تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اطلعوا على أقوال الماديين وطعونهم في الأديان السماوية، ويدفع عن الدين ما

يعرض لأذهانهم الغافلة عنه، ويُظهرهم على حقائقه الناصعة البيضاء، مع البلاغة

العالية، والقوة النادرة. لله دره!

وأما الرد على النصارى واليهود فإنه قد بلغ فيه الغاية، وكأنه لم يترك بعده

قولاً لقائل، وذلك لسعة اطلاعه على أقوالهم وكتبهم ومفترياتهم. وهذا قيام بواجب

قصَّر فيه أكثر المسلمين، في الوقت الذي تقوم فيه أوربة بحرب المسلمين حربًا

صليبية - قولاً وعملاً - وتحاول سلخ المسلمين عن دينهم وإن لم يدخلوا في دينها،

وها نحن أولاء نرى الجرأة العظمى بمحاولة تنصير أمة إسلامية قديمة متعصبة

للإسلام، وهي أمة البربر المجيدة. وإن قيام أستاذنا بالرد عليهم بهذه الهمة من

أجلِّ الأعمال عند الله ثم عند المسلمين.

ولقد عرض لكثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية التي عرضت في

شؤون المسلمين فأفسدت على كثير من شبابهم هداهم ودينهم، فحللها تحليلاً دقيقًا

وأظهر الداء ووصف الدواء من القرآن والسنة، وأقام الحجة القاطعة على أن

الإسلام دين الفطرة، وأنه دين كل أمة في كل عصر. ونفى عن الإسلام كثيرًا مما

ألصقه به الجاهلون أو دسه المنافقون، من خرافات وأكاذيب كانت تصد فئة من

أبنائه عن سبيله، وكان أعداؤه يجعلونها مثالب يلعبون بسببها بعقول الناشئة

ليضموهم إلى صفوفهم وينزعوهم من أحضان أمتهم.

وإنه لكتاب العصر الحاضر، يفيد منه العالم والجاهل، والرجعي والمجدد.

بل هو الدفاع الحقيقي عن الدين.

وأنا أرى من الواجب على كل مَن عرف حقائق هذا التفسير أن يحض إخوانه

من الشبان على مطالعته والاستفادة منه، وبث ما فيه من علم نافع لعل الله أن

يجعل منهم نواة صالحة لإعادة مجد الإسلام، وأن ينير به قلوبًا أظلمت من ملئها

بالجهالات المتكررة.

ولو كانت حكومتنا حكومة إسلامية حقيقة لطلبنا منها أن يُدرس في مدارسها

ومعاهدها حق الدرس، ولكنا نعلم أنها لا تلقي للدين بالاً، بل لا تدفع عنه مَن أراد

به عدوانًا، والطامة الكبرى أنها تحمي مَن يعتدي عليه بقوانينها الوضيعة.

فلم يبق للمسلمين رجاء إلا أن يعملوا أفرادًا وجماعات في سبيل الدفاع عنه،

وإظهار محاسنه للناشئة التي تكاد تندُّ عنه، وهم عماد الأمم.

ولعلِّي أوفق قريبًا إلى بيان بعض الأبحاث الفذة النفيسة من هذا التفسير مما لم

يشفِ فيها الصدرَ أحدٌ من الكاتبين قبله، أو لم يكن في عصورهم ما يثير البحث

فيها، وذلك بحول الله وقوته.

الشيخ أحمد محمد شاكر

القاضي الشرعي


((مجلة المنار ـ المجلد [31] الجزء [3] صـ 193 ربيع الآخر 1349 ـ سبتمبر 1930))

الانتقاد على المنار و تفسيره
مولاي الأستاذ السيد العلامة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في العدد السابع من المجلد 31 من المنار الزاهر في تفسير قوله تعالى:
] وَمِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ [(التوبة: 101) ص 509 ما نصه:
(وفي مسند أحمد عن ابن مسعود: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن منكم منافقين فمَن سميته فليقم، ثم قال: قم يا
فلان حتى سمى ستّ وثلاثين) وروى غير هذا في معناه.
ولما كنت أعمل - كما تعلمون - في وضع فهارس دقيقة مفصلة لمسند الإمام
أحمد فقد استغربت أن يكون فيه هذا الحديث، ثم رجعت إلى فهارس المسند التي
عملتها، فأيقنت أنه لم يروِهِ أحمد أصلاً من حديث ابن مسعود؛ فإنه لم يروِ من
حديثه فيما يتعلق بالمنافقين إلا خمسة أحاديث هي:
حديث المواظبة على إجابة النداء بالصلاة وفيه: (ولقد رأيتني وما يتخلف
عنها إلا منافق معلوم نفاقه) رواه مرتين في صفحة 382 و 414 ج1.
وحديث: (إن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه) .. إلخ وهو ليس
نصًّا في وصف المنافقين. ورواه ثلاث مرات في ص 383، ج1.
ولم يروِ من حديث ابن مسعود في خطب النبي صلى الله عليه وسلم إلا أربعة
أحاديث هي أحاديث خطبة الحاجة رواه بأربعة أسانيد في ص392 و393 و432
ج1.
وروى في التفسير من حديث ابن مسعود 36 حديثًا ليس منها هذا الحديث
على اليقين، ولولا خوف الإطالة لذكرتُها بصحتها.
وقد رجعت إلى الدر المنثور للسيوطي فوجدته روى قريبًا من هذا المعنى من
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير