تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و الظاء المشالة-، و نسبته إلى بني سعيد، و وصفه بفرعون التجكانيين، بل حمله الغيظ و البغض إلى وصف والده بالغفلة في حكاية مع (بوحمارة) عندما زار طنجة، و قد أودع هذه الفضائح و غيرها كتابه (السفينة المشحونة) التي جمعها مضاهاة لشقيقه مؤلف (جؤنة العطار) كما نفسها عليه شقيقه الآخر عبد الحي، فألف (المجتبى) في مجلد، وعندما وقفت على هذه الكتب استعذت بالله من الشيطان الرجيم، و أنشدت قول الشاعر: [البسيط]

لقد حَكَيْتَ ولكنْ فاتَكَ الشَّنَبُ

ثم ذكر عزنان أنه سمى رسالته (نهج السداد و التوفيق، في دحض افتراآت المفترين على الشيخ أحمد ابن الصديق)، و لكن شيخه و قدوته غيّر اسمها إلى (دفاع عن كرامة و عرض ... ). قلت: و حقه أن يسميها (نهج الحِداد و التلفيق ... ) حتى يكون هناك انسجام بين المحتوى و العنوان.

الطرة 6:

في ص 6 - 7 ذكر عزنان ترجمة الشيخ، و قد ضخم بها حجم الرسالة، لأن ترجمته معروفة على بلايا فيها، من ذلك نقل عزنان عن شيخه –و أًكْرِمْ به من شيخ- الزنيم المقبوح، الأنوك المتعالي، محمود سعيد ممدوح، و هو من أسماء الأضداد، أنه -أي أبا البيض- حافظ بشهادة جمع، و أنه امتاز عن الحفاظ بالأمالي الحديثية، و المستخرجات، و أنه كان يملي بجامع طنجة ثمانين حديثا هكذا بالضبط الخ. و أقول: بأن محمودا المصري و تلميذه عزنان لا يعرفان الشيخ و لم يرياه، فكيف ينقلون عنه ما لا علم لهم به عمن لا يعرفونه، و الواقع أن أبا البيض لم يكن كذلك تماما، ولكثرة مخالطته لكتب الحديث كان كغيره من علماء الحديث المعاصرين يستحضر متونا متداولة من أحاديث الأحكام، و من الطرائف ما كنت أسمعه بمصر و الشام و الحرمين من بعض الأغرار الذين لا علم لهم كمحمود و عزنان أن أبا البيض كان يستظهر الصحيحين معاً، و بعضهم يقتصر على صحيح البخاري، فكنت أرد عليهم بأنه لو كُلف سرد كتاب واحد من كتب الصحيح عرضا لما استطاع، و أماليه كان يتكلّف لها و يعاني حفظ أسانيده النازلة، و لا يبلغ هذا نحو عشرة أحاديث إلى عشرين، أما ثمانون فأجزم جزما قاطعا أنه لم يفعل و لا يستطيع، و أحسن الإخوة إلقاءً وأكثرهم حفظا الشيخ الزمزمي رحمه الله، أما الثلاثة الآخرون، فعبد الله كان ألثغ تقريبا يشق عليه الحفظ و الكتابة، و عبد العزيز لم يستطع قراءة حديث أبي مسلم الخولاني و هو من أحاديث الأربعين النووية، و أنا معه بدار الحراق بتطوان؛ بل لم يكن يحفظ القرآن و لا نصفه، و أعجز منه في هذه الناحية الأصولي المنطقي!! عبد الحي، ثم إن الأمالي و المستخرجات لا فائدة كبيرة فيها، وإن كان لها اعتبار فقبل ظهور المطابع كحفظ الأسانيد، و المستخرجات إيراد أسانيد نازلة جداً من المؤلف إلى شيخ المستخرج عليه بطريقة مملة جداً، و قد فُرغ من هذا النوع من الحديث بما أُلف فيه من مستخرجات على الكتب الأمهات، فهذه لقدمها يستفاد منها في تقوية الحديث و جمع ألفاظه، و قد أطلعني الشيخ على (وشي الإهاب) عشية قدومه طنجة قادما من سلا بعد خروجه من الاعتقال، فإذا هو في ثلاث مجلدات ضخمة كلها أسانيد لا تتخللها فوائد و لا علم إلا نادرا، أما عن سلوكه و أخلاقه و وطنيته و ثورته ضد الإسبان، فالحاضر (كبوخبزة) يرى ما لا يرى الغائب، فإن الشيخ كان منقلبا، فهو مع الإسبان كغالب أقاربه ما داموا يُعطونه، و قد ذهب إلى إسبانيا ولقي الجنرال فرانكو مهنئا بعد الحرب الأهلية فأهداه هذا سيارة، باعها بسبتة، و قد حدثتني حَماتي و هي شقيقته، أنه أقام مأدبة كبرى للحكام الإسبانيين اشترى لها خمسين صحنا من الخزف الصيني الرفيع، و ظل النساء يصنعن الحلويات أياما عدة لإطعام الكفرة المستعمرين، و الغريب أنه لم يحضر لمأدبته المقيم العام، و إنما حضر الحكام المدنيون، و قد تمخضت تلك الحماقة التي زعمها جهاداً وحرب عصابات عن مآسي ذهب ضحيتها ناس، و عُذب ناس، و نالني من رشاشها، و لم يرض الشيخ الزمزمي بما يفعل شقيقه فهاجر إلى تطوان، أما حرصه على إحياء السنة، و منها خُروجه حافياً بطنجة فهو من آثار عين (برقان) التي ذكر المؤرخون أن من شرب منها اختل عقله، و هذا كثير في تصرفات الشيخ، و مما لا يعرفه عزنان و شيخه مقبوح أن الكتانيين –وهم أصدقاؤه الخُلَّص- كانوا يقولون عنه بأن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير