تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عن الحديث و يقول: إذا صح عندكم فأعلموني به لأذهب إليه، فهو و الحالة هذه بالنسبة لأبي البيض وجود مع العدم، ولكن لا غرو، فإن أبا البيض ولغ في عرض الإمام و وصمه بالبلادة، و عداوة الصوفية، و النصب كما ستراه إن شاء الله في فصول (الصحيفة)، أما كلمة السيد عبد الرحمن بن الباقر الكتاني فيكفي في ردها قراءتها، و هو كسائر الكتانيين يُلقون الكلام على عواهنه، و شعارهم في ذلك كما يقول أهل فاس: (اللِّي ما فيهْ صايَرْ كْثَّرْ منه) هذا بالعامية، و مقصودهم بالفصحى: (كَثِّرْ مما لا نفقة ترجى من ورائه)، و قد سمعت من بعضهم أن أبا البيض علمه أكثر من عقله، و الواقع أنهم لم يكونوا يعتقدون فضله بهذه الدرجة، و إنما كانوا يجاملون

لحاجة في أنفسهم، و الألفاظ العربية تفقد مدلولها الصحيح عندهم كما تراه في كتب أبي البيض في تراجم والده و جده، و كلمة فَنيدة (بشرى الحديوي) التي حققت بَلْ شَوَّهَتْ (حُصول التفريج) أنها سمعت بلا فْريج ينقل عن شيخه الألباني أنه ما كان يصف أحدا بالحافظ إلا أبا البيض، فالسند ضعيف؛ بل منكر، و أنا تلميذ الألباني، و قد ذاكرته طويلا في شأن الغماريين، و قد تعرض في كتابه الممتع (تحذير الساجد عن اتخاذ القبور مساجد) لأبي البيض و وصفه وصفا صادقا فهو المعتمد، ثم لماذا لا يعتمد عزنان زُحار شهادة أبي البيض للألباني بأنه من الأفراد في علوم الحديث، و أنه كان يتقنه جداً جداً كما كتبه بخطه إليَّ على قلة إنصافه مع معاصريه، و العجب من وصف شيخه إمام السَّقا له بالمهارة في النحو، و فرط ذكائه و سرعة إدراكه له، و هو مع ذلك لُحَنَة، و ربما جمعت من لحنه المتكاثر ما يُغَبِّر في وجه هذه الشهادة، و يُلغي بركة والده، و من الإنصاف الاعتراف بتقدم شقيقه عبد الله عليه في هذا المجال، فلا تجده يلحن أبدا، مما يؤكد أنه مؤلف شرح الجرومية "تشيد المباني" المطبوع الذي نازعه فيه أبو البيض، و ليس له فيه إلا الإسم، ثم ذكر عزنان أبياتا من الشعر، و منها أبيات لي مدحته قبل أن أتوب إلى الله، قال: و قال درقاوي خائب. كما سبق أن قال أيضا عند الإشارة إلى الرائية التي أعلنت فيها توبتي من الزاوية، و نشرها مصطفى أبو سفيان في طليعة كتابه العُجاب (تنبيه القاري)، و أنا أسجل اعترافي بمدحي لأبي البيض قبل أن أعرفه، و أقف على فواقره، لا كما قال عزنان الخائب بحق، خَيَّب الله سعيه، و عجل نعيه، بأنني قلت هذا قبل وثبتي على الشيخ لا لداع، و الحق أن الوثبة المسدّدة كانت لدواع عدة، و هي البوائق التي أفردت لها هذه (الصحيفة).

الطرة 8:

ثم أفرد عزنان زُحار فصلا لكلام غير العلماء في الشيخ، و هو فصل (لا محل له من الإعراب) لأنه لا علاقة له بالترجمة، بل أولئك الذين نظّر عزنان بهم في الموضوع هم في الواقع أعداء لُدّ للشيخ، و لو كان حيا لبَسَرَ و عَبَس في وجه عزنان الإمعة لذكرهم معه، و طرده من بيته، وبصق عليه، و إلا فكيف يذكر الكوثري، و هو و تلميذه أحمد خيري باشا المصري و عزت العطار الحسيْني نشروا بالقاهرة مناشير يلمزون فيها أبا البيض بالأُبنة و اللواط و السّكر و ما إلى ذلك، و قد وقعت بيدي هذه المناشير، و أخذها الأخ بدر العمراني، و كتب عليها ردّا سماه: كشف المستور، عما تضمنه هذا المنشور. و القرضاوي، و محمد سعيد رمضان البوطي الكُردي (لا رمضان فقط فإنه أبوه)، و متولي الشعراوي، و عبد الفتاح أبو غدة، يحسن أن يراجع عزنان فيهم شيخه أبا الفتوح لنعرف موقفه منهم، فإنهم بلا شك من دعاة الضلال، و كلمات أبي غدة في نقد الألباني أرسلها إليّ و اعتذر عما فيها، و رجا مني أن لا أشيعها، و قد رد عليها الألباني برسالة مطبوعة سجل فيها حقائق ينبغي الاطلاع عليها عن صوفية الشام، و أحنافه، و فرط جهلهم، و بالغ عدائهم للسلفيين، حفظهم الله و وفّر جمعهم، و كبت أعداءهم، و أشار عزنان قبل ذلك إلى أن (تنبيه القاري) من إملائي على مصطفى، و هو ترديد لكذب فارغ فرغنا منه، كما أشار إلى وطنية أبي البيض و أبيه، و لا أحب أن أتناول هذا الموضوع و عندي فيه وثائق تدفع المنكر، و تُفحم المعاند، و كذلك جاسوسية الشيخ عبد الله التي ورط فيها نفسه و اعترف بها، وكانت سببا في محنته، و لنا فيها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير