالف في المقدمة (ص 26): ((أحاديث الأحكام لها وضع خاص عند أئمة الفقه والحديث , وهم يتبعون عدة طرق لتقويتها , وبعض هذه الطرق غير مشهورة بيننا.وقد أبان الإمام الشافعي , ثم أبو عيسى رحمهما الله تعالى طرفًا من هذا , وإن كان الإمام الشافعي رضي الله عنه في الرسالة أعمق وأشمل , فكلاهما قد اتفق على أن الآثار الموقوفة تقوي المرفوع , والألباني لم يوجه عنايته لهذه الآثار المقوية للمرفوع , والنتيجة معروفة.
نعم وجدته مرة واحدة يقوي المرفوع بالموقوف , ففي الإرواء (رقم 431) ضعف حديث الحسن
بن علي عليهما السلام في القنوت , وفي آخره الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم , ثم قال:
((ثم اطلعتُ على بعض الآثار عن بعض الصحابة , وفيها صرتهم على النبي صلى الله عليه وسلم في آخر قنوت الوتر , فقلتُ بمشروعية ذلك , وسجلته في تلخيص صفة الصلاة , فتنبه)).
وفي الحاشية علّق على ذلك قائلاً: ((بناءً على تقوية المرفوع بالموقوف , وعلى طريق الألباني , لا يمكن أن يقال أن الضعيف بقى على ضعفه وهذه الآثار صيرته صالحًا للاحتجاج لا يُقال ذلك لأن طريقة الألباني هجر الضعيف بأنواعه)).
قلتُ: وهذا كله تحريف للواقع , بل الألباني لا يهمل الموقوفات ولا المقاطيع , ولا يستعلي على فتاوى أهل العلم وعملهم يمعنى , أو حكم حديث مّا , وله فقه ونظر في تقوية الضعيف بهذه الأدوات لا يدركه المتاجرون في السقط.
- استشهاد الألباني ـ رحمه الله ـ بالموقوفات وهو كثير
أمثلة من الصحيحة:
ح (64): ((من قال سبحان الله العظيم وبحمده , غُرست له نخلة في الجنة)).
أورد له شواهد منها موقوف:
قال (ص 135): ((ثم وجدتُ ما يشهد له وهو ما أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 127/1) عن
عمرو بن شعيب , عن عبد الله بن عمرو قال: من قال: سبحان الله العظيم وبحمده ,
غُرسَ له بها نخلة في الجنة. ورجاله ثقات , إلا أنه منقطع بين عمرو، وجده ابن
عمرو , وهو وإن كان موقوفًا فله حكم الرفع ... )).
ح (223): ((يجيء صاحب النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجهه)).
فال (ص 439): ((رواه ابن خزيمة من طريق ثلاثة من الثقات , عن ابن سوقة به، عن
ابن عمر موقوفًا عليه , ولم يرفعوه , ولا يعل ذلك رواية عاصم المرفوعة , بل يزيدها
قوة , لأنه في حكم المرفوع كما هو ظاهر , والله أعلم)).
قلتُ: فقوله: ((يزيدها قوة)) , يوضح منهج الشيخ في تقوية المرفوع بالموقوف ,
وأن ما ذكره المخالف خلاف الواقع.
ح (221): ((الصوم يوم تصومون , والفطر يوم تفطرون)).
¥