تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

متجاوزاً ما لم تصله فحولُ

في خدمة الإسلام كان لفاضل

والعلم دورٌ رائدٌ وجليلُ

ما كان إلا عبقرياً لامعاً

في كل حقل جهده مبذولُ

متفهمٌ للعصر منفتح على

آفاقه رحب المجال أصيلُ

فالله يجزيه المثوبة جنة

الظل فيها وارف وظليلُ

والله يلهم أهله من فضله

صبراً وأجر الصابرين جزيلُ

والقدس من رجس اليهود تطهرت

ودم الشهيد بساحها مطلول

والكرم والزيتون هبَّ مزغرداً

وجبالها قد حررت وسهولُ

وتدفق الطوفانُ يكتسحُ العدا

وهتافه التكبير والتهليلُ

فلتمض في جمع الصفوف ولا يكن

من بيننا متخاذلٌ وعميلُ

والدين إن لم تقتحم بحسامه

لهب الوغى فسلاحنا مفلولُ

فإذا استظلَّ جنودنا بلوائه

صبراً هوى "الميراج" والأسطول

فلتضربوا صدقاً بعزمة "خالد"

ما فيكمو جزِع ولا مدخولُ

وشعار إحدى الحسنيين شعاركم

والحقُّ سيفٌ لا يُفلّ صقيل

والله أكبر في الجهاد نشيدكم

يعلو "وأحمد" رائدٌ ودليلُ

إن خضتموها تحت راية دينكم

فالله بالنصر المبين كفيلُ

وفاته

وبعد حياة علمية حافلة بالآثار الطيبة توفي شيخنا العلامة .. الفاضل بن عاشور يوم 12/ 2/1390ه (19 - 4 - 1970م) في تونس، وبفقده انطوت صفحة من صفحات الفخار للعلماء العاملين والدعاة المصلحين.

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقاً، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. http://www.almujtamaa-mag.com/Images/Oblong.JPG

http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InSectionID=2218&InNewsItemID=191348 المرجع وفيه صورة له

و أيضا:

http://www.islamonline.net/images/Arabic/News/histit.gif

الفاضل بن عاشور .. على خطى الإصلاح

(في ذكرى ميلاده: 2 من شوال 1327هـ)

< CENTER class=normal-article dir=rtl> إعداد: أحمد تمام

استهدفت فرنسا حين وضعت يدها على تونس في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي - أن تقطع تونس صلتها بماضيها العريق وحضارتها الإسلامية التالدة وتاريخها العظيم، واتخذت في سبيل ذلك وسائل متعددة، من أهمها السيطرة على مؤسسات التعليم، فكان وزير المعارف فرنسيًّا يتحكم في التعليم ومناهجه ويتصرف كما يشاء، ومديرو المدارس كلهم فرنسيين، وامتلأت مناهج التعليم بكل ما يتصل بفرنسا وتمجيد تاريخها وحضارتها، وفي الوقت نفسه اختزلت ما يتصل بالتاريخ العربي والحضارة الإسلامية، وتقديمه في صورة مزرية.

ولولا أن جامع "الزيتونة" ظلَّ صامدًا في وجه هذه الهجمة الشرسة من قبل المحتل الغاصب لربما نجحت فرنسا في تحقيق أهدافها الخبيثة على النحو الذي كانت ترجوه، لكنه وقف حارسًا للثقافة الإسلامية؛ يمدُّ الحياة بأعلام الفكر وزعماء الأدب وقادة الوطنية.

وقدمت الزيتونة إلى العالم الإسلامي عشرات من أعلام الفكر في مقدمتهم: عبد الحميد بن باديس الذي قاد الإصلاح في الجزائر، وعبد العزيز الثعالبي، ومحمد بيرم، وسالم أبو صاحب، والطاهر بن عاشور، وابنه محمد الفاضل موضع حديثنا اليوم.

المولد والنشأة

في بيت كريم من بيوتات الدين والعلم وُلِد "محمد الفاضل" في (2 من شوال 1327هـ = 10 من أكتوبر 1909م)، وتعهده أبوه بالرعاية والتعليم، وكان عالمًا كبيرًا من رواد الإصلاح والتعليم في تونس وإمامًا في علوم الدين واللغة، وحسبك أن يكون صاحب التفسير المعروف بـ"التحرير والتنوير"، فبدأ بتحفيظه القرآن الكريم وهو في الثالثة من عمره، وتعليمه القراءة والكتابة، وما كاد يبلغ التاسعة من عمره حتى أتم حفظ بعض المتون القديمة كالآجرومية وألفية ابن مالك في النحو، ثم بدأ في تعلم الفرنسية على أيدي معلمين خصوصيين في المنزل، ولما بلغ الثالثة عشرة بدأ يدرس القراءات، والتوحيد، والفقه، والنحو؛ الأمر الذي هيَّأه ليلتحق بجامع الزيتونة في العام التالي، فحصل منه على الشهادة الثانوية المعروفة هناك بالتطويع سنة (1347هـ = 1928م)، ثم استكمل دراسته العليا في الشريعة واللغة وأصول الدين، فدرس على يد والده التفسير وقرأ عليه موطأ مالك، و"المطول" للتفتازاني في البلاغة، وديوان الحماسة، ودرس علم الكلام على يد الشيخ أبي الحسن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير