تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأشاعرة و الماتريدية، لا الأشعري رحمه الله فقد ألهمه الله التوبة، و أعلنها في كتبه (مقالات الإسلاميين و اختلاف المصلين) و (الإبانة عن أصول الديانة) و (رسالة إلى أهل الثغر)، و هي كلها مطبوعة، و تتضمن عقيدة السلف الصالح التي تمسك بها أبو الحسن، إلا بقايا قليلة من رواسب الماضي، و لا تثق بأبي البيض الذي ضرب عُرض الحائط بكل هذا، و أصر على نعت أبي الحسن بالتجهم و الاعتزال عنادا و جهلا.

ثم تكلم زعنان عن مسألة التفضيل، و أنكر أن يكون أبو البيض ردّ قاعدة عدالة الصحابة وأنه يطعن في كوكبة شريفة منهم، و يعلن كُفْرهم و لعنهم، و يدعو إلى ذلك باللسان و القلم، ولذلك نعتناه بالرفض اعتمادا على حكم أئمة كبار السلف، و هو يستقي في هذا من شيخه و مُضلّه أبي الفتوح الذي حاول ستر الشمس بالغربال، نعم نحن لا نقول بأن أبا البيض كان يقع في الخلفاء الثلاثة أبي بكر و عمر و عثمان؛ بل كان يترضى عليهم، و يؤمن بخلافتهم، و لكن شيطان التصوف و التشيع و التقية لم يمهله حتى أفسد عليه عقيدته فزعم أن تلك الخلافة سياسية ظاهرة، وخلافة باطنية عرفانية؟ ثم إنه مع اعترفه بالخلافة السياسية الظاهرية، كان يعتقد فضل علي عليهم وعلى سائر الصحابة، و يؤمن بالوصية و ينعت عليا بالوصي كأسلافه الروافض، و هذا مثبت في كتابيه (جؤنة العطار و البرهان الجلي) و غيرهما، و هنا كلمة حكيمة هي كفيلة بتنبيه من انحرف مع توفيق الله و عنايته، و هي قول غير واحد من علماء السلف (كأيوب و الدارقطني): "من قدم عليا على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار ". على عثمان فقط فكيف إذا تجاوزه إلى الشيخين!؟ و هي –كما ترى- كلمة فصل أصابت كبد الحقيقة، لأنها عقيدة الصحابة كلهم، و من اعتقد غيرها فقد عاب الصحابة و رماهم بما لا يجوز من العناد، و مخالفة الحق، و الاجتماع على الباطل، و حاشاهم رضي الله عنهم و أرضاهم، و قمع من وقع فيهم و قلاهم، ثم أفاض عزنان زحار في الكلام على عقيدة أبي البيض، و أنها سلفية صرفة، و احتج بفصول من كلامه في بعض رسائله، ومنها رسالة –قال خيب الله ظنه، و أبكى سنّه: في رسالة خاصة إلى بعض تلامذته الخائبين –يعنيني- ما مفاده أنه يشيد بما أشار إليه الهلالي من قراءة اجتماع الجيوش لابن القيم الخ، و هذا تأييد أعرج، لأنه كان يؤمن ببعض الصفات الخبرية، و يذهب إلى التفويض، و لم يكن على علم بمعناه تماماً، و هو مناف لمذهب السلف المؤمنين بمعاني الصفات كلها، و إنما كانوا يفوضون في الكيفية فقط، علاوة على إيمان أبي البيض بأن المعية ليست بالعلم، بل بالذات، يعني –عامله الله بما يستحق- أن الله تعالى عما يقول موجود بذاته في كل مكان كيفما كان، حتى الحُشوش و المزابل، و أنه لا يخلو منه زمان و لا مكان؛ بل يعتقد أنه سبحانه عن افتراء المفترين، و جهالة الجاهلين، عين المخلوقات؛ بل كان يعتقد أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم حاضر بنفسه في كل زمان ومكان، و لا يخلوان منه، و نسخ بيده رسالة للحلبي ما زالت بين كتبه التي باعها للإسبان بخزانة تطوان، و قد طبعت في ملزمة صغيرة بمصر يذهب صاحبها الملقب بنور الدين أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم هو الإنسان الكامل كما يقول عبد الكريم الجيلي أحد غلاة الاتحادية، الذي أغوى أبا البيض فتورط في هذا الوحل الوثني، و هو اعتقاد أن النبي هو أكبر مظهر إلاهي في الأرض، و لعل زعنان سمع من إمامه الدّعي أن أبا البيض كان من المهووسين المستهترين بوحدة الوجود، الدعاة إليها، و الراقصين على أنغامها، الهائمين بتذوقها!؟ و سنبين هذا في فصله، فهل هذه عقيدة السلف الصالح، أم عقيدة إبليس و حزبه الذين يكيدون الإسلام، و يعملون على تخريبه من الداخل.

الطرة 13:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير